أخبار الثورة السورية المباركة - اخوانكم في ليبيا معكم يا رجال ويا حرائر سوريا



فلم - كشف اللثام عن المنافق المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام
فلم - كشف اللثام عن المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام



دعم الثورة الجزائرية ضد النظام الجزائري الدموي العميل لاسرائيل

Asharis .. The Other Face

أشاعرة يدنسون ويدوسون على المصاحف ويكتبون الاسماء الحسنى بالغائط ! استماع ۞ الامام الاشعري وشيخه وتلاميذه مجسمة ۞ شيخ أشعري كذاب رماه الله تعالى بالخبث في العضو فمات !! ماذا فعل ؟ ۞ دفاع القرطبي عن ابن عبدالبر من اعتداء جهلة الأشعرية ودليل تجسيم الامام الاشعري !!! ۞ د. عبد الرحمن دمشقية: الامام الاشعري يثبت الحد!
السواد الاعظم... ... أم الكذب الأعظم؟
أشاعرة اليوم (الشعبوريون) أشر قولا من اليهود والنصارى !
روى أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري (صاحب صحيح البخاري) في كتابه خلق أفعال العباد ج1ص30 باب ذكر أهل العلم للمعطلة وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ "

فرقة الأحباش .. الوجه الآخر

الاحباش المرتزقة .. الوجه الآخر
وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب
ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون : آل عمران - 75

الصوفية .. الوجه الآخر - وكذبة الصوفية الحقة

واجهة التصوف إدّعاء الإحسان .. والوجه الآخر عبادة الأموات !
موقع الصوفية - صوفية حضرموت - الحوار مع الصوفية - شرار الخلق - التصوف العالم المجهول
۞ الاحسان الصوفي ۞ روى الشعراني : إذا صحبت فاصحب الصوفية فإن للقبيح عندهم وجوهاً من المعاذير وليس للحُسن عندهم كبير موقع يعظمونك به ۞ يقول الصوفي المغربي أبو لبابة حسين عن الصوفية : "فهم لا يترددون بالاستشهاد حتى بالموضوع من الحديث إذا كان ذلك يخدم قضيتهم" ا.هـ موقف متصوفة افريقيا وزهادها من الاحتلال العبيدي
Sufism .. The Other Face
The Outward is claiming Ihsan .. The inward is Graveworship (deadworship) !
Cleanse the houses of Allah .. from the corpses of Sufis

أسرار كتاب الغزالي إحياء علوم الدين - للشيخ نظام اليعقوبي استماع
رحلتي مع جماعة التبليغ - للصوفي السابق الشيخ :عباس الشرقاوي Angry face
ست محاضرات خطيرة! في كشف أسلحة الصوفية السرية في استغفال المسلمين علمائهم وعامتهم (اضغط على السهمين المتعاكسين للانتقال بين المحاضرات)
دينُ الصوفيةِ أصبحَ خَرِقاً - الدكتور الصوفي :فرحان المحيسن الصالح يطلقها مدوية !
خطبة مؤثرة جدا ! من يرد النجاة فليصدق ويستمع الى الخطبة

31 أغسطس، 2009

التفويض..الجهل والجفاء - لفضيلة د.عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف

التفويض..الجهل والجفاء 
 
   قرر السلف الصالح أن صفات الله - تعالى - معلومة المعنى ومجهولة الكيفيـة، كمـا قـال الإمـام مالك بـن أنس - وكذا شيخه ربيعة الرأي -: « الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة »1.
وبيَّن ذلك شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني ( ت 449هـ ) قائلاً: « وقد أعاذ الله - تعالى - أهل السُّنة من التحريف والتشبيه والتكييف، ومَنَّ عليهم بالتعريف والتفهيم، حتى سلكوا سبيل التوحيد والتنزيه... »2.
فأفصح في هذه العبارة عن مجانبة السلف طرائق التحريف والتمثيل والتكييف، ولزوم سبيل التعريف والتفهيم خلافاً لأرباب التجهيل والتفويض.
وقال قِوام السُّنة الأصفهاني ( ت 535هـ ): « ينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها؛ فيعظموا الله حق عظمته، ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً طلب أن يعرف اسمه وكُنْيَتَه، واسم أبيه وجدِّه، وسأل عن صغير أمره وكبيره؛ فالله الذي خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أَوْلَى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها »3.
فمعاني الصفات الإلهية معلومة؛ إذ إن الله أمر بتدبُّر القرآن كله في عدَّة آيات، فقال - سبحانه -: { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ } [ص: ٩٢] وقال - تعالى -: { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد: ٤٢] .
والتدبُّر هو: أن يفهم آيات القرآن ويعقِلها ويعلم معانيها، وأشرَفُ ذلك آيات الصفات... « وإذا كان الله قد حَضَّ الكفار والمنافقين على تدبُّره، عُلِمَ أن معانيه مما يمكن للكفار والمنافقين فهمها ومعرفتها؛ فكيف لا يكون ذلك ممكناً للمؤمنين؟ وهذا يبيِّن أن معانيه كانت معروفة بيِّنةً لهم »4.
وأما أهل التفويض5 والتجهيل؛ فهم القائلون بأن نصوص الصفات ألفاظ لا تُعْقَل معانيها، ولا ندري ما أراد الله ورسوله منها، ولكن نقرؤها ألفاظاً لا معاني لها؛ فجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكــلام الأعجمي الذي لا يُفهم6!
ومذهب التجهيل والتضليل وإن كان مقابلاً لمذهب أهل التحريف والتأويل المذموم، إلاَّ أن منشأ الاشتباه واحد؛ إذ إن طائفتَيِّ التفويض والتحريف قد انقدح في أذهانهم أن في إثبات نصوص الصفات تمثيلاً وتشبيهاً7؛ فنفوا الصفات الإلهية التي دلَّت عليها نصوص الوحيين، واستروحوا إلى التفويض تارةً، والتحريف تارةً أخرى8، كما في جوهرة ( الأشاعرة ): 
وكل نصٍّ أوْهَمَ التشبيها      أوِّلْه أو فوِّض ورُمْ تنزيها 
ومن ذلك أن أبا المعالي الجويني سلك التعطيل والتحريف، كما في كتابه ( الإرشاد ) ثم أعقب ذلك بالتفويض والتجهيل في ( الرسالة النظامية )9.
ولئن كان الأشاعرة والماتريدية ونحوهم يترنَّحون بين تأويل مذموم وتفويض مجهول؛ فيسوِّغون المذهبَيْن بدعوى: « أن مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم! »
والمصيبة أن متسنِّنَةً في هذا العصر قد غشيتهم هذه اللوثة؛ فتوثبوا على عقيدة السلف الصالح، وتنكَّبُوا الهدى والنور، والعلم والبصيرة، ولَحِقهم الولع والهوس بمذهب التجهيل والتفويض، فنعوذ بالله من الحور بعد الكور10.
ولئن كان التفويض ناشئاً عن جهل بمذهب السلف، أو ضلال بتصويب طريقة الخلف، فربما كان باعث ذلك الشهوة وحظوظ النفس، والتفلُّت من لزوم الصراط المستقيم: « إن النفوس فيها نوع من الكِبر؛ فتحبُّ أن تخرج من العبودية والاتباع بحسب الإمكان، كما قال أبو عثمان النيسـابوري - رحمه الله -: ما ترك أحد شيئاً من السُّنة إلا لِكِبْر في نفسه، ثم هذا مظنَّة لغيره؛ فينسلخ القلب عن حقيقة اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويصير فيه من الكِبْر وضعف الإيمان بالله ما يفسد عليه دينه »11.
ويقـال لهـؤلاء المفوِّضـة: هـا أنتـم تثبتون أن اللـه - تعالـى - ذاتاً - تليق به سبحانه - تعقلونها وتعْلَمونها، فكذا أسماؤه وصفاته - عز وجل - تُعلم وتُعْقَل؛ فالقول في الصفات كالقول في الذات12.
« ويقال أيضاً: أتقولون بهذا التجهيل في جميع أسماء الله - تعالى - وصفاته؟ فإن قالوا: هذا في الجميع كان هذا عناداً ظاهـراً وجحداً لما يُعلم بالاضطرار من دين الإسلام، بل كُفْر صريح؛ فإنا نفهم من قوله - تعالى -: { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } [الأعراف: ٦٥١] معنىً، ونفهـم من قولـه      - تعالـى -: { إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ } [إبراهيم: ٧٤] معنىً، وصبيان المسلمين بل وكل عاقل يفهم هذا.
ويقال لهذا المعاند: فهل هذه الأسماء دالة على الإله المعبود أم لا؟ فإن قال: لا، كان معطِّلاً محضاً، وما أعلم مسلماً يقول: هذا، وإن قال: نعم، قيل له: فلم فهمت منها دلالتها على نفس الرب، ولم تفهم دلالتها على ما فيها من المعاني من الرحمة والعلم، وكلاهما في الدلالة سواء؟ »13.
ومن أَوْجُه فساد مذهب التفويض: « أن هذا قدح في القرآن والأنبياء؛ إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدىً وبياناً للناس، وأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -  أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبيِّن للناس ما نُزِّل إليهم، وأمر بتدبُّر القرآن وعَقْلِه، ومع هـذا؛ فأشرف مـا فيـه - وهـو مـا أخبـر الــربُّ عـن صفـاتـه - لا يعلم أحد معناه؛ فلا يُعْقَل ولا يُتَدبَّر! ولا يكون الرسول بلَّغ البلاغ المبين... فتبيَّن أن قول أهل التفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد ».14
« إن من أعظم أبواب الصدِّ عن سبيل الله وإطفاء نور الله، والإلحاد في آيات الله وإبطال رسالة الله، دعوى أن القرآن لا يُفهم معناه، ولا طريق لنا إلى العلم بمعناه... فمن كان يرى أن الذي أمر الله به، أن تكون الأمة كلها لا تعقل معاني الكتاب، فهو ممن يدعو إلى الإعراض عن معاني كتاب الله ونسيانها، ولهذا صار هؤلاء ينسون معانيه حقيقة؛ فلا يخطر بقلوبهم المعنى الذي أراده الله ولا يتفكرونه... »15.
ومن الأجوبة العقلية والضرورية في ردِّ هذا التجهيل؛ أن من قرأ مصنَّفات الناس في الطب والنحو والفقه والأصول... لكان من أحرص الناس على فَهْم معنى ذلك، ولكان من أثقل الأمور عليه قراءة كلام لا يفهمه، فإذا كان السابقون - رضي الله عنهم - يعلمون أن هذا كلام الله وكتابه الذي أنزله إليهم وهداهم به، أفلا يكونون أحرص الناس على فهمه ومعرفة معناه؟ بل ومن المعلوم أن رغبة رسول الله - صلى الله عليه وسلمفي تعريفهم معاني القرآن أعظم من رغبته من تعريفهم حروفه16...
وها هنا ضرورة فطرية، وأمر وَجْديٌّ لا انفكاك عنه؛ وهو أن التعرف على الله بأسمائه وصفاته وما يستلزم ذلك من محبته وعبادته لهو أكبر المقاصد وأجلُّ المطالب؛ فمعرفة هذا، أصل الدين، وأساس الهداية، وأفضل ما اكتسبته القلوب، وأدركته العقول؛ فلا يُتَصوَّر أن يكون السلف الصالح كلهم كانوا مُعْرِضين عن هذا؛ لا يسألون عنه، ولا يشتاقون إلى معرفته، ولا تطلب قلوبهم الحــق فيه، وهــم - ليلاً ونهاراً - يتوجهون بقلوبهم إليه - سبحانه - ويدعونه تضرعاً وخفية، ورغبةً ورهباً. والقلوب مجبولة مفطورة على طلب العلم بهذا، ومعرفة الحق فيه، وهي مشتاقة إليه أكثر من شوقها إلى كثير الأمور17.
ويتعذر على هؤلاء المفــوِّضة أن ينكــروا ما يجــدونه في قلوبهــم من محبة اللـه - تعالــى - لما لــه - سبحانه وتعالى - من صفات الكمال والجلال والجمال، ولعظيم نِعَمِه وكثرة آلائه...
وكذا استصحاب الخوف من ملك الملوك، ومالك يوم الدين، هو ناشئ عن ظهور آثار أسمائه وصفاته الدالة على بطشه، وقهره، وعدله، وانتقامه... كما يمتنع أن يجحدوا ما في أنفسهم من الطمع برحمة الله ورأفته؛ إذ يرجون رحمته ويرغبون إليه.
إن التعرُّف على الله - تعالى - والعلم بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا والتفقه في فهم معانيها يحقــق عبــادة الله - تعالى - ومحبته وخشيته ورجاءه؛ فكلما ازداد العبد معرفة بربِّه ازداد إيماناً وتوحيداً18.
قال ابن القيِّم: « لا يستقر للعبد قَدَم في المعرفة - بل ولا في الإيمان حتى يؤمن بصفات الربِّ - جل جلاله - ويعرفها معرفة تخرج عن حدِّ الجهل بربِّه؛ فالإيمان بالصفات وتعرُّفُها هو أساس الإسلام، وقاعدة الإيمان، وثمرة شجرة الإحسان »19.
والمقصود أن مذهب التفويض بلوازمه الفاسدة وما يؤول إليــه، من شــر المذاهب؛ لِـمَا فيه من الطعــن في حكمــة الله - تعالى - ورحمته وعلمه... ونفي صفاته، وانتقاص القرآن في هدايته وبيانه وشفائه، والقدح في سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -  من جهة عِلْمِه وبيانه ونُصْحه؛ إذ هو - صلى الله عليه وسلم -  أعلم النــاس بــربه - سبحانه وتعالى - وأفصح الناس وأنصح الناس... واستجهالِ السابقين الأولين، ولَـمْزِ الصحابة - رضــي الله عنهم - بقلَّة العلم وضعف الحكمة..
وما كان لمذهب التجهيل والتضليل أن يروج على فئام من المسلمين، لولا تقصير علماء ودعاة أهل السُّنة والجماعة عن تبليغ رسالات الله ومدافعة شبهات المبطلين، لا سيما وأن مذهب التفويض قد ينشأ عن ضعفٍ وقعودٍ عن مجالدة أرباب التأويل الفاسد؛ فقد يعلم بعضهم فساد تأويلات المحرِّفين لآيات الصفات، لكنه يضعف عن تحقيق الإيمان بمعاني القرآن؛ فيركن إلى الجهل، ويخلد إلى التفويض، ويُعْرِض عن معاني القرآن ولا حول ولا قوة إلا بالله20
  أخرجه اللالكائي في شرح أصول السُّنة: 2/398، والصابوني في عقيدة السلف: ص 181، والذهبي في العلو: ص 98 وغيرهم.
عقيدة السلف أصحاب الحديث: ص 63.
الحجة في بيان المحجة: 1/22.
4   القاعدة المراكشية لابن تيمية: ص 30.
كتب د. أحمد القاضي رسالة علمية متينة بعنوان: «مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات عرض ونقد» تزيد على ستمائة صفحة، وهي مطبوعة متداولة؛ بيَّن حقيقة هذا المذهب مع الرد على شبهاتهم، وقد انتفعتُ بها.
6   انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية: 13/295، والصواعق المرسلة لابن القيم: 2/422.
انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية: 5/476.
الحموية لابن تيمية: ص 205، 206.
انظر: الدرء: 3/381.
10  مثل يُضرب لمن أصابه نقصٌ بعد زيادة.
11   اقتضاء الصراط المستقيم: 2/612.
12 هذا الأصل الكبير «القول في الصفات كالقول في الذات» قرره جمع من المحققين: كالخطابي، والخطيب البغدادي، وابن الزاغوني، وأبي عثمان الصابوني، وابن عبد البر، وابن تيمية رحمهم الله.
13 مجموع الفتاوى: 13/297 ،298 (بتصرف يسير).
14   الدرء: 1/205،204 (باختصار).
15  جواب الاعتراضات المصرية لابن تيمية: ص 24، 25 (باختصار).
16   انظر: جواب الاعتراضات المصرية: ص 14، والقاعدة المراكشية: ص 29.
17  انظر: الحَمَوية: ص 196، والقاعدة المراكشية: ص 47، 48.
18 انظر: تفسير السعدي: 1/24.
19  مدارج السالكين: 3/347.
20   انظر: تفصيل ذلك في: جواب الاعتراضات المصرية لابن تيمية: ص 26-31
-----
تفضلوا بزيارة قناة القرون الاولى المفضلة FirstGenerations


30 أغسطس، 2009

وجه الله تعالى - عقيدة أهل السنة (3 مقاطع 10 دقائق للواحد)








بسم الله
صفة وجه الله تعالى
 أدلة إثبات صفة الوجة - شرح العقيدة الطحاوية
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي

صفة الوجه لله عز وجل
من سلسلة : شرح كتاب السنة ومعه ظلال الجنة في تخريج السنة
محمد حسن عبد الغفار

إثبات الوجه واليدين والعينين لله تعالى - شرح الواسطية 

الشيخ عبد الرحمن البرّاك


التأويل :  هو صرف الكلام عن ظاهره إلى معنى آخر وعن احتمال راجح إلى احتمال مرجوح


 ويبقى وجهُ ربك -ذو- الجلال والإكرام فوجهه يوصف بذي الجلال والإكرام فهو -تعالى- ذو الجلال والإكرام. وهذا من ادلة ان الاية فيها اثبات صفة الوجه.
اعرب الاية يظهر لك بجلاء.

بدعة تقديم العقل على النقل (محاضرة صوتية مهمة رد على العقلانيين)

بدعة تقديم العقل على النقل
محمد صالح المنجد

29 أغسطس، 2009

صوفي أشعري يعترف بأن الله في السماء ويشير الى الله بالفوقية

قال تعالى:
وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ

ها هو صوفي يعترف بفوقية الله عز وجل بالذات
وعلوه فوق العرش

تجلي الله للجبل - وعلاقته بالرؤية و العلو - ماذا يقول الاشاعرة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
هذه خاطرة نشرتها في ملتقى العقيدة والمذاهب المعاصرة في (هذا الرابط) بتاريخ: 25-Aug-2009, 06:33 PM

لقد كنت استمع غير مُرَكّز على قراءة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله لمتن مقدمة الرسالة لابن أبي زيد القيرواني رحمه الله. و بالصدفة انتبهت لكلام الشيخ عن تجلي الله سبحانه للجبل فتساءلت عما يقول الاشاعرة في هذه الاية بخصوص:

1- الرؤية
2- بخصوص علو الله تعالى


أرى أن الاية مهمة جدا في هذا الباب خاصة في من يقول أن الله ليس داخل العالم ولا خارجه !
وهل خلق الله تعالى في الجبل الرؤية !!!! ؟
وما علاقة الرؤية (إن قالوا بها ) بإندكاك الجبل ؟
وما علاقة ذات الله (العلو) ونوره عز وجل بإندكاك الجبل ؟
وما علاقة الاية بالحديث ( لأحرقت سبحات وجهه) في إثبات صفة الوجه؟

الاية, قال تعالى:
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف : 143]


وبالمناسبة ماذا يقول الاشاعرة في حرف الجر إلى في كلمة (
إِلَيْكَ) وعلاقته بلفظ "الجهة"

هل يجوز لغة أن يقال للشئ الذي يُرَى في الذهن أنّه (ينظر "اليه") . ذلك أن الاشاعرة يقولون أن الله تعالى يخلق الصورة في الكائن الذي يَرَى. وبالتالي هم يثبتون رؤية الشئ المحسوس وغير المحسوس (المنام أفضل مثال!)
---
والفرق بين الرؤية ونور الله !!!

المقصد : تجلي الله تعالى للجبل فيه فوائد كبيرة من أهمها وجود زيادة على *مجرد* الرؤية !

فالرؤية عند الاشاعرة لا أرى أنها تستطيع أن تفسر استحالة رؤية الله تعالى في الدنيا !

فلو كانت الرؤية مجرد خلق الصورة في الذهن لاستطاع موسى عليه السلام رؤية ربه تعالى !


ما رأيكم وهل من مشاركات ؟!
-----
تفضلوا بزيارة قناة القرون الاولى المفضلة FirstGenerations


خواطر حول صفة كلام الله عند الاشاعرة- الاشاعرة و كلام العجل

بسم الله
يقول الاشاعرة أن الله سبحانه وتعالى يتكلم كلاما نفسيا وقد عاب الله تعالى على قوم موسى عليه السلام أن إلاههم العجل لا يتكلم . قال عز من قائل:
وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ [الأعراف : 148]
فلو كان قوم موسى أشاعرة لردوا بأن العجل يتكلم كلاما نفسيا !. فيكفي العجل شرفا ( بلازم عقيدة الاشاعرة ) أن له خوار زيادة على الكلام النفسي !

 هذه الخاطرة سجلتها بعد الاستماع الى المقطع الاول من السلسلة (دمشقية يكشف الوجه الحقيقي لعقيدة الاشاعرة في كلام الله وأفعاله (8 فيديوهات)
-----
تفضلوا بزيارة قناة القرون الاولى المفضلة FirstGenerations


28 أغسطس، 2009

جهل الاشاعرة بكروية الارض من أدلة جهلهم بصفات الله

بسم الله

نعم هذا صحيح
من يدعي أن العقل هو الحجة على الشرع سواء تصريحا أو تلميحا
ويثبت الصفات بعد جعل العقل حاكما على النصوص لا العكس
نقول له
إذا فشل عقلك وقواعدك العقلية في معرفة حقيقة مخلوق كالارض قلت عنه انه مسطح!!! فكيف تعرف صفات الله تعالى على حقيقتها
وكيف تثبت و تفي بمحض عقلك الذي جعل الارض مسطحة !!!!

هذا درس للمتكلمين عامة

20 أغسطس، 2009

تقديم العقل على النقل عند الاشاعرة - من أعظم الادلة


تقديم العقل على النقل عند الاشاعرة - من أعظم الادلة

لقد وجدت من ينكر من الاشاعرة تقديمهم العقل على النقل بطريقة فيها لعب بالالفاظ فلما وجدت الرد المنقول أدناه أحببت تقييده أسأل الله تعالى أن ينفع به.
----------------النقل-----------------
[QUOTE=سطاتي;16191]

الاشاعرة كما هو معلوم افراخ المعتزلة وارائهم العقدية هي عبارة عن ردود غيرعلمية على المعتزلة وكانت عندهم حسن النية مع غياب العلم فهي ادن ردود غير مدروسة

اما صفة العلو فهي ثابت بنصوص الكتاب و السنة واجماع الصحابة ولا دخل للعقل في اثبات هده الصفة وتقديم العقل على النقل هو خطاء الاشاعرة و المعتزلة

[/QUOTE]


أحسنت جزاك الله خيرا .. من أعظم الادلة على تقديم الاشاعرة العقل على النقل هو صفة العلو

وفيها رد على الاشاعرة الذين يدعون أنهم أهل السنة والذين منهم من ينكرون هذه الحقيقة


المصدر: شبهات المتكلمين الأشعرية في نفى علو الذات والفوقية

-----
تفضلوا بزيارة قناة القرون الاولى المفضلة FirstGenerations

مقابلة المكان بالزمان في رد الشبهات حول العلو

-----
تفضلوا بزيارة قناة القرون الاولى المفضلة FirstGenerations

تأويل البخاري صفة الوجه ( (كل شيء هالك إلا وجهه)) إلا ملكه - الالباني يكفر البخاري!



بسم الله
هذا كله من إفتراءات الصوفية الاشاعرة أدعياء الاحسان. الاحسان الصوفي ليس ان تعبد الله كأنك تراه - بل أن تفتري على عباد الله وتقولهم ما لم يقولوه وأنت تعلم أن الله يراك حين تفتري. يقول الامام الحافظ أبو نصر السجزي رحمه الله عن أساليب الاشاعرة في الافتراء في رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت في الفصل التاسع ((
ومنها ما ارتكبه أهل الوقت منهم خصوصاً من كان منهم من المغاربة وهو أن كل من ( يخالفهم ) نسبوه إلى سب العلماء لينفروا قلوب العوام عنه وقرفوه بأقاويل لا يقول بها ولا يعتقدها بهتاً منهم وكذباً لأن البهتان والكذب لا قبح لهما في العقل وإنما علم قبحهما بالسمع والقائلون بخلاف قولهم ضلال عندهم ولا حرمة لهم . [مثل ما يفعله الاشاعرة القبورية واخوانهم على الشبكة اليوم])). ا.هــ


الرد على هذه الشبهة أو الفرية

جواب الشيخ المحدث المقرئ: علي رضا حفظه الله

أغاننا شيخنا - شيخ الإسلام بحق - الإمام الألباني عن الجواب بقوله :
ييان قول البخاري في تفسير: (كل شيء هالك إلا وجهه)

السؤال
لي عدة أسئلة، ولكن قبل أن أبدأ أقول: أنا غفلت بالأمس عن ذكر هذه المسألة، وهي عندما قلت: إن الإمام البخاري ترجم في صحيحه في معنى قوله تعالى: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } [القصص:88] قال: إلا ملكه.
صراحة أنا نقلت هذا الكلام عن كتاب اسمه: دراسة تحليلية لعقيدة ابن حجر ، كتبه أحمد عصام الكاتب ، وكنت معتقداً أن نقل هذا الرجل إن شاء الله صحيح، ولازلت أقول: يمكن أن يكون نقله صحيحاً، ولكن أقرأ عليك كلامه في هذا الكتاب.
إذ يقول: قد تقدم ترجمة البخاري لسورة القصص في قوله تعالى: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } [القصص:88]، أي: إلا ملكه، ويقال: (إلا) ما أريد به وجه الله، وقوله: إلا ملكه، قال الحافظ في رواية النسفي وقال معمر فذكره، و معمر هذا هو أبو عبيدة بن المثنى ، وهذا كلامه في كتابه مجاز القرآن ، لكن بلفظ (إلا هو)، فأنا رجعت اليوم إلى الفتح نفسه فلم أجد ترجمة للبخاري بهذا الشيء، ورجعت لـ صحيح البخاري دون الفتح ، فلم أجد هذا الكلام للإمام البخاري ، ولكنه هنا كأنه يشير إلى أن هذا الشيء موجود برواية النسفي عن الإمام البخاري ، فما جوابكم؟

الجواب
جوابي تقدم سلفاً.
السائل: أنا أردت أن أبين هذا مخافة أن أقع في كلام على الإمام البخاري .
الشيخ: أنت سمعت مني التشكيك في أن يقول البخاري هذه الكلمة؛ لأن تفسير قوله تعالى: { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ } [الرحمن:27] أي: ملكه، يا أخي! هذا لا يقوله مسلم مؤمن، وقلت أيضاً: إن كان هذا موجوداً فقد يكون في بعض النسخ، فإذاً الجواب تقدم سلفاً، وأنت جزاك الله خيراً الآن بهذا الكلام الذي ذكرته تؤكد أنه ليس في البخاري مثل هذا التأويل الذي هو عين التعطيل.
السائل: يا شيخنا! على هذا كأن مثل هذا القول موجود في الفتح ، وأنا أذكر أني مرة راجعت هذه العبارة باستدلال أحدهم، فكأني وجدت مثل نوع هذا الاستدلال، أي: أنه موجود وهو في بعض النسخ، لكن أنا قلت له: إنه لا يوجد إلا الله عز وجل، وإلا مخلوقات الله عز وجل، ولا شيء غيرها، فإذا كان كل شيء هالك إلا وجهه، أي: إلا ملكه، إذاً ما هو الشيء الهالك؟!! الشيخ: هذا يا أخي! لا يحتاج إلى تدليل على بطلانه، لكن المهم أن ننزه الإمام البخاري عن أن يؤول هذه الآية وهو إمام في الحديث وفي الصفات، وهو سلفي العقيدة والحمد لله.
وسبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك .

قلت - علي رضا - : والزعم أنه في كتاب ( مجاز القرآن ) كذب وتدليس وتلبيس ! فليس لهذا اللفظ ذكر ؛ بل قال ابن حجر :
( وقال معمر فذكره ومعمر هذا هو أبو عبيدة بن المثنى وهذا كلامه في كتابه مجاز القرآن لكن بلفظ إلا هو وكذا نقله الطبري عن بعض أهل العربية وكذا ذكره الفراء ) . ( الفتح ) 8 / 505 .
ثم رجعت - بحمد الله تعالى - للكتاب - ( مجاز القرآن ) ص 94 - فوجدت لفظه هكذا : ( " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلاَّ وَجْهَهُ " مجازه : إلا هو ما استثنوه من جميع فهو منصوب وهذا المعنى بين النفختين ، فإذا هلك كل شيء من جنةٍ ونار وملك وسماء وأرض وملك الموت فإذا بقي وحده نفخ في الصور النفخة الآخرة وأعاد كل جنة ونار وملك وما أراد ، فتم خلود أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ) .
فالحمد لله على ظهور الحجة وبيان المحجة .

المصدر: قال البخاري {كل شيء هالك إلا وجهه}.إلا ملكه



رابط آخر يجيب على الشبهة :
هل هذا من التأويل عند البخاري رحمه الله؟؟

رابط آخر أيضا:
شبهة:هل أوَّل البخاري رحمه الله صفة الوجه بالملك؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97757
وفيه رد الشبهة بالانجليزية
Clarifying some unclear 'ibarat of scholars
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97660


-----
تفضلوا بزيارة قناة القرون الاولى المفضلة FirstGenerations

19 أغسطس، 2009

الاشاعرة "مجسمة" ! اعترافهم بقيام الحوادث بذات الله

تخبط الاشاعرة - الله لا يتكلم و شجرة تتكلم

الدوسري يفضح كذب السقاف الاشعري في (جنب الله)

كذب رؤوس الاشاعرة على أهل السنة بالجرم المشهود

تكفير وشتائم الاشاعرة في حق أهل السنة - الكوثري والسقاف

البخاري يكفر من يقول القران مخلوق والاشاعرة يقولون!

البخاري سلفي وليس أشعري مؤول أو مفوض

صفة الساق عقيدة البخاري والسنة وكشف تلبيس الاشاعرة

بسم الله
صفة الساق

18 أغسطس، 2009

دمشقية يكشف الوجه الحقيقي لعقيدة الاشاعرة في كلام الله وأفعاله (8 فيديوهات)

بسم الله الرحمن الرحيم

دمشقية يكشف الوجه الحقيقي لعقيدة الاشاعرة في كلام الله وأفعاله (8 فيديوهات)


في حالة وجود خلل في صندوق الفيديو كمثل أن لا يظهر الفيديو الثامن
يمكنك مشاهدة أي مقطع من السلسلة وهذه روابطها كاملة




للمزيد من التخبطات عليك بهذا الرابط


16 أغسطس، 2009

الاشاعرة مجسمة ! اعترافهم بقيام الحوادث بذات الله

بسم الله

المحجة العلمية في بيان معنى الحشوية والرد على من نبز به أهل السنة الطائفة المرضية - ونقد التجسيم


المحجة العلمية في بيان معنى الحشوية
والرد على من نبز به أهل السنة الطائفة المرضية


يعد هذا اللقب [الحشوية ] من أكثر الألقاب ذيوعا وورودا في كتب مخالفي أهل السنة أتباع السلف الصالح ، وذلك لكثرة الفرق التي رمت أهل السنة به ، فلا أدرى أهو مما تواصوا به أم تشابهت قلوبهم ، فاتفقت أقوالهم على وصم أهل السنة والأثر به ؟ولم يكتف أولئك المنحرفون عن السراط المستقيم والطريق القويم بذلك الغي الذي أثقلوا عقولهم به ، ليصدوا عن أنفسهم ردود أهل الحق عليهم لا، ولكنهم أتهموا أهل السنة أتباع السلف الصالح بشتى الألقاب التي هم أحق بها وأهلها ، منها هذا اللقلب الذي نحن بصدد بيانه ،وسأذكر طائفة من أقوال الفرق التي رمت أهل السنة به .

والتاريخ يعيد نفسه ، فما أشبه الليلة بالبارحة ، فأولئك المبتدعة سلسلة ظالمٌ أهلها ، ابتدات من المعتزلة الضلال الأُوَلِ .. ثم لم يخب أوارها إلى هذه الساعة .. فتلقفها طائفة من الجهال من أراذل العصر وأصبحوا يكررونها في كل محفل ومناسبة ليغرروا بها ذوي العقول القاصرة ، ويبهروا ذوي الأنظار الضعيفة الذين يحسبون كل شيء يلمع ذهبا .

فلما رأيت ذلك التغرير بكثرة التكرير ، وارتفع صوت التهويل بالضليل، واستجاب له صوت الكثير بالتكبير والتهليل ، ترشح عندي لزوم بيان ذلك بالدليل اليسير والقليل ، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .
وإليك أخي القارئ جملة من أقوالهم كما وعدتك والرد عليها ولكن بعد أن أذكر لك معنى ذلك اللفظ [الحشوية ] لغة واصطلاحا حتى تعرف من هو الذي أحق بذلك اللقب القبيح ؟.

أما لغة : فالحشو : هو أن يودع الشيء وعاء باستقصاء ، يقال : حشوته أحشوه حشوا ... ويقال : فلان من حشوة بني فلان أي : من رذالهم ، وإنما قيل ذلك لأن الذي تحشى به الأشياء لا يكون من أفخر المتاع بل أدونه .معجم مقاييس اللغة لابن فارس [ج2/ص74].
وقال في اللسان[ج3/ 180] : والحشو من الكلام : الفضل الذي لايعتمد عليه ، وكذلك هو من الناس ، وحشوة الناس رذالتهم .. وفلان من حشوة بني فلان بالكسر : أي من رذالهم .
وفي اصطلاح من أطلقه يراد به أحد المعاني الآتية :
1 - يراد به العامة الذين هم حشو الناس. ورذالتهم وجمهورهم ، وهم غير الأعيان والمتميزين[1].
--------------------
1 - أنظر منهاج السنة لابن تيمية [ج2/ 415-416].

الصفحة [2]
وهم عند الشيعة والروافض السواد الأعظم من هذه الأمة ، كما جاء في فرق الشيعة :للنوبختي[1].حيث نبز كل من لم يقل بإمامة علي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الحشو :وهذا كلامه :<< فلما قتل علي رضي الله عنه – التفت الفرقة التي كانت معه والفرقة التي كانت مع طلحة والزبير وعائشة فصاروا فرقة واحدة مع معاوية بن أبي سفيان ؛ إلا القليل منهم من شيعته ومن قال بإمامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم – وهم السواد الأعظم وأهل الحشو واتباع الملوك وأعوان كل من غلب ؛ أعني الذين التقوا مع معاوية ...>>أنظر إليه كيف يصف الصحابة بأنهم أهل حشو ..
2 – يراد به : رواة الأحاديث من غير تمييز لصحيحها من سقيمها : قال ابن الوزير :[2] فإن الحشوية إنما سموا بذلك ؛ لأنهم يحشون الأحاديث التي لا أصل لها في الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أي يدخلونها فيها وليست منها .
قلت:كأنهم لا يعرفون ما يحدثون به..وقد بين ابن الوزير براءة أهل الحديث والسنة من هذا اللقب فقال : [.. فأكثر عامة المسلمين لايدرون من الحشوية ؟ ولا يعرفون أن هذه النسبة غير مرضية ... ومن كان له أدنى عرف أنّ نقاد الحديث وأئمة الأثر هم أعداء الحشوية وأكره الناس لهذه الطائفة الغوية .

3 – يراد به التجسيم : كما نقل التهاوني عن السبكي أنهم سموا بذلك لأن منهم المجسمة أو هم أنفسهم . والجسم حشو .
.
ونسب ابن القيم لجهلة الجهمية أنهم لقبوا أهل السنة بذلك لأنهم بزعمهم – جعلوا ربهم حشو هذا الكون بإثباتهم له صفة الفوقية والاستواء وأنه في السماء [3] . فهذه المعاني الثلاثة أو أحدها هي المسوغات التي اعتبرها مخالفوا أهل السنة وهم ينبزونهم بهذا اللقب الجائر .فعند الرافضة كل من لم يقل بإمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد رسول الله فهو حشوي ،وعند المعتزلة كل من أثبت الصفات ، وأثبت القدر فهو من حشو الناس وعند الأشاعرة والماتريدية كل من أثبت الصفات الخبرية ولم يؤولها ويصرفها عن ظاهرها فهو حشوي ، وإليك بعض أقوالهم :
--------------------
1 – كتاب فرق الشيعة [ ص06]طبع استانبول931 م.
2 - أنظر الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم [ج1/120].
3 - كشاف اصطلاحات الفنون [ج2/167] محمد علي الفاروقي ، تحقيق د . لطفي عبد البديع .

الصفحة [3]

المعتزلة :
وهم أول من تولى كبر ذلك ، إذ أول من عرف أنه تكلم في الإسلام بهذا اللفظ هو عمرو بن عبيد رئيس المعتزلة قال يصف بعض الصحابة بذلك : < كان ابن عمر حشويا ..> قال ابن العماد في ترجمته : وكانت له جرأة فإنه قال عن ابن عمر : هو حشوي . قال : فانظر هذه الجرأة والافتراء عامله الله بعدله [1].
وذكر ابن جرير الطبري عن الخليفة العباسي المأمون الذي تبنى قول المعتزلة في خلق القرآن الكريم أنه نبز مخالفيه بأنهم حشو رعاع فقال في كتابه إلى إسحاق بن إبراهيم الخزاعي في امتحان القضاة والمحدثين :[.. وقد عرف أمير المؤمنين أن الجمهور الأعظم والسواد الأكبر من حشو الرعية وسفلة العامة ..] [2].
وهاهو القاضي عبد الجبار رأس من رؤوس المعتزلة يقول في كتابه شرح الأصول الخمسة : [ فقد ذهبت الحشوية والنوابت من الحنابلة إلى أن هذا القرآن المتلو في المحاريب ، والمكتوب في المصاحف غير مخلوق ولا محدث ..] [3]. وقال:[ .. ولسنا نقول في الصراط ما يقوله الحشوية من أن ذلك أدق من الشعر وأحد من السيف ] [4].

الرافضة :
قد تقدم نقل كلام النوبختي في ذلك ، وهذا كلام أحمد بن حمدان بن أبي حاتم الرازي قال: ومن ألقابهم أي – أهل السنة الحشوية – حشوية لقبوا بذلك ؛ لاحتمالهم كل حشو روي من الأحاديث المختلفة المتناقضة .. حتى قال فيهم بعض المحلدين : يروون أحاديث ثم يروون نقيضها ، ولروايتهم أحاديث كثيرة مما أنكره عليهم أصحاب الرأي وغيرهم من الفرق في التشبيه وغير ذلك ..فلقبوهم الحشوية بذلك [5].
--------------------
1- شذرات الذهب في أخبار من ذهب [ج1/221].
2 - تاريخ الأمم والملوك [ج8/632] بتحقيق أبي الفضل إبراهيم .
3 - [ص527].
4 -[ص737].
5 - كتاب الزينة ملحق بكتاب الغلو والفرق الغالية : للدكتور عبد الله سلوم السامرائي [ص267].

الصفحة [4]

ويقصد بقوله : من الفرق في التشبيه أحاديث الصفات، وأهل السنة لم يقولوا إلا بما صح عندهم منها فآمنوا به واعتقدوا ما دل عليه ، وماأنكر ذلك عليهم إلا معروف ببدعة .

الأشاعرة :
فقد تلقوا هذه التركة عن المعتزلة ، فتراهم يتابعونهم على ما درجوا عليه من نبز أهل السنة والأثر بهذا اللقب الجائر ، وهذه بعض أقوالهم :
يقول أبو المعالي الجويني : وذهب الكرامية وبعض الحشوية إلى أن الباري تعالى متحيز مختص بجهة فوق ... [1] .
وقصد بالحشوية من أثبت الفوقية لله عز وجل وهم أهل السنة والحديث أتباع السلف الصالح، وإن أهل السنة والحديث لم ينطقوا بلفظ التحيز والجهة نفيا ولا إثباتا كما هو منهجهم ، وإنما أثبتوا لله ما أثبته لنفسه من الفوقية ، ﴿ يخافون ربهم من فوقهم .
الإمام الغزالي أبو حامد فقد جعل من أثبت رؤية الله عز وجل في جهة حشويا [2].
الآمدي :يقول : [ .. وبهذا يتبين فساد قول الحشوية : إن الإيمان هو : التصديق بالجنان ، والإقرار باللسان ، والعمل بالأركان ...] [3]. فقد عد من قال بقول أهل السنة في الإيمان حشويا .

الماتريدية :
وهي صنو الأشعرية وشريكتها في إرث تركة المعتزلة ، ورمي أهل السنة بألقاب السوء ، وها هو شيخ الماتريدية ومؤسسها الأول أبو منصور الماتريدي يصم من يعد الأعمال داخلة في مسمى الإيمان بأنه حشوي فيقول في تعريف الإرجاء : ثم اختلف في المعنى الذي سمي به من سمي مرجئا بعد اتفاق أهل اللسان على الإرجاء أنه التأخير ..
قالت الحشوية : سميت المرجئة بما لم يسموا كل الخيرات إيمانا .. [4].
--------------------
1 - الإرشاد [ص39].
2 - أنظر الاقتصاد [ص48].
3 - أنظر غاية المرام في علم الكلام بتحقيق حسن محمود عبد اللطيف [ص311 ] .
4 - كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي [ص381] بتحقيق د. فتح الله خليف ، المكتبة الإسلامية تركيا .
الصفحة ل[5]

الصفحة [5]

الخوارج :
نسب ذلك إليهم الإمام أحمد بن حنبل فقال في كتاب السنة :في معرض حديثه عما أحدثه أهل الأهواء والبدع والخلاف من أسماء شنيعة قبيحة سموا بها أهل السنة : فقال: وأما الخوارج فيسمون أهل السنة : نابتة وحشوية .
وللرد على من ينبز أهل السنة بهذا اللقب ويتكرر على لسانهم ذلك نقول:
وللرد على من ينبز أهل السنة بهذا اللقب ويتكرر على لسانهم ذلك نقول:
1 - إن هذا اللقب لقب مبتدع ما أنزل الله به من سلطان ، فليس هو في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ، ولا نطق به أحد من سلف الأمة وأئمتها نفيا ولا إثباتا ، فالذم به ذم للناس بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان بل هو من قبيل التنابز بالألقاب المنهي عنه[1] .
2 – إن الطائفة إنما تتميز باسم رجالها أو بنعت أحوالها فالأول كما يقال : الجهمية ، نسبة للجهم بن صفوان ، والكلابية نسبة لابن كلاب ، والأشعرية نسبة للأشعري ، والثاني : كما يقال : الرافضة لرفضهم زيد بن علي ، والقدرية لقولهم بالقدر ، والمرجئة لقولهم بالإرجاء في الإيمان ، أما لفظ الحشوية فليس فيه ما يدل على شخص معين ولا مقالة معينة [2].
3 – أنكم نبزتم أهل السنة بهذا اللقب ؛ لأنهم بزعمكم يروون الأحاديث بلا تمييز ولا إنكار . وهذا خلاف الواقع ، فإن أهل الحديث والسنة هم الذين اختصوا بالذب عن السنة ، وميزوا صحيحها من سقيمها ، ثم إنكم أيها المخالفون المبتدعون أحق بهذا اللقب ، لنترك القراء الكرام العقلاء يحكمون من هو أحق بهذا اللقب القبيح فأنتم تستشهدون لمذهبكم بما يؤيده من الأحاديث وإن كان ضعيفا أو موضوعا عند أهل الحديث ، ولكنكم تحشون أقوالكم ومصنفاتكم بالكلام الذي لا تعرف صحته ، بل يعرف بطلانه لمخالفته لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذه أقوالكم مطابقة لما عليه تلك الفرق المخالفة لأهل السنة ، فبان بهذا أنكم أحق بهذا اللقب القبيح من المتمسكين بمنهج السلف الصالح .
--------------------

1 - 1 - أنظر ابن تيمية ، الفتاوى [ج4/146].



2 - أنظر منهاج السنة لابن تيمية :[ج2/ 414] بتصرف . الصفحة [6]

4 – أما معنى التجسيم الذي نبزتم أهل السنة بالحشو لأجله ، فإنه ليس في قول أهل السنة تجسيم ، لأنهم إنما أثبتوا لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله من الصفات ، مع نفي المشابهة والمماثلة للمخلوقات ، ثم إن لفظ التجسيم عندهم من الألفاظ المبتدعة فلم ينطقوا به نفيا ولا إثباتا .
5 – أنه ينبغي أن ينظر في الموسومين بهذا الاسم وفي الواسمين لهم به أيهما أحق ، وقد علم أن هذا الاسم مما اشتهر عن النفاة ممن هم مظنة الزندقة ، كما ذكر العلماء – كأبي حاتم وغيره – أن علامة الزنادقة تسميتهم لأهل الحديث حشوية [1].
ويكفي أن نعرف أن أول الواسمين به عمرو بن عبيد زعيم المعتزلة كما تقدم ، وأن أول الموسومين به هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما الصحابي الجليل ،والصحابة أيضا كما في وصف ذلكم الشيعي ، ثم أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة رحمه الله ، لتعلم منزلة الواسم والموسوم .فتبين بهذا أن القوم يرتضون قول المعتزلة والرافضة والزنادقة والفرق الأخرى التي تبنته ونطقت به في طعنها على أهل السنة أتباع السلف الصالح . ويصف به أهل السنة وعلى رأسهم الإمام أحمد الذي نسب إليه بعضهم التأويل دون نظر ولا تحقيق في المسألة .

قال الشيخ خليل هراس في شرح النونية لابن القيم[2]: فهذا عمرو بن عبيد رأس في البدعة والاعتزال ، وعبد الله بن عمر صحابي ابن صحابي ، من أكثر الصحابة رواية وحفظا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وبذلك نقم عليه ابن عبيد ، وعده حشويا لكثرة روايته ؛ لأن المعتزلة أعداء الحديث والأثر ، والإمام أحمد هو من هو في الإمامة والتقدم في العلم والسنة .
ثم ورث كلا من الواسم والموسوم أتباعه ومن على منهجه ، فورث عمرو بن عبيد في نبز أهل السنة بهذا اللقب ، أهل البدعة والخلاف ، وورث عبد الله بن عمر والأمام أحمد أهل السنة والجماعة وأنى يستوى الإرثان، هذا إرث هدى وسنة ، وذاك إرث ضلالة وبدعة .فانظروا لأنفسكم أيها الأرذال الجهال أي الإرثين ورثتم .
--------------------
1 - أنظر مجموع الفتاوى لابن تيمية [ج4/ 88].
2 - [ج1/ص335].
تنبيه هذا الموضوع مأخوذ من رسالتي القول المبين في الرد على أباطيل شمس الدين [بوروبي ] وقد استفدته من كتاب وسطية أهل السنة والجماعة بين الفرق مع مع تصرف يسيرواختصار حسب الحاجة .
وكتب: أبو بكر يوسف لعويسي .

المصدر: منتديات البيضاء العلمية
-----
تفضلوا بزيارة قناة القرون الاولى المفضلة FirstGenerations

هل التمشعر سنَّة؟



هل التمشعر سنَّة؟

د.عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
التاريخ :10/8/1430 هـ
لا نزاع أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، والحديث عن المذهب الأشعري بعلم وعدل كافٍ في تحقيق الجواب، وزوال الإشكال، ومن طوامِّ هذا العصر أن يتصدَّر أقوام للخوض في هذه المسألة، فيبعثوا أحكاماً جزافاً وفق ظنون كاذبة أو أهواء جامحة؛ فإطلاق القول بأن الأشاعرة هم أهل السُّنة والجماعة، قد يكون ناشئاً عن قصورٍ بمعرفة السُّنة النبوية وسبيلِ الاعتصام بها، وربما كان باعثه الجهل بحقيقة مذهب الأشاعرة؛ وأسوأ من ذلك كله إن كان جهلاً بسبيل السُّنة والاتباع وسبيل التمشعر والابتداع!
وقد ينفر بعضهم من تلك القضايا، ويبدي امتعاضه وأسفه، ويتعلل بأنّ في ذلك إذكاءً للطائفة المذهبية، وتوهيناً من وحدة المسلمين، واجتراراً للخلافات القديمة!
وما عَلِمَ هؤلاء المتدثرون بوحدة المسلمين أن الاجتماع الصحيح لا يتحقق بقلب الحقائق ومجانبة الصراط المستقيم، وتهوين المحْدَثات في الدين، ومصانعة أرباب البدع ومداهنتهم، ولـمَّا قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه -: يا خليفة رسول الله! تألّف الناس! أجابه الصديّق الأكبر: علامَ أتألَّفهم: أعلى حديث مفترى أم على شعر مفتعل[1]؟
بل إن ترك السُّنة وتنكُّب الصراط المستقيم في العقائد والشرائع يوقع تفرقاً وتشرذماً، ومتى آمنوا بالكتاب كله واعتصموا بالسُّنة تحقق الاجتماع والوئام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وهذا التفريق الذي حصل من الأمة: علمائها ومشائخها، وأمرائها وكبرائها هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها، وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله، كما قال - تعالى -: { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ } [المائدة: ٤١] فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء، وإذا تفرّق القوم هلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب، وجِماع ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..»[2].
وقال أيضاً: «متى تركوا الاعتصام بالكتاب والسُّنة فلا بد أن يختلفوا؛ فإن الناس لا يفصل بينهم إلا كتاب منزَّل من السماء، كما قال - تعالى -: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {٢٠١} وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [آل عمران: ٢٠١ - ٣٠١]»[3].
وقال في موضع ثالث: «أَتْبَعُ الناس للرسول أقلُّ اختلافاً من جميع الطوائف المنتسبة للسُّنة، وكل من قَرُبَ للسنة كان أقل اختلافاً ممن بَعُد عنها، كالمعتزلة والرافضة، فنجدهم أكثر الطوائف اختلافاً»[4].
والمقصود أن موجبِ الاجتماع هو الاعتصام بالكتاب والسُّنة ولزوم الشرع المنزَّل، وأما الاجتماع على إهدار أصول مذهب السلف في المسائل والدلائل، فليس مشروعاً، بل هو إجماع هش على جرفٍ هار سرعان ما يعتريه التعثر والسقوط.
ومع تأكيد أهل السُّنة على لزوم السُّنة النبوية واتِّبـاعها، إلا أنهم يرحمون الخلق، كما يعلمون الحق، حتى إن أهل السُّنة لكل طائفة ومن أهل البدع خير من بعضهم لبعض، بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض[5].
وكان ابن تيمية يقول: «والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة، وأنا كنت من أعظم الناس تأليفاً لقلوب المسلمين، وطلباً لاتفاق كلمتهم، واتباعاً لما أُمرنا به من الاعتصام بحبل الله، وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة..»[6].
وإذا انتقلنا إلى مفارقة الأشاعرة للسُّنة، ومجانبتهم سبيل الشرع والعقل والفطرة، فإن هذه المفارقة في قضايا رئيسة وعديدة، ومبسوطة في مواضعها، وقد أجاد الشيخ سفر الحوالي - شفاه الله وعافاه - في تحرير ذلك، بأسلوب بليغ، وتقرير متين، كما في رسالته «منهج الأشاعرة في العقيدة»[7].
ومن هذه المفارقات أن السُّنة تُقرر أن أول واجب هو توحيد الله - عز وجل - وعبادته وحده كما في حديث معاذ مرفوعاً « فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله » أخرجه البخاري ومسلم، وأما أول واجب عند الأشاعرة؛ فهو النظر أو القصد إلى النظر[8].
ودلالة القرآن لا تفيد اليقين، كذا وخبر الآحاد لا يفيد العلم عند جمهور الأشاعرة[9]!
فــإن كـان القـرآن - وهـو الهــدى والنــور والـرحمــة والشفاء - لا يُحقق بَرْدَ اليقين، ولا يحصل بالسُّنة العلم والرسوخ.. أفيظن أن العلم واليقين متحقق بفلسفة اليونان الوثنية أو زندقة المعتزلة الكلامية؟
ولذا حلّ بالقوم الوحشة والقلق، والحَيرة والشكوك؛ فالآمدي حائر واقف في المسائل الكبار، والرازي يستوحش من روحه التي بين جنبيه! وتلميذه الخسروشاهي يبكي قائلاً: والله ما أدري ما أعتقد.. (قالها ثلاثاً!)[10].
وافتعل الأشاعرة تعارضاً بين النقل والعقل، كما في «القانون الكلي» للرازي وسَلفه، فقدموا ما ظنوه معقولاً - وهو في الحقيقة وهمٌ ومجهول - على نصوص الوحيين، وأعملوا التأويل الفاسد في المنقولات[11]، أو سلكوا سبيل التجهيل والتفويض والتضليل! بدعوى التوفيق والتلفيق بين النقل والعقل!
والحق أن النقل الصحيح يتفق تماماً مع العقل الصريح، كما بسطه ابن تيمية في كتابه النفيس «درء تعارض النقل والعقل».. ولا عجب أن يجعل ابن القيم هذا القانون الكلي طاغوتاً يتعيّن كسره وإبطاله، كما فعل - رحمه الله - في كتابه (الصواعق المرسلة).
ومن نماذج المفارقات أن القوم يثبتون سبعاً من الصفات الإلهية، وينفون سائرها، مع أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر، والقول في الصفات كالقول في الذات. وفارقَ الأشاعرة السُّنَة في القَدَر، فمالوا إلى الجبر، ونفوا الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى، وأنكروا الصفات الاختيارية، ونفوا التحسين والتقبيح العقليين. وأما في الإيمان فقد نصروا قول الجهم بن صفوان، فجعلوا الإيمان مجرد تصديق، فأخرجوا أعمال القلوب والجوارح وقول اللسان من تعريف الإيمان! وحجَّروا دلائل النبوة - والتي هي أكثر من أن تُذكر وأشهر من أن تحصر - وضيقوا ما وسَّع الله، فزعموا أن النبوة لا تثبت إلا بالمعجزة..
والمقصود أن مفارقات الأشاعرة للسُّنة كثيرة وشنيعة، حتى قال بعضهم: إن الأشاعرة خالفوا أهل السُّنة في جُلّ مسائل الاعتقاد إلا الصحابة والإمامة..
والحقيقة أن الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - لم يسْلَموا من لمزٍ وتعريض.. إذ زعم الأشاعرة أن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم «فيصفون إخوانهم بالفضيلة في العلم والبيان والتحقيق، والسلفَ بالنقص في ذلك والتقصير فيه، ولا ريب أن هذا شعبة من الرفض»[12].
أفبعد هذه المفارقات والضلالات يقال: إن الاشاعرة أرباب سُّنة واتباع؟! إن بين هذا التمشعر المتهافت وبين السُّنة النبوية مفاوز بعيدة وشاسعة تنقطع فيها أعناق المطي!
إن من دواعي الانخداع بالمذهب الأشعري أن التمشعر مذهب تلفيقي توفيقي بين الوحي والعقل - على حدّ زعمهم - فهو يختار التلوّن والمصانعة للفريقين (أهل السُّنة والجماعة وأهل الاعتزال)، وعند التحقيق وتجلية الأمور، فهو إلى المعتزلة أقرب وألصق، لكنهم يكتمون ذلك! حتى قال ابن قدامة: «ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية»[13]، وقال الإمام السجزي (ت 444هـ): «والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام أهل السُّنة من هؤلاء؛ لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تموِّه.. وكثير من مذهب الأشعري يقول في الظاهر بقول أهل السُّنة مجملاً، ثم عند التفسير والتفصيل يرجع إلى قول المعتزلة، فالجاهل يقبله بما يظهره، والعالِم يكشفه لما منه يخبره، والضرر بهم أكثر منه بالمعتزلة لإظهار أولئك ومجانبتهم أهل السُّنة، وإخفاء هؤلاء ومخالطتهم أهل الحق. نسأل الله السلامة من كلٍّ برحمته»[14].
والمذهب الأشعري لا يزيده تصرّم الأيام إلا انحرافاً وانحداراً، حتى أفضوا للتسول باليهود في إنكار الصفات، وكما يقال: طافوا بأخس المذاهب ونالوا أخبث المطالب والمكاسب، ومن ذلك أن موسى بن ميمون (ت 601هــ) من ملاحدة اليهود وفلاسفتهم[15]، ألّف «دلالةَ الحائرين» وهو طافح بتعطيل الصفات الإلهية وإنكارها، وقام التبريزي - أحد تلاميذ الفخر الرازي - بشرحه والتعليق عليه، ثم نشره محمد زاهد الكوثري - أشهر دعاة البدع والضلال في هذا العصر - سنة 1369هـ[16]، واحتفى به! وفي الوقت نفسه كان الكوثري المأبون في دينه ونقله يدَّعي أن أهل الحديث في الهند أضر على الإسلام من اليهود[17]!
وأخيراً: فمع شناعات المذهب الأشعري وكثرة عواره وتناقضاته، إلا أننا نستصحب في نفس الوقت مراتب الشرور، وأن في أهل الأهواء من هو شر منهم كالرافضة والخوارج ونحوهم، كما أن الحديث ها هنا عن التمشعر مذهباً ومعتقداً، وأما أربابه فقد يعتريهم ويلحقهم من عوارض الأهلية كالجهل والتأوّل ما قد يُعذَرون به عند الله تعالى، والله - تعالى - يغفر لنا ولهم، والواجب أن نكون أكثر شجاعة وبذلاً في سبيل إظهار السُّنة ونشرها، ومدافعة البدعة وإزهاقها. فاللهم أحينا على الإسلام والسُّنة حتى نلقاك.

[1] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية 2/24.
[2] مجموع الفتاوى 3/421.
[3] الدرء 5/248.
[4] مجموع الفتاوى 9/230، وانظر مجموع الفتاوى 13/227.
[5] انظر منهاج السُّنة 5/157، 4/121.
[6] مجموع الفتاوى 3/227.
[7] طبعت الرسالة مختصرة قبل أكثر من عشرين سنة، ثم ألحق الشيخ مسائل جليلة وزيادات نفيسة، فبلغت أكثر من مائتي صفحة، وهي من مطبوعات دار الحجاز للنشر بالقاهرة.
[8] انظر: الإنصاف للباقلاني الأشعري ص 22، وإرشاد الجويني ص 3.
[9] انظر: نقض المنطق لابن تيمية ص 88، والمواقف للإيجي الأشعري ص 272.
[10] انظر: الدرء 1/159، وشرح الطحاوية لابن أبي العز 1/243.
[11] جملة من تأويلات الأشاعرة كابن فورك والفخر الرازي وأشباههما هي عين تأويلات بشر المريسي «اليهودي»! انظر: مقدمة الحموية لابن تيمية.
[12] التسعينية لابن تيمية (ضمن الفتاوى الكبرى) 5/305.
[13] رسالة المناظرة في القرآن مع بعض أهل البدع.
[14] الرد على من أنكر الحرف والصوت ص 177 - 181 = بتصرف يسير.
[15] انظر: الدرء 1/131 - 7/94.
[16] قال د. سفر الحوالي: «نشره سنة 1369هـ وهي السُّنة التي قامت فيها دولة إسرائيل بفلسطين ولسان حال الكوثري يقول: إذا لم تكن هذه الدولة على مذهب الحشوية فلتكن ما تكون» منهج الأشاعرة في العقيدة ص 179.
[17] انظر: منهج الأشاعرة في العقيدة ص 183.
-----
تفضلوا بزيارة قناة القرون الاولى المفضلة FirstGenerations

أرشيف المدونة الإلكترونية