أخبار الثورة السورية المباركة - اخوانكم في ليبيا معكم يا رجال ويا حرائر سوريا



فلم - كشف اللثام عن المنافق المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام
فلم - كشف اللثام عن المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام



دعم الثورة الجزائرية ضد النظام الجزائري الدموي العميل لاسرائيل

Asharis .. The Other Face

أشاعرة يدنسون ويدوسون على المصاحف ويكتبون الاسماء الحسنى بالغائط ! استماع ۞ الامام الاشعري وشيخه وتلاميذه مجسمة ۞ شيخ أشعري كذاب رماه الله تعالى بالخبث في العضو فمات !! ماذا فعل ؟ ۞ دفاع القرطبي عن ابن عبدالبر من اعتداء جهلة الأشعرية ودليل تجسيم الامام الاشعري !!! ۞ د. عبد الرحمن دمشقية: الامام الاشعري يثبت الحد!
السواد الاعظم... ... أم الكذب الأعظم؟
أشاعرة اليوم (الشعبوريون) أشر قولا من اليهود والنصارى !
روى أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري (صاحب صحيح البخاري) في كتابه خلق أفعال العباد ج1ص30 باب ذكر أهل العلم للمعطلة وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ "

فرقة الأحباش .. الوجه الآخر

الاحباش المرتزقة .. الوجه الآخر
وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب
ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون : آل عمران - 75

الصوفية .. الوجه الآخر - وكذبة الصوفية الحقة

واجهة التصوف إدّعاء الإحسان .. والوجه الآخر عبادة الأموات !
موقع الصوفية - صوفية حضرموت - الحوار مع الصوفية - شرار الخلق - التصوف العالم المجهول
۞ الاحسان الصوفي ۞ روى الشعراني : إذا صحبت فاصحب الصوفية فإن للقبيح عندهم وجوهاً من المعاذير وليس للحُسن عندهم كبير موقع يعظمونك به ۞ يقول الصوفي المغربي أبو لبابة حسين عن الصوفية : "فهم لا يترددون بالاستشهاد حتى بالموضوع من الحديث إذا كان ذلك يخدم قضيتهم" ا.هـ موقف متصوفة افريقيا وزهادها من الاحتلال العبيدي
Sufism .. The Other Face
The Outward is claiming Ihsan .. The inward is Graveworship (deadworship) !
Cleanse the houses of Allah .. from the corpses of Sufis

أسرار كتاب الغزالي إحياء علوم الدين - للشيخ نظام اليعقوبي استماع
رحلتي مع جماعة التبليغ - للصوفي السابق الشيخ :عباس الشرقاوي Angry face
ست محاضرات خطيرة! في كشف أسلحة الصوفية السرية في استغفال المسلمين علمائهم وعامتهم (اضغط على السهمين المتعاكسين للانتقال بين المحاضرات)
دينُ الصوفيةِ أصبحَ خَرِقاً - الدكتور الصوفي :فرحان المحيسن الصالح يطلقها مدوية !
خطبة مؤثرة جدا ! من يرد النجاة فليصدق ويستمع الى الخطبة

06 سبتمبر، 2010

تسفيه أدعياء التنزيه - نقض شبهات السقاف وأمثاله من المفتونين حول الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان

بسم الله الرحمن الرحيم

نقض شبهات السقاف وأمثاله من المفتونين حول الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان

الشبهة الأولى

قال السقاف في التعليق على الحديث السابق في فضائل أبي سفيان في صفحة 52 ((من هذا الحديث استدل النواصب على أن معاوية كان كاتبا للوحي وليس كذلك كما بين ذلك الحافظ في ترجمته في " الاصابة " والذهبي في " سير أعلام النبلاء " ووضحناه في التعليق على هذا الكتاب " دفع شبه التشبيه " رقم (181) فانظره هناك ))

قلت هذا كذب مزدوج على الحافظين الذهبي و ابن حجر

فنص كلام الحافظ في الإصابة ((وقال المدائني: كان زيد بن ثابت يكتب الوحي وكان معاوية يكتب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما بينه وبين العرب ))

ولننظر من هو هذا المدائني

قال الذهبي في تاريخ الإسلام ((عبد الله بن المسور، بن عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي أبو جعفر. نزيل المدائن.
عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وعن محمد بن الحنفية.
وعنه عمرو بن مرة وخالد بن أبي كريمة.
ولم يكن بثقة ولا مأمون.
روى جرير عن رقبة بن مصقلة ان أبا جعفر الهاشمي المدائني كان يضع الحديث.
وروى جرير عن مغيرة قال: كان عبد الله بن مسور يفتعل الحديث.
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: كان يكذب.
وقال أبو حاتم: حدث بمراسيل لا يوجد لها أصل ))

هذا هو المدائني الذي لم يستحِ السقاف من الإحتجاج بخبره

وأما الحافظ ابن حجر فهو حافظ كبير لا يظن بمثله أن يحتج بأخبار المدائني ولكنه أورد كلامه على عادة أهل السير في إيراد كل ما بين أيديهم في المسألة
وأما الذهبي فإليك نص كلامه في السير ((ونقل المفضل الغلابي عن أبي الحسن الكوفي قال كان زيداً ابن ثابت كاتب الوحي وكان معاوية كاتباً فيما بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين العرب.
عمرو بن مرة: عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر عن عبد الله بن عمرو قال: كان معاوية يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبو عوانة: عن أبي حمزة عن ابن عباس قال: كنت ألعب مع الغلمان فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "ادع لي معاوية" وكان يكتب الوحي ))

فأنت ترى أن الذهبي كما نقل القول بأن معاوية لم يكتب الوحي كذلك نقل رواية أنه كتب الوحي



فلماذا ينسب إليه الأفاك أنه نفى كون معاوية كان كاتباً للوحي وهذا واضح من قوله ((كذلك كما بين ذلك الحافظ في ترجمته في " الاصابة " والذهبي في " سير أعلام النبلاء " ))

نعوذ بالله من قلة الحياء وقلة الدين

والرواية التي نقلها الذهبي عن أبي الحسن الكوفي _ وأحسبه العجلي _ معضلة والعجلي قد تساهل في مواطن ليست بالقليلة فقد يكون اعتمد على رواية أحد الرواة الذين انفرد عن الجمهور بتوثيقهم

قال الخلال في السنة برقم 663 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ قَالَ : وَجَّهْنَا رُقْعَةً إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ : مَا تَقُولُ رَحِمَكَ اللَّهُ فِيمَنْ قَالَ : لَا أَقُولُ إِنَّ مُعَاوِيَةَ كَاتَبُ الْوَحْيِ ، وَلَا أَقُولُ إِنَّهُ خَالُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنَّهُ أَخَذَهَا بِالسَّيْفِ غَصْبًا ؟ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : هَذَا قَوْلُ سَوْءٍ رَدِيءٌ ، يُجَانَبُونَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ ، وَلَا يُجَالَسُونَ ، وَنُبَيِّنُ أَمْرَهُمْ لِلنَّاسِ

قلت وإسناده صحيح

وقد روى روى الطيالسي (4/465) وأحمد (1/291 و335) والآجري (1937) والبيهقي في الدلائل (6/243) وغيرهم بسند جيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اذهب فادعُ لي معاوية"، قال ابن عباس: وكان كاتِبَه.
وصححه ابن عساكر (59/106) والذهبي في تاريخ الإسلام (4/309)،
استفدت هذا من رسالة (( من فضائل معاوية )) للشيخ محمد زياد تكلة
ولفظ كلام الذهبي (( وذكر المفضل الغلابي: أن زيد بن ثابت كان كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معاوية كاتبه فيما بينه وبين العرب. كذا قال.
وقد صح عن ابن عباس قال: كنت ألعب، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "ادع لي معاوية" وكان يكتب الوحي ))
فهذا كلام الذهبي بعيداً عن تزويرات السقاف
والحديث الذي ذكره الذهبي وإن كان الذهبي وهم في لفظه فلفظه _ وكان كاتباً له _ رجاله ثقات متفق عليهم إلا أبو حمزة القصاب
واسمه عمران بن أبي عطاء
روى عنه شعبة وهو لا يروي إلا عن ثقة
ووثقة ابن معين وابن حبان
وضعفه أبو داود
وقال أبو حاتم والنسائي (( ليس بالقوي ))
ولا يخفى تشددهما
قال ابن خلفون عن ابن نمير أنه وثقه
وقال أبو زرعة: بصري لين
قلت وهذا جرح هين
وقال أحمد: ليس به بأس صالح الحديث
قلت إذا أضفنا إلى ذلك احتجاج مسلم به في صحيحه و تصحيح ابن عساكر والذهبي لحديثه خرجنا بنتيجة أنه صدوق حسن الحديث
وأبو عوانة انفرد بذكر الكتابة من دون شعبة
قال عفان كان أبو عوانة صحيح الكتاب ، كثير العجم والنقط ، كان ثبتا ، وأبو عوانة في جميع حاله أصح حديثا عندنا من شعبة
وعفان من رواة هذا الحديث عن أبي عوانة فتفطن فالزيادة صحيحة ولا شك

وتصحيح أحمد لكون معاوية كاتب الرسول يدل على أنه يصحح هذه الزيادة فهذا الحديث أمثل شيء في الباب

وكذلك تصحيح ابن عساكر والذهبي يدل على ثبوت الزيادة

ومن المعلوم أن العرب إذا أطلقت اسم فاعل لفعل يحتمل الوقوع على مفعولين فإن يحمل على أكثر المفعولين استعمالاً وأكثر ما كان يكتب آنذاك هو الوحي

وأما ما كان يكتبه بعض الصحابة من الحديث فإنهم يكتبونه لأنفسهم لا للنبي صلى الله عليه وسلم فتأمل

إذا فهمت هذا عرفت أن جزم الروافض الإناث بأن معاوية لم يكتب آية محض مجازفة

ولا شك أن كاتب الرجل من بطانته

وقد قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانةً من دونكم لا يألونكم خبالاً ))

واتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية كاتباً يدل على صدقه وأمانته

وهذا يقال في حقه حتى ولو لم يكتب الوحي وكتب الرسائل إلى العرب فقط

فإن هذا لا ينفي كونه من أهل الصدق والأمانة بل يؤكده

وكونه من بطانة النبي صلى الله عليه وسلم

فإن قال قائل هناك من كتب الوحي وارتد

فنقول وهناك من جاهد مع النبي صلى عليه وسلم وارتد

فهل ستلغي فضيلة الجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟

ثم إن هذا من أفسد القياس فكيف يقاس المسلم على المرتد

الشبهة الثانية

وقال السقاف في صفحة 239 -240 (( . وأما حديث : " اللهم علم معاوية الكتاب ، وقه العذاب " فلا يصح حتى يلج الجمل في سم الخياط ، وهذا الدعاء : " اللهم علمه الكتاب " هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس كما في البخاري في مواضع منها (الفتح 1 / 169) فقلبه النواصب لمعاويه ، ومعاوية لا يؤثر أنه كان عالما بالكتاب البتة ، وانما العالم بالكتاب هو ابن عباس ، كما إمتلات كتب التفسير من أقواله في فهم الكتاب . وهذا الحديث المقلوب الموضوع " اللهم علم معاوية الكتاب وقه العذاب " رواه أحمد في المسند (4 / 127) والطبراني (18 / 252) وابن عدي في
الكامل في الضعفاء (6 / 2402) . قلت : وفي سنده : الحارث بن زياد وهو شامي ناصبي لا تقبل روايته لمثل هذا الحديث الذي يؤيد بدعته ولم يرو عنه إلا يونس بن سيف الكلاعي قال الحافظ في ترجمته في " التهذيب " (2 / 123) : " قال الذهبي في الميزان (1/433)مجهول ، وشرطه أن لا يطلق هذه اللفظة إلا إذا كان أبو حاتم الرازي قالها " ثم قال : " نعم قال أبو عمرو بن عبد البر فيه مجهول : وحديثه منكر " قلت : وفي سنده : يونس بن سيف : حمصي ومعاوية بن صالح : حمصي ناصبي : قال عنه الحافظ في " التقريب " صدوق له أوهام ، قلت : وفي ترجمته في " التهذيب " (10 / 189) : ما ملخصه في أقوال من جرحه : كان يحيى بن سعيد القطان لا يرضاه ، وفي رواية عن ابن معين ليس بمرضى ، وقال أبو إسحق الفزاري : ما كان بأهل أن يروى عنه ، وقال ابن أبي خيثمه : يغرب بحديث أهل الشام جدا . وحكم الذهبي على المتن من بعض طرقه في " الميزان " (1 /388) بأنه : " منكر بمرة " وفي الطريق مجهول ورجل لا يعرف . وفي طريق أخرى ذكرها الذهبي في الميزان (3 / 47) : من طريق اسحاق بن كعب ، حدثنا يونس بن ميسرة عن عطاء عن ابن عباس به . وعثمان بن عبد الرحمن هو الوقاصي كما قال الذهبي في " الميزان " (3/47) في ترجمة الجمحي ، وهو متروك كما قال البخاري وكذبه ابن معين كما في الميزان (3 / 43) . وضعفه المبتدع المتناقض في تعليقه على " صحيح ابن خزيمة " (3 /214) فأنى تقوم لهذا الحديث قائمة ؟ ! ! ولذلك أورده ابن الجوزي في " العلل المتناهية في الاحاديث الواهية " (1 / 272) ))

قلت في كلامه أغاليط وبلايا

أولها زعمه أن الحارث بن زياد كان ناصبياً وهذا كذب فلم يذكر أحدٌ من العلماء أنه ناصبي ومجرد كونه شامي لا يعني أنه ناصبي ففي الشام علماء من أهل السنة اتفاقاً كالأوزاعي وأبو زرعة الدمشقي فلما لا يكون هذا ممن هم على عقيدتهم

ثانيها زعمه أن الحارث بن زياد لا يحتج به والصواب خلاف ذلك فقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال وقال: أدرك أبا أمامة
قلت فهذا يؤكد أنه عرفه وأنه ليس من المجاهيل الذين يدخلهم في كتابه

وقد احتج به ابن خزيمة في صحيحه وكذلك فعل ابن حبان كما ذكر مغطاي في الإكمال
أفاد ذلك الشيخ محمد زياد تكلة في كتابه (( من فضائل وأخبار معاوية بن أبي سفيان ))

ثالثها بتره لنص الحافظ ابن حجر فقد قال الحافظ في ترجمته في " التهذيب " (2 / 123) : " قال الذهبي في الميزان (1/433)مجهول ، وشرطه أن لا يطلق هذه اللفظة إلا إذا كان أبو حاتم الرازي قالها " إلى هنا نقل السقاف وبتر تعقب الحافظ للذهبي
حيث قال الحافظ (( والذي قال: أبو حاتم أنه مجهول آخر غيره فيما يظهر لي )

وأما ابن عبد البر فقد خالفه ابن خزيمة، وابن حبان اللذان صححا الحديث، وابن عساكر في تاريخه (59/106)، وابن كثير في البداية والنهاية (11/409)، وقال الجورقاني: "هذا حديث مشهور، رواه عن معاوية بن صالح جماعةٌ، منهم: بشر بن السري، والليث بن سعد، وعبد الله بن صالح، وأسد بن موسى، وغيرهم"، وأخرجه ضمن الأحاديث الضدّية للأباطيل والمناكير، وقال ابن عساكر: حسن غريب. (معجم الشيوخ 2/1041 رقم 1341)، وحسّنه ابنُ القطّان. (الإكمال لمغلطاي(3/290)

كل هذا مستفاد من رسالة التكلة المشار إليها

غير أني أشك أن هناك وهماً في النقل عن ابن عبد البر فالذي وقفت عليه في الإستيعات هو قوله (( إلا أن الحارث بن زياد مجهول لا يعرف بغير هذا الحديث ))

ولم أرَ للنكارة ذكراً

رابعها زعمه أن معاوية بن صالح ناصبي وهذه والله جريمة فإن معاوية على شهرته بين أهل العلم لم يصفه أحدٌ بالنصب

خامسها اقتصاره على نقل الجرح دون التعديل
والعجيب أنه كتابه الإغاثة نقل عن عبد الحي الكتاني قوله في ابن عبد الهادي أنه عارف بالجرح دون التعديل وهو أولى بهذه الصفة من ابن عبد الهادي
وإليك التعديلات التي كتمها الأفاك
قال أبو طالب عن أحمد : خرج من حمص قديماً وكان ثقة
قلت هذا يفيد أن ثقافته تكونت خارج الشام فاتهامه بالنصب غير متجه
قال علي وكان عبد الرحمن بن مهدي يوثقه
وقال العجلي والنسائي: ثقة
قلت والنسائي متشدد
وقال أبو زرعة: ثقة محدث وقال ابن سعد: كان بالأندلس قاضياً لهم وكان ثقة كثير
وقال يعقوب بن شيبة قد حمل الناس عنه ومنهم من يرى أنه وسط ليس بالثبت ولا بالضعيف ومنهم من يضعفه
وقال ابن خراش : صدوق
وقال البزار ليس به بأس وقال أيضاً : ثقة
ولعل مما يقوي شأن هذا الحديث أنه من رواية عبد الرحمن بن المهدي عنه وهو من المتثبتين وممن يجتنبون رواية المناكير ( انظر ترجمة معاوية في التهذيب )

وأما كونه يغرب عن أهل الشام فقد احتج مسلم بما انفرد عن أهل الشام

قال مسلم 234 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ . ح ، وَحَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايَةُ الْإِبِلِ فَجَاءَتْ نَوْبَتِي فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " قَالَ فَقُلْتُ : مَا أَجْوَدَ هَذِهِ فَإِذَا قَائِلٌ بَيْنَ يَدَيَّ يَقُولُ : الَّتِي قَبْلَهَا أَجْوَدُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ قَالَ : إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا ، قَالَ : " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ - الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ " . وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابُِ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ ، وَأَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرِ بْنِ مَالِكٍ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَذَكَرَ مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ : " مَنْ تَوَضَّأَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "

لا أعرف لمعاوية متابعاً وشيخه شامي

وأما يونس بن سيف: وثقه ابن حبان (الثقات 5/550 و555 ومعرفة التابعين من الثقات للذهبي 4196)، والدارقطني (سؤالات البرقاني 564)، وقال البزار: "صالح الحديث، وقد رُوي عنه"، وقال ابن سعد: "كان معروفا له أحاديث )الطبقات 7/458)، وروى عنه جمع من الثقات

فهو صدوق حسن الحديث

والحديث حسن

ورواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/913) بسند قوي عن شُريح بن عُبيد مرسلا

وقد سمع شريح بن عبيد من معاوية وفضالة بن عبيد كما ذكر الحافظ في التهذيب عن ابن ماكولا

ولكنه أكثر الإرسال عن الصحابة فمراسيله عن النبي صلى الله عليه وسلم معضلات عندي _ والله أعلم _

ولكن القوم يقوون بمراسيل من هو مثل شريح فنلزمهم

وأحسب أن هذا المرسل صالحٌ لتقوية الحديث

وأما طعنه في علم معاوية فمردود

فقد قال عمر رضي الله عنه قُبيل وفاته: "اللهم إنّي أُشهدك على أمراء الأمصار، وإنّي إنّما بعثتُهُم عليهم لِيَعدلوا عليهم، ولِيُعلّموا الناسَ دينَهم وسُنَّةَ نبيّهم صلى الله عليه وسلم، ويَقسموا فيهم فَيْئَهُم، ويَرفَعوا إلَيَّ ما أشكلَ عليهم مِن أَمرِهم".
رواه مسلم (567) في صحيحه، وقد توفي عمر ومعاوية أمير الشام

أفترى أن عمر يرسل رجلاً ليس له علم بالكتاب ليعلم الناس

- وروى البخاري في كتاب فضائل الصحابة من صحيحه (3765) من طريق أخرى عن ابن عباس أنه قال عن معاوية: إنه فقيه.
وفي رواية قبلها (3764): إنه قد صَحِبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
فهذه شهادة ترجمان القرآن في علم معاوية

ومن فضائل خال المؤمنين التي طوى السقاف عنها كشحاً

قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن (( إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ )) رواه البخاري وابن حبان بلفظ (( إِنَّهُ رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا ، إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) وفي سنده المبارك بن فضالة وهو مدلس وقد عنعن

وقد أجمع أهل التواريخ على أن هاتين الفئتين جيش معاوية وجيش الحسن

وثناء النبي  على هذا الصلح يدل على أن ما ترتب عليه هذا الصلح صحيح

وقد ترتب على الصلح أن معاوية أصبح أمير المؤمنين

ولو كانت الخلافة ستؤول إلى منافق أو مرتد او شخص يموت على الكفر لما أثنى النبي  على هذا الصلح

ولعل مما يستأنس به في هذا المقام الحديث الثابت في الصحيح  (( لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش ))

فهذا الحديث يدل على صحة خلافة معاوية لعد النبي صلى الله عليه وسلم له مع الخلفاء

وقد حمل الروافض هذا الحديث على أئمتهم الإثني عشر

وهذا من فرط بلادتهم إذ أن معظم أئمتهم لم يحكموا

وقد جاء في لفظ صحيح لهذا الحديث تسمية النبي صلى الله عليه وسلم للخلفاء الإثني عشر بالأمراء

ثم إنهم يزعمون أن أئمتهم كانوا مضطدين من قبل بني أمية ويحملون الروايات التي جاءت عن أئمتهم و لا توافق هواهم على التقية

فأي عزةٍ هذه ؟!!

ثم إن النبي  لو كان يقصد الأئمة الإثني عشر لوصفهم بوصف لا يشركهم فيه أحد كأن يقول كلهم من بني هاشم أو كلهم من بني عبد المطلب أو كلهم من أهل بيتي وأما القرشية فصفة يشركهم فيها غيرهم

إذا فهمت هذا فارعِ سمعك لهذا الحديث الذي يدل دلالةً صريحة على كون معاوية من أهل الجنة

روى البخاري في صحيحه عن أم حَرَام الأنصارية رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أولُ جيشٍ من أُمَّتي يَغزون البحر قد أَوجَبوا". قالت أم حَرَام: قلت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: "أنتِ فيهم". ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أولُ جَيشٍ من أُمَّتي يَغزون مدينة قَيصرَ مغفورٌ لهم". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا".

ونقل ابنُ حجر والبدر العيني في شرحهما عن المُهلَّب بن أبي صُفْرَة الأندلسي (ت 435) أنه قال: "في هذا الحديث منقبةٌ لمعاوية، لأنه أول من غزا البحر، ومنقبةٌ لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينةَ قيصر".

قلت كلاهما فضيلةٌ لمعاوية لأنه هو من أرسل يزيد إلى مدينة قيصر مع جمع من الصحابة
ولو كانت خلافة معاوية باطلة لما جاهد الصحابة ولما ترتبت على ذلك فضيلة
إذ أن ما بني على باطل فهو باطل


وقال ابنُ حجر وغيرُه: معنى أَوجَبوا: أي فعلوا فِعلاً وَجَبَتْ لهم به الجنّة.

إذا فهمت سهل عليك

توجيه حديث((  ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ))

والبغي ليس كفراً

قال تعالى ((وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ))

فجمع بين البغي والإيمان مما يدل على أنه ليس كفراً

ولا تعارض بين الوعد بالجنة والوعيد بما هو دون الكفر كما لا يخفى على صغار الطلبة

ونصوص الوعيد بما هو دون الكفر أحكام عامة يمتنع تنزلها على الأعيان

لأسباب

أولها مغفرة الله عز وجل قال تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))
ويضاف إليه عفو الخصم في مسائل الحقوق

ثانيها شفاعة النبي صلى عليه وسلم وقد حصلت لمعاوية في الدنيا قبل الآخرة فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقيه الله من العذاب

والحديث ثابت وإن رغمت أنوف الروافض الإناث

ثالثها وقوع التأويل وقد يدعو الإنسان إلى النار من حيث يظن أنه يدعو للجنة فإن تبعه من انتفى التأويل في حقه كان من أهل النار وإن كان هو نفسه متأولاً ترجى له الرحمة

وعلى هذا يحمل حديث عمار السابق

ويسهل عليك فهم قول النبي  لعلي (( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ))

فقد حمله البعض على النفاق العملي وحمله آخرون على البغض العاري عن التأويل

ولا تعارض بينها

والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكفر من قاتل علياً بل سماهم بغاة وسماهم بالمؤمنين في حديث أبي بكرة المتقد وصحح خلافة معاوية وعلي لم يكفر من قاتله والحسن صالح

فبناءً على كل ما سبق يجب على كل مسلم أن يعرف لمعاوية سابقته ويشهد له بالجنة ويتولاه

الشبهة الثالثة
وقال السقاف في صفحة238 _ 239 (( وأما حديث الترمذي (3842) من طريق سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عميرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاوية : " اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به " فحديث ضعيف ومضطرب لا تقوم به حجة ، لا سيما واسحاق بن راهويه يقول : " لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية شئ " قلت : سعيد بن عبد العزيز اختلط كما قال أبو مسهر الراوي عنه في هذا الحديث ، وكذا قال أبو داود ويحيى بن معين كذا في " التهذيب " (4 / 54) للحافظ ابن حجر . وكذا عبد الرحمن ابن أبي عميرة ، لم يسمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم كما في " علل الحديث " للحافظ ابن أبي حاتم (2/368) نقلا عن أبيه الحافظ أبي حاتم الرازي . فهذا حديث معلول بنص الحافظ السلفي أبي حاتم . قلت : ولو ثبت لابن أبي عميرة صحبة فهذا الحديث بالذات نص أهل الشأن على أنه لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في " علل الحديث " لابن أبي حاتم . وقد نص ابن عبد البر أن عبد الرحمن هذا : " لا تصح صحبته ، ولا يثبت إسناد حديثه " كما في " تهذيب التهذيب " (6 / 220 دار الفكر) . وأما قول الترمذي فيه " حسن غريب " فقد قدمنا أن الحافظ ابن حجر قال في " النكت على ابن الصلاح " إن الترمذي يعني بالحسن الغريب : الضعيف . قلت : ومن الغريب العجيب أن محدث الصحف والاوراق ! ! ! المتناقض ادعى في " صحيحته " (4 / 615 - 618) أن هذا الحديث صحيح لان سعيد بن عبد العزيز متابع فيه ، ولم يصدق ! ! فقد أورده من أربعة طرق كلها فيها سعيد بن عبد العزيز ، فهي لا تغني ولا تسمن من جوع ، لانها عادت طريقا واحدا لا غير تنصب فيها العلل التي قدمناها ، ثم زاد في نغمة طنبوره ! ! فقال ذاك المتناقض ! ! ! بعد أن ذكر طريقا أخرى يرويها عمرو بن واقد
وسكت عن عمرو واقتصر على قول الترمذي فيه : " يضعف " ثم قال ذاك المتناقض ! ! عقب ذلك : " وبالجملة فالحديث صحيح ، وهذه الطرق تزيده قوة على قوة " ! ! اه* . قلت : كيف تزيده قوة على قوة وفيه ظلمات بعضها فوق بعض منها : أولا : كيف تقول طرق وماله إلا طريق سعيد بن عبد العزيز التي قدمنا ضعفها وانقطاعها ؟ ! ! ثانيا : كيف تقول " تزيده قوة على قوة " وتسكت عن عمرو بن واقد الذي استشهدت بطريقه لتصحيح هذا الحديث الموضوع وهو كذاب وإليك أقوال الحفاظ فيه كما هي في " تهذيب التهذيب " (8 / 102) : " قال أبو مسهر : كان يكذب . . . . وقال البخاري وأبو حاتم ودحيم ويعقوب بن سفيان : ليس بشئ . . . وكان مروان يقول : عمرو بن واقد : كذاب . . . وقال النسائي والدارقطني والبرقاني : متروك الحديث . . . وقال ابن حبان : يقلب الاسانيد ويروي المناكير عن المشاهير واستحق الترك . . . " اه* . فهل طرق مثل هذا الكذاب مما تقوي الحديث عندك أيها المتناقض ؟ ! ! فعليك أن تنقل هذا الحديث إن كنت تعي إلى " الموضوعة " ! ! ولذلك أورد الحديث الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى في العلل المتناهية ))

قلت في كلامه طوام وبلايا نوضح طرفاً منها

أولها إعلاله للخبر باختلاط سعيد بن عبد العزيز وهذا إعلالٌ ساقط لأن ممن روى هذا الحديث عنه أبو مسهر وقد احتج مسلمٌ برواية أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز مما يدل على أن روايته عنه قبل الإختلاط وأبو مسهر إمام وعادة الأئمة اجتناب الرواية عن أهل الإختلاط

ثم إن سعيد لم يحدث حال اختلاطه

  قال الدوري عن ابن معين: اختلط قبل موته وكان يعرض عليه فيقول : لا أجيزها لا أجيزها

نقل ذلك الحافظ في تهذيب التهذيب

ثانيها إعلاله للحديث بالإضطراب وليس هناك ثمة اضطراب فإن الحديث قد رواه أربعة عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد

قال الشيخ محمد زياد تكلة في كتابه من فضائل وأخبار معاوية بن أبي سفيان )) رواه البخاري في التاريخ (5/240) والترمذي (3842) وابن سعد (7/418) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/358 رقم 1129) والبغوي في معجم الصحابة (4/491) والترقفي في جزئه (45/أ) والطبراني في مسند الشاميين (1/190) والآجري في الشريعة (5/2436-2438 أرقام 1914-1917) وابن بطة في الإبانة وابن منده واللالكائي (8/1441 رقم 2778) وأبونعيم في الصحابة (4/1836 رقم 4634) والخطيب في تاريخه (1/207) وفي تلخيص المتشابه (1/406) وفي تالي تلخيص المتشابه (2/539) والجورقاني في الأباطيل (1/193) وابن عساكر (6/62 و59/81-82) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/274 رقم 442) وابن الأثير في أسد الغابة (3/313 و4/386) والذهبي في السير (8/34) من طريق أبي مُسهر.
ورواه البخاري في التاريخ (7/327) وابن أبي عاصم (2/358) والبغوي (4/490) وأبوالشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/343) وأبونعيم في أخبار أصبهان (1/180) وابن عساكر (59/80-81) والمزي في تهذيب الكمال (17/322) من طريق مروان بن محمد الطاطري.
ورواه ابن قانع (2/146) والخلال في السنة (2/450 رقم 697) وابن عساكر (59/86) من طريق عمر بن عبد الواحد. (وفي حديثه قصة)
ورواه ابن عساكر (59/83) من طريق محمد بن سليمان الحراني.

أربعتهم عن سعيد بن عبد العزيز، نا ربيعة بن يزيد، نا عبد الرحمن بن أبي عَمِيرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية، وقال: "اللهم اجعله هاديا مهديا، واهد به ))

قلت والإختلاف إنما وقع على الوليد بن مسلم وهو مع تدليسه ليس بأوثق من أبي مسهر فكيف وقد تابع أبا مسهر من تابعه من الثقات

ثالثها طعنه في صحبة عبد الرحمن بن أبي عميرة معتمداً على كلام ابن عبد البر وحده
وقد ضرب بكلام الأئمة الذين أثبتوا صحبته عرض الحائط

قال الشيخ محمد زياد تكلة (( ذكَره في الصحابة: ربيعة بن يزيد، وابنُ سعد، ودُحيم، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، وأحمد، والبخاري، وبقي بن مخلد (مقدمة مُسنده رقم 355)، والترمذي (تسمية الصحابة رقم 388)، وأبوحاتم، وابن السكن (الإصابة)، وابن أبي عاصم، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (1/287 وانظر 1/238)، وأبوالقاسم البغوي في معجم الصحابة (4/489)، وابن أبي حاتم (الجرح 5/273)، وابن حبان في الثقات (3/252)، وأبوبكر بن البرقي في كتاب الصحابة، وأبوالحسن بن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة، وأبوبكر عبد الصمد بن سعيد الحمصي في تسمية من نزل حمص من الصحابة، وابن منده، وأبونعيم، والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (2/539)، وابن عساكر، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات (2/407)، والمِزّي، والذهبي في تاريخ الإسلام (4/309)، وفي التجريد (1/353) ))

وأفاد الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة أن سعيد حكم على عبد الرحمن بأنه من الصحابة
وسعيد بن عبد العزيز من علماء الشام وسواه أحمد بالأوزاعي

قال الألباني (( أخرجه الترقفي في " حديثه " ( ق 45 / 1 ) : حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد
العزيز عن ربيعة بن يزيد عن # عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني # - قال سعيد :
و كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
في معاوية ... فذكره ))



رابعها اعتماده على قول أبي حاتم أن عبد الرحمن لم يسمع الحديث من النبي صصص
وهذه علة غير قادحة لأن مراسيل الصحابة صحيحة وأبو حاتم نفسه أثبت صحبة عبد الرحمن
كما في الإصابة (6/308)، وكما قال ابنُه عبد الرحمن (الجرح والتعديل 5/273)

والذي يختاره العبد الفقير إثبات أن عبد الرحمن سمع الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم
قال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 1025 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ ، نا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَأَبُو مُسْهِرٍ قَالَا : نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مُعَاوِيَةَ : " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ "

قال الذهبي في تاريخ الإسلام (( قال ابن عديّ: محمد بن عوف عالم بحديث الشّام، صحيحاً وضعيفاً.
وكان عليه إعتماد ابن جوصا، ومنه يسأل، وخاصة حديث أهل حمص.
قلت: وقد أثنى عليه غير واحد من الكبار، ووصفوه بالحفظ والتَّبحر ))

ولم ينفرد هذا الحافظ الكبير بذكر السماع

قال الآجري 1854في الشريعة وَأَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ ابْنُ نَاجِيَةَ , وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ الْكَلْوَذَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو لِمُعَاوِيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ : " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ وَلَا تُعَذِّبْهُ "

ابن ناجية له ترجمة في تاريخ الإسلام

قال الذهبي (( وكان ثقة ثبتاً، عارفاً ممتعاً بإحدى عينيه ))

ومحمد بن رزق الله الكلوذاني قال عنه الذهبي في تاريخ الإسلام (( وكان صدوقاً ))

وهذا لوحده كافٍ للرد على من نفى صحبة عبد الرحمن

وقال الطبراني في مسند الشاميين 323 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ( هو الدمشقي ) ، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ الْمُزَنِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ "

خامسها زعمه أن الألباني قال أن سعيد بن عبد العزيز قد توبع ثم أورد متابعات ليس فيها متابعة له
وعندما راجعت كلام الشيخ وجدته يعني أن أبا مسهر قد توبع وليس سعيد بن عبد العزيز وإليك كلام الشيخ

قال الشيخ (( و قد قال أبو حاتم : " كان أبو مسهر يقدم سعيد بن عبد العزيز على الأوزاعي " .
قلت : أفتراه يقدمه على الإمام الأوزاعي و هو يروي عنه في اختلاطه ? ! . و قد
تابعه جمع : 1 - رواه ابن محمد الدمشقي أخبرنا سعيد أخبرنا ربيعة بن يزيد سمعت
عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في
معاوية بن أبي سفيان : فذكره . أخرجه البخاري في " التاريخ " و ابن عساكر .
2_ الوليد بن مسلم مقرونا بمحمد بن مروان - و لعله مروان بن محمد - قالا :
أخبرنا سعيد بن عبد العزيز به مسلسلا بالسماع . أخرجه ابن عساكر , و أخرجه أحمد ))

وذكر بقية الطرق فالهاء في قوله ( وقد تابعه ) عائدة على أقرب مذكور وهو أبو مسهر

إذا علمت هذا بان لك ما في قول السقاف (( ومن الغريب العجيب أن محدث الصحف والاوراق ! ! ! المتناقض ادعى في " صحيحته " (4 / 615 – 618) أن هذا الحديث صحيح لان سعيد بن عبد العزيز متابع فيه ، ولم يصدق ! ! فقد أورده من أربعة طرق كلها فيها سعيد بن عبد العزيز )) من الإفك المبين

وفي كلامه كذبة أخرى وهي زعمه أن الألباني صحح الحديث بالمتابعة وهذا واضحٌ من قوله ((في " صحيحته " (4/615) أن هذا الحديث صحيح لان سعيد بن عبد العزيز متابع فيه )) وهذا كذبٌ صريح فالشيخ صحح السند لذاته على شرط مسلم ثم بين أنه لا وجه لإعلاله باختلاط سعيد بأدلةٍ علميةٍ مقنعة

قال الشيخ ((و قال الترمذي : " حديث حسن غريب )) .
و أقول : رجاله كلهم ثقات رجال مسلم , فكان حقه أن يصحح , فلعل الترمذي اقتصر
على تحسينه لأن سعيد بن عبد العزيز كان قد اختلط قبل موته , كما قال أبو مسهر
و ابن معين , لكن الظاهر أن هذا الحديث تلقاه عنه أبو مسهر قبل اختلاطه , و إلا
لم يروه عنه لو سمعه في حالة اختلاطه , لاسيما و قد قال أبو حاتم : " كان أبو
مسهر يقدم سعيد بن عبد العزيز على الأوزاعي " .

قلت : أفتراه يقدمه على الإمام الأوزاعي و هو يروي عنه في اختلاطه )) ؟!

ولما كان السقاف صاحب هوى لم يذكر كلام الشيخ في الدفاع عن رواية أبي مسهر عن سعيد

سابعها زعمه أن الترمذي يعني بقوله (( حسن غريب )) الحديث الضعيف

وهذا فيه نظر فقد أطلق الترمذي هذا اللفظ في بعض الأحاديث الصحيحة

قال الترمذي حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ، وَيَحْيَى بْنُ مُوسَى ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، " " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى عَلَى رُكْبَتِهِ ، وَرَفَعَ إِصْبَعَهُ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ يَدْعُو بِهَا ، وَيَدُهُ اليُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ بَاسِطَهَا عَلَيْهِ " " ، وَفِي البَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَنُمَيْرٍ الخُزَاعِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي حُمَيْدٍ ، وَوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ ، " " حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ

قلت والحديث في صحيح مسلم ولا يخفى على الباحث قوة إسناده

قال الترمذي حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، " " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُتَلَقَّى الجَلَبُ ، فَإِنْ تَلَقَّاهُ إِنْسَانٌ فَابْتَاعَهُ فَصَاحِبُ السِّلْعَةِ فِيهَا بِالخِيَارِ إِذَا وَرَدَ السُّوقَ " " : " " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ

وقال الترمذي 1150 حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ الحَجَّاجِ الصَّوَّافِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " " إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ ، وَالمُؤْمِنُ يَغَارُ ، وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ المُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ " " وَفِي البَاب عَنْ عَائِشَةَ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ . : " " حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ " " وَقَدْ رُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الحَدِيثُ . " " وَكِلَا الحَدِيثَيْنِ صَحِيحٌ

فانظر كيف صحح حديث أبي هريرة بعد أن قال حسن غريب

استفدت هذين المثالين من كتاب (( القول الحسن في شبهات حول الإحتجاج بالحديث الحسن )) للشيخ أحمد بن أبي العينين

الشبهة الرابعة

وقال الأفاك في صفحة 326 (( . قال الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (5 / 147) : " قال ابن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن لوط بن يحيى قال : كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون رجلا رضي الله عنه ، فلما ولي هو - عمر بن عبد العزيز - أمسك عن ذلك ، فقال كثير عزة الخزاعي : وليت فلم تشتم عليا ولم تخف بريا ولم تتبع مقالة مجرم تكلمت بالحق المبين وإنما تبين آيات الهدى بالتكلم فصدقت معروف الذي قلت بالذي فعلت فأضحى راضيا كل مسلم " وكان معاوية بن أبي سفيان هو الذي سن للناس لعن الخليفة الراشد ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنابر يوم الجمعة ، فجعل لعنه كأنه أحد أركان الخطبة ، ففي صحيح مسلم (4 / 1874 برقم 2409) عن سيدنا سهل بن سعد رضي الله عنه قال : " استعمل على المدينة رجل من آل مروان . قال فدعا سهل بن سعد . فأمره أن يشتم عليا . قال فأبى سهل . فقال له : أما إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب . . . " ولم يمتثل لامره سهل رضي الله عنه قلت : ولما ولى معاوية المغيرة بن شعبة على الكوفة قال له : " ولست تاركا إيصاءك بخصلة : لا تترك شتم علي وذمه " انتهى من الكامل (3 / 472) ))

قلت كلامه ظلماتٌ بعضها فوق بعض

أما الرواية الأولى وهي رواية لوط بن يحيى قال : كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون رجلا رضي الله عنه ، فلما ولي هو - عمر بن عبد العزيز - أمسك عن ذلك

فلوط بن يحيى هذا رافضي دجال

قال الذهبي في الميزان (( إخباري تالف لا يوثق به تركه أبو حاتم وغيره وقال الدارقطني: ضعيف وقال يحيى بن معين: ليس بثقة وقال مرة: ليس بشيء وقال ابن عدي: شيعي محترق صاحب أخبارهم قلت: روى عن الصعق بن زهير وجابر الجعفي ومجالد روى عنه المدايني وعبد الرحمن بن مغراء ومات قبل السبعين ومائة ))

هذا الرافضي يحتج السقاف بأخباره بينما يتهم معاوية بن صالح بالنصب ويسقط روايته في فضائل معاوية

قاتل الله الهوى وأهله

وأما الرواية التي بعدها وهي قصيدة كثير عزة الخزاعي فهي أيضاً من أخبار لوط بن يحيى

وأما رواية (( ولست تاركا إيصاءك بخصلة : لا تترك شتم علي وذمه ))

فقد ذكرها ابن الأثير في الكامل بدون إسناد فهي معضلة وهي من إختلاقات الروافض ولا شك

وأما رواية الرجل من آل مروان الذي أمر بسب علي

فلا يجوز تعميم ذلك على كل بني أمية

كيف ذلك ورب العزة يقول (( لا تزر وازرة وزر أخرى ))

وهذا لم يحصل في زمن معاوية قطعاً فإن والي المدينة في زمن معاوية هو مروان بن الحكم نفسه

وسهل بن سعد هو آخر من مات من الصحابة في المدينة فقد عاش بعد معاوية طويلاً

وليس من العدل أن نحاسب معاوية بفعل سفيه جاء بعده بسنين طوال

وليس من العدل أن نحاسب بني أمية بفعل رجلٍ منهم

إذا علمت هذا تبين لك أن ما يردده الروافض الإناث من أن بني أمية كانوا يسبون علياً على المنابر من الإفك المبين

فمثل هذا من شأنه أن ينتشر

كيف لا؟ ودولة الإسلام كانت مترامية الأطراف في عهد بني أمية

فانفراد أفاكٍ كلوط برواية هذا يدل على أنه من اختلاقه ولا شك

ومما يتصل في مسألة سب علي رضي الله عنه وأرضاه تخريج حديث (( من سب علياً فقد سبني )) يحتج به بعض القوم على كفر من سب علي

والحديث رواه أحمد والنسائي في الكبرى والحاكم في المستدرك وغيرهم من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي عبد الله الجدلي عن أم سلمة به

وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن

بل إني أخشى أن يكون أبي إسحاق لم يسمع من أبي عبد الله أصلاً

فقد طعنوا في سماعه من جمع التابعين الذين أدركهم وأمكنه اللقيا بهم ( انظر ترجمته في تهذيب التهذيب )

قال عبد العزيز الغماري _ وهو مشايخ القوم _ في كتابه (( بيان نكث الناكث )) المطبوع بتحقيق السقاف (( عنعنة المدلس لا يقبلها احد من أهل العلم مطلقا ، لا عند المحدثين ولا عند غيرهم . وأبو إسحاق السبيعى ذكره الحافظ - رحمه الله تعالى - في المرتبة الثالثة ، من " طبقات المدلسين " : 14 وقال : مشهور بالتدليس . بل نقل الحافظ في " تهذيب التهذيب (8/66)  عن الجوزجاني : أنه قال : كان قوم من اهل الكوفة لا تحمد مذاهبهم - يعني التشيع - هم رؤوس محدثي الكوفة : أبو إسحاق ، والاعمش ، ومنصور ، وزبيد ، وغيرهم من اقرانهم ، احتملهم الناس على صدق السنتهم في الحديث ، ووقفوا عندما ارسلوا ، لما خافوا ان لا تكون مخارجها صحيحة . فأما أبو إسحاق ، فروى عن قوم لا يعرفون ، ولم ينتشر عند أهل العلم الا ما حكى ابو إسحاق عنهم . وهذا الكلام الذي قاله الجوزجاني - وان كان مردودا من جهة الطعن بالتشيع - فإنه اخبر فيه بأن أبا إسحاق يروي عمن لا يعرف ، ويرسل عنهم . فيجب على قوله هذا ترك عنعنته - كما هو معلوم - لاحتمال أنه أخذه عمن لا يعرف . ولهذا قال معن : أفسد حديث أهل الكوفة الاعمش وأبو إسحاق للتدليس))

وقد جاء في جزء علي بن محمد الحميري حديث رقم 26 رواية الحديث من طريق عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، قَالَ : حَجَجْتُ وَأَنَا غُلَامٌ ، فَمَرَرْتُ بِالْمَدِينَةِ ، فَرَأَيْتُ النَّاسَ عُنُقًا وَاحِدًا ، فَأَتْبَعْتُهُمْ فَأَتَوْا أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبَيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ : يَا شَبِيبَ بْنَ رِبْعِيٍّ ، فَأَجَابَهَا رَجُلٌ جِلْفٌ جَافٍ لَبَّيْكِ يَا أُمَّهْ ، فقَالَتْ : أَيُسَبُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَادِيكُمْ ؟ ، فَقَالَ : إِنَّا نَقُولُ شَيْئًا نُرِيدُ عَرَضَ هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، فَقَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " مَنْ سَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ سَبَّنِي ، وَمَنْ سَبَّنِي سَبَّهُ اللَّهُ "

قلت وهذه الطريق معلولة باختلاط أبي إسحاق فإني لم أرَ من ذ كر ابن مسهر في الرواة عن أبي إسحاق قبل الإختلاط

ولا تصلح لتقوية الطريق الأولى لأنها هي الطريق الأولى نفسها وهذا يعد اضطراباً من أبي إسحاق في السند

وله شاهد من حديث ابن عباس عند الآجري في الشريعة حديث رقم (1494 )وفي سنده جعفر بن إدريس القزويني ضعفه الداراقطني كما في لسان الميزان و محمد بن زكريا الغلابي اتهمه الدارقطني بالوضع ووثقه ابن حبان كما في لسان الميزان

قلت فمثله لا يفرح بمتابعته

وقد وقع بين علي ومعاوية ما هو أشد من السباب وهو القتال ومع ذلك لم ينفِ النبي صلى الله عليه وسلم صفة الإيمان عمن قاتل علياً بل شهد لهم بالإيمان كما في حديث ابي بكرة في الصحيح وصحح خلافة معاوية كما شرحت سابقاً

الشبهة الخامسة
قال السقاف في صفحة 237 (( وقد قتل معاوية أناسا من الصالحين من الصحابة والفضلاء من أجل السلطة ومن أولئك أيضا عبد الرحمن بن خالد بن الوليد قال ابن جرير في " تاريخه " (3 / 202) وابن الاثير في الكامل (3 / 453) واللفظ له : " وكان سبب موته - عبد الرحمن بن خالد بن الوليد - أنه كان قد عظم شأنه عند أهل الشام ومالوا إليه لما عنده من آثار أبيه ولغنائه في بلاد الروم ولشدة بأسه ، فخافه معاوية وخشي منه وأمر ابن أثال النصراني أن يحتال في قتله وضمن له أن يضع عنه خراجه ما عاش وأن يوليه جباية خراج حمص ، فلما قدم عبد الرحمن من الروم دس إليه ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه ، فشربها ، فمات بحمص ، فوفى له معاوية بما ضمن له " اه* قلت : فهل يجوز قتل المسلم والله تعالى يقول في كتابه العزيز : (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) النساء : 93 ؟ ! وهل معاوية مستثنى من مثل هذه الآية ))

قلت لم يثبت هذا

فقد قال ابن جرير وكان السبب في ذلك ما حدثني عمر ( هو ابن شبه وهو ثقة )، قال: حدثني علي ( هو بن محمد أبو الحسن المدائني وهو ثقة )، عن مسلمة ابن محارب؛ أن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد كان قد عظم شأنه بالشأم وذكر بقية القصة

ومسلمة بن محارب لم أرَ فيه جرحاً ولا تعديلاً وهو عادة يروي عن معاوية بواسطة

فقد روى الطبراني في المعجم الكبير حديث 15588حديثاً من طريق مسلمة عن أبيه عن معاوية وهو حديث (( إِنَّ الْعَدُوَّ لَا يَظْهَرُ عَلَى قَوْمٍ إِذَا هُمْ ))

والحديث موجودٌ في مصادر أخرى بهذا السند ولم أرى في والده جرحاً ولا تعديلاً

فعليه تكون روايته هنا منقطعة

ومثل هذا الأمر لا يطلع عليه إلا الخاصة

ومسلمة لم نعرفه حتى نتبين أكان من الخاصة أو العامة

وبهذا تظهر براءة خال المؤمنين من دم ابن سيف الله خالد بن الوليد

وليتنبه القاريء لحذف السقاف للإسناد واعتماده على رواية ابن الأثير دون رواية ابن جرير رغم أن الأخير أعلى سنداً

وانظر كيف جعل عبد الرحمن بن خالد من الصالحين

ليجعل جرم معاوية أعظم

رغم أنه في ميزان السقاف ينبغي أن يكون ناصبياً

لأنه حارب مع معاوية في صفين

وإذا كان السقاف يجعل من البعض نواصب لمجرد أنهم من أهل الشام

فما بالك بمن قاتل مع معاوية ؟!

هذا كله إلزام فليتنبه

الشبهة السادسة

وقال السقاف 362 (( وقد قتل معاوية الصحابي الجليل حجر بن عدي عندما أنكر على عمال معاوية وولاته سب سيدنا علي رضي الله عنه ، وهذا شئ مشهور ، قال الحافظ ابن حجر في " الاصابة " (1 / 314) في ترجمته : وقتل بمرج عذراء بأمر معاوية ))

قلت زعم السقاف أن حجر بن عدي قتل بسبب إنكاره سب علي على المنابر كذبٌ صريح ولم يرد ذلك إلا في مرويات لوط بن يحيى وهشام الكلبي وكلاهما رافضيٌ متروك

وأما السبب في قتل حجر فقد جاء أنه شق عصا الطاعة

ويبدو أن معاوية قد تأول حديث (( إنه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة ، وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان )) رواه مسلم من حديث عرفجة

والله اعلم بحقيقة الحال

وأما جعله حجر بن عدي صحابياً جليلاً مع كونه ينكر صحبة عبد الرحمن بن أبي عميرة فمن دلائل هواه وتلونه

فالأكثر على أن حجراً تابعي

قال الشيخ محمد زياد تكلة في رسالته المشار إليها (( ذكره في التابعين: يحيى بن معين، والبخاري، وأبوحاتم، وخليفة بن خياط، وابن سعد في موضع، وابن حِبّان، والدارقطني، وغيرهم، وقال أبوأحمد العسكري: أكثر أهل الحديث لا يصححون له صحبة. وقال ابن الجوزي: لم يثبت له صُحبة. انظر تاريخ دمشق (12/210) والبداية والنهاية (11/228) والإصابة (2/217) والإنابة لمغلطاي (1/155) ))

قلت وعده الحاكم من الصحابة في مستدركه وأثبت الذهبي صحبته في تاريخ الإسلام

ولم أقف على دليلٍ يثبت صحبته

الشبهة السابعة

وقال السقاف في صفحة [ 237 ] (( ولذلك قال في حقه الحسن البصري رحمه الله تعالى كما في " الكامل " (3 / 487) : " أربع خصال كن في معاوية ، لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة : انتزاؤه على هذه الامة بالسيف حتى أخذ الامر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة ، واستخلافه بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير ، وادعاؤه زيادا ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الولد للفراش وللعاهر الحجر " وقتله حجرا وأصحاب حجر ، فيا ويلا له من حجر ! ويا ويلا له من أصحاب حجر ))

قلت حاشا الحسن أن يقول مثل هذا الكلام بل إنه من اختلاق رافضي بغيض
وقد وجدته في تاريخ ابن جرير
من رواية هشام بن محمد الكلبي عن أبي مخنف: عن الصقعب بن زهير، عن الحسن

وهشام بن محمد له ترجمة حافلة في الميزان واللسان

قال الحافظ ناقلاً لكلام الذهبي (( هشام بن محمد بن السائب الكلبي أبوالمنذر الإخباري النسابة العلامة: روى عن أبيه أبي النضر الكلبي المفسر وعن مجالد وحدث عنه جماعة قال أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أن أحداً يحدث عنه وقال الدارقطني وغيره متروك وقال ابن عساكر: رافضي ليس بثقة بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما "وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً" قال "أسر إلى حفصة أن أبا بكر ولي الأمر من بعده وأن عمر واليه من بعد أبي بكر" فأخبرت بذلك عائشة رواه البلاذري في تاريخه وهشام لا يوثق به وقيل إن تصانيفه أزيد من مائة وخمسين مصنفا مات سنة أربع ومائتين انتهى
_ هنا يبدأ كلام الحافظ _
ومن الرواة عنه محمد بن سعيد وولده العباس بن هشام وكان واسع الحفظ جداً ومع ذلك ينسب إلى غفلة وقرأت في كتاب البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي عن الماهاني قال دخلت على هشام بن الكلبي فأطعمني وقال في كلام دار بيننا لما مات أبي ندم الخليفة أشد ندم.
فقلت: أكان ضربه قال لا قلت: أكان حبسه قال لا ولكن كذا أخبرني سعيد غلامنا وهذا تحامل على بن الكلبي لاحتمال أن يكون ندمه لتفريطه في كثرة الأخذ عنه والاستفادة منه ونحو ذلك وذكره بن أبي طي في الإمامية وقص له قصة مع جعفر الصادق رحمه الله تعالى ولا أظن صحتها ونقله عن ابن معين أنه وقفه وليس كما قال ونقل أبو الفرج الأصبهاني عن أبي يعقوب الخزيمي قال كان هشام بن الكلبي علامة نسابة ورواية للمثالب عليه فإذا رأى الهيثم بن عدي ذاب كما يذوب الرصاص وذكر في ترجمة دريد بن الصمة عدة أخبار ثم ختمها بأن قال وهذه الأخبار التي ذكرها عن ابن الكلبي موضوعة كلها والتوليد في أشعارها ظاهر إلى أن قال ولعل هذا من أحاديث بن الكلبي وقال يحيى بن معين: غير ثقة وليس عن مثله يروى الحديث وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من أبيه.
قلت: واتهمه الأصمعي وذكره العقيلي وابن الجارود وابن السكن وغيرهم في الضعفاء وبلغت كتبه كما عدها بن النديم في الفهرست مائة وأربعة وأربعين كتاباً ))

ولوط تقدم الكلام عليه

الشبهة الثامنة
قال السقاف في صفحة 238 (( وفي مسند الامام أحمد (5 /347) بسند رجاله رجال مسلم عن عبد الله بن بريدة قال : " دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ، ثم ناول أبي ثم قال : ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . ))

قلت يريد السقاف بهذا إثبات أن معاوية كان يشرب الخمر

والرواية معلولة باضطراب زيد بن الحباب في متنه

فقد قال أحمد حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثنا عبد الله بن بريدة فذكره

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة 29966 حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ : قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَأَجْلَسَ أَبِي عَلَى السَّرِيرِ وَأَتَى بِالطَّعَامِ فَأَطْعَمَنَا ، وَأَتَى بِشَرَابٍ فَشَرِبَ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : " مَا شَيْءٌ كُنْتُ أَسْتَلِذُّهُ وَأَنَا شَابٌّ فَآخُذُهُ الْيَوْمَ إِلَّا اللَّبَنَ ، فَإِنِّي آخُذُهُ كَمَا كُنْتُ آخُذُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ " وَالْحَدِيثُ الْحَسَنُ

قلت وهذا اللفظ يدل دلالةً صريحةً على أن معاوية كان يشرب اللبن لا غير

ولكن زيد بن الحباب مع و عدالته وضبطه نص الإمام أحمد على أنه كثير الخطأ ( انظر ترجمته في تهذيب التهذيب )

فجعل الحمل عليه في هذا الإضطراب في اللفظ أولى من توهيم أحمد أو ابن أبي شيبة وكلاهما حافظٌ كبير

الشبهة التاسعة

قال السقاف 237 (( وثبت في صحيح مسلم (2 / 1114 برقم 1480 أن النبي قال عنه لما شاورته في الزواج منه فاطمة بنت قيس : " صعلوك لا ماله " ))
قلت ليس في هذا الحديث أي مثلبة لمعاوية

بل هي منقبةٌ له

لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتكلم في دينه بشيء

بل غاية ما أخذ عليه الفقر

وقد كان جمعٌ من أكابر الصحابة فقراء

بل إن الله عز وجل وصف المهاجرين بالفقراء

وهذا يدل على أن معاوية لم يكن ممن يتألفهم النبي صلى الله عليه وسلم بإعطائهم المال

وقد ارتكب السقاف الأفاك خيانةً علميةً

حيث أورد الحديث على غير وجهه الصحيح

فالحديث تقول فيه فاطمة (( أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه. وأما معاوية فصعلوك لا مال له. انكحى أسامة بن زيد" فكرهته. ثم قال: "انكحى أسامة" فنكحته. فجعل الله فيه خيرا، واغتبطت))

فالنبي صلى الله عليه وسلم قال هذا عن معاوية في معرض المقارنة بينه وبين غيره

ولا خلاف بين العقلاء أن الحكم على الرجل مطلقاً يختلف عن الحكم على الرجل مقارنةً بغيره

والسقاف تنبه لهذا فبتر الحديث من سياقه

أو أنه لم يتنبه ولبلادته بتر الحديث من سياقه

ولم يدرك ما في ذلك من الخطورة

الشبهة العاشرة

قال السقاف في صفحة [ 242 ] (( . وأما قولك (وكاتب وحي رب العالمين) فليس بصحيح أيضا ، وذلك لان معاوية أسلم عام الفتح ، وهو وأبوه من الطلقاء وقد أسلم في أوقات قد فرغ فيها نزول الوحي ووصل عند قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فماذا سيكتب معاوية بعد هذا ))

هذه من إتحافات سليل الأشراف العلامة المحدث حسن السقاف التي لا تجدها عند غيره

فهو يزعم أن الوحي انقطع عام الفتح عند إسلام معاوية وأبيه

ولو كان هذا الغر تتلمذ على علماء معتبرين

لما تفوه بهذا القيل الذي يجعل منه أضحوكةً لصبيان الكتاتيب

فإن الآية التي ذكرها قد ثبت في الصحيح أنها نزلت في حجة الوداع

قال البخاري4145  حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب: أن أناسا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر: أية آية؟ فقالوا: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. فقال عمر: إني لأعلم أي مكان أنزلت، أنزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة

فهل يعرف هذا المهرطق كم بين عام الفتح وحجة الوداع

أفكر في إقامة درسٍ في السيرة لبعض الصبيان فإذا أراد السقاف أن يلتحق بالحلقة فليراسلني

لعله يعوض بعض النقص الذي عنده في جانب السيرة ويجد الإجابة على هذا السؤال مع فوائد أخرى

وهل يحفظ السقاف القرآن ؟

أشك في ذلك

لأنه لو كان يحفظه لاستحضر قوله تعالى (( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم ))

وغزوة حنين كانت بعد الفتح وكذلك غزوة تبوك

وقد نزلت آيات في الغزوتين

فكان مما نزل في غزوة تبوك قوله تعالى (( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ))

وقصة الثلاثة الذين خلفوا التي حدثت إثر هذه الغزوة مشهورة

و قد نزل على إثرها قوله تعالى (( وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم ))

فبعد كل هذا

هل يصح أن يقال أن معاوية لم تكن عنده فرصةٌ لكتابة شيء من الوحي ؟

قاتل الله الأفاكين

واحتج السقاف بعد بقصة الذي كتب الوحي وارتد

وقد تقدم الجواب على هذا القياس الفاسد



الشبهة الحادية عشر

وقال السقاف في الصفحة نفسها (( وليكن معلوما أنه أيضا ما كتب للنبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاث رسائل . ثم ليعلم علما أكيدا أن كتابة معاوية للوحي على فرض أنها صحيحة كما يزعم ابن كثير ليست عاصمة له مما وقع فيه مما قدمنا بعضه وسنذكر تمامه في بحث علمي مستقل إن شاء الله تعالى ))

قلت ما هو الدليل على أن معاوية لم يكتب إلا ثلاث رسائل فقط

إن هي إلا من أكاذيب هذا الأفاك

وقد أتي من قلة علمه وبلادته

وأما بحثه العلمي المستقل

فقد عرف حاله من حال طليعته

وأما قوله أن هذه الفضيلة لا تعصمه مما ذكر

فأقول اثبت العرش ثم انقش

والفضائل لا تعصم من الأخطاء

كما أن الأخطاء لا تنفي الفضائل

وقد ثبت لمعاوية فضائل أعظم من هذه

وإنما تذكر كتابته للوحي للتدليل على أنه لم يكن منافقاً

وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد استأمنه على الوحي

الشبهة الثانية عشر

وقال أيضاً في ص243 (( وأما من احتج بحديث : " الله الله في أصحابي لو انفق احدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " فنقول له : جاءت في صحيح مسلم وغيره من طرق مناسبة هذا الحديث حتى يعرف معناه وهو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : كان بين خالد وعبد الرحمن بن عوف خصومة فسب خالد عبد الرحمن فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه ذلك : " دعوا لي أصحابي أو أصيحابي ، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يدرك . مد أحدهم ولا نصيفه " . قال عنه الهيثمي في المجمع (10 / 15) " رجاله رجال الصحيح غير عاصم بن أبي النجود وقد وثق " اه* . قلت : وأخرجه مسلم برقم (2540) . فاصطلاح الصحابي عند الصحابة والسلف كان لمن له سابقة في الاسلام . ولنا رسالة طويلة الذيل في هذه المسألة استقصينا فيها البحوث المتعلقة بها بأدلتها سنطبعها بعون الله تعالى قريب ))

قلت إذا كان مسمى الصحابة لا يطلق إلا على من له سابقه في الإسلام

فلماذا جعلت حجر بن عدي صحابياً جليلاً ؟!

أم أنك كنت تلزمنا ؟

والجواب على هذا الإحتجاج

أن معنى الحديث أي لا تسبوا أصحابي الذين سبقوكم في الصحبة
وهذا لا ينفي صحبة خالد

ومثله حديث أبي الدرداء قال:
((كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه، حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما صاحبكم فقد غامر). فسلم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك، فقال: (يغفر الله لك يا أبا بكر). ثلاثا، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثم أبو بكر، فقالوا: لا، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر، حت أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم، مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق. وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي). مرتين، فما أوذي بعدها ))  رواه البخاري 3461

فهل معنى هذا أن عمر لم يكن صحابياً ؟!

فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له (فهل أنتم تاركوا صاحبي لي )

كما قال لخالد ( لا تسبوا أصحابي )

ومما يجلي لك المسألة ويوضحها علمك بأن خالداً قد ثبتت صحبته في القرآن الكريم

قال تعالى (( لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ))

ومعنى قوله تعالى ( منكم ) أي من الصحابة وهنا تكمن الدلالة فجعل سبحانه وتعالىمن أسلم قبل الفتح وقاتل من جنس من أنفق بعده وقاتل

مع كونهم متفاضلين

واختلف المفسرون في الفتح

هل هو صلح الحديبية ؟

أم فتح مكة

وسواءً كان المعنى هذا أو ذاك فإن خالداً داخلٌ في الآية لأنه أسلم بعد صلح الحديبية

والحسنى هي الجنة

قال تعالى (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ))

وهذا تعديلٌ ما بعده تعديل

فإذا كان الحديث لا يدل على نفي صحبة خالد والحديث جاء في حقه

فهو لا يدل على نفي صحبة غيره من باب أولى

وقد ثبت عن ابن عباس أنه شهد لمعاوية بالصحبة فقال (( إنه قد صَحِبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ))

رواه البخاري في جامعه الصحيح

وهذا يبين لك كذب السقاف في قوله (( فاصطلاح الصحابي عند الصحابة والسلف كان لمن له سابقة في الاسلام ))

وليعلم أن السبب في نهي النبي صلى الله عليه وسلم لخالد عن سب عبد الرحمن رضي الله عنهما

هو أن لعبد الرحمن رضي الله عنه سابقه

وظاهر الحديث يدل على هذا

وهذا ينطبق علينا تجاه خالد ومن أسلم بعده من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم

فهم نقلة الدين لنا ولهم سابقتهم

فينبغي أن نعف ألسنتنا عن الكلام فيهم

فوالله وبالله وتالله

لا نضر إلا أنفسنا بهذا الصنيع

الشبهة الثالثة عشر

قال السقاف في صفحة [ 237 ] (( وقد ثبت في صحيح مسلم  برقم 2604) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم . قال له : " إذهب وادع لي معاوية " قال : فجئت فقلت : هو يأكل فقال صلى الله عليه وسلم : " لا أشبع الله بط))

قلت ليس في الحديث مثلبة لمعاوية بل منقبة فدعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليه نحسبه كفارةً له

عن أنس رضي الله قال :

" كانت عند أم سليم يتيمة و هي أم أنس , فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
اليتيمة , فقال : آنت هي ? لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي
فقالت أم سليم : ما لك يا بنية ? فقالت الجارية : دعا علي نبي الله صلى الله
عليه وسلم أن لا يكبر سني أبدا , أو قالت : قرني , فخرجت أم سليم مستعجله تلوث
خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ما لك يا أم سليم ? فقالت يا نبي الله , أدعوت على يتيمتي ? قال :
و ما ذاك يا أم سليم ? قالت : زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها , و لا يكبر قرنها
قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم قال :
" يا أم سليم ! أما تعلمين أن شرطي على ربي ? أني اشترطت على ربي فقلت : إنما
أنا بشر أرضى كما يرضى البشر , و أغضب كما يغضب البشر , فأيما أحد دعوت عليه
من أمتي بدعوة ليس لها بأهل , أن يجعلها له طهورا و زكاة و قربة يقربه بها منه
يوم القيامة " .

رواه مسلم

فقل لي بربك ما الفرق الجوهري بين (لا أشبع الله بطنه ) و ( لا كبر سنك )

خصوصاً إذا علمنا أن من دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( لا أشبع الله بطنه)

قد دعا له بأن يقيه الله من العذاب

وهو ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد ( أوجبوا )

الشبهة الرابعة عشر

ومما يحتج به القوم

الحديث الذي رواه البلاذري ص 126  في أنساب الأشراف حدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام انبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء، فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء، قال: فطلع معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هو هذا

قلت وهذا السند واهي
فإن عبد الرزاق قد عمي وادخلت عليه أحاديث وقد أنكر العلماء أحاديث رواها في المناقب والمثالب

قال الأثرم : سمعت أبا عبد الله يُسأل عن حديث النار جبار فقال : هذا باطل ، ليس من هذا شيء . ثم قال : ومن يحدث به عن عبد الرزاق ؟ قلت : حدثني أحمد بن شبويه . قال : هؤلاء سمعوا بعدما عمي ، كان يُلقَّن فلقُِّنه ، وليس هو في كتبه ، وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عمي

قلت هذا يعني أن روايته بعدما عمي واهية لاحتمال أن تكون مما أدخل عليه فتنبه

وقال ابن عدي (( وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات ، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث ، ولما رواه في مثالب غيرهم ، وأما في باب الصدق فإني أرجو أنه لا بأس به ، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير ))

قلت والمنكر شديد الضعف

قال الذهبي في المغني في الضعفاء (( قلت كان يتشيع وقد قال أحمد إنه عمي في آخر عمره وكان يلقن فيتلقن فسماع من سمع منه بعد العمى لا شيء ))

وهذا غاية التحقيق ومعنى لا شيء أي شديدة الضعف لا يعتبر بها ولفظة (( ليس بشيء ))

من الجروح الشديدة عن أهل العلم


وقال أبو زرعة : أتينا عبد الرزاق قبل المئتين وهو صحيح البصر ، ومن سمع منه بعدما ذهب بصره ، فهو ضعيف السماع

قلت والرواة عنه هنا بكر بن الهيثم وهو مجهول

وإسحاق إما أن يكون ابن أبي إسرائيل إلى أننا لا ندري هل سمع من عبد الرزاق قبل أن يفقد بصره أم بعده

ولكن هناك ما قد يشكل وهو أن إسحاق بن أبي إسرائيل سمع هشام بن يوسف القاضي الصنعاني وقد مات في سنة سبع وتسعين ومائة و تغير عبد الرزاق كان في المائتين، فدل هذا على أن إسحاق رحل إلى صنعاء قديما وسماعه بها قديم

ويدفع هذا الإشكال بأن يقال يحتمل أن يكون له أكثر من رحلة إلى صنعاء ولا ندري في أي منها سمع عبدالرزاق ويحتمل أن يكون سمع منه قبل وبعد الإختلاط

ثم إن العلماء قد استنكروا على عبدالرزاق الأخبار في مناقب أهل البيت ومثالب غيرهم مطلقاً وبعض الحفاظ يرجعها إلى اختلاطه

ولهذا السند علة خفية

في منتخب العلل للخلال عن مهنا : [136- وسألت أحمد، عن حديث شريك، عن ليث، عن طاوس، عن عبدالله بن عمرو، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "يطلع عليكم رجل من أهل النار"، فطلع معاوية.
قال الخلال: رواه عبدالرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، قال: سمعت فرخاش يحدث هذا الحديث عن أبي، عن عبدالله ابن عمرو ))

وأعله البخاري في « التاريخ الأوسط » (71) قال رحمه الله :ويروى عن معمر عن بن طاوس عن أبيه عن رجل عن عبدالله بن قال: إنما ابن طاوس، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو أو غيره، شك فيه عمرو رفعه في قصته وهذا منقطع لا يعتمد عليه ))


قلت وفرخاش هذا معتزلي من تلاميذ عمرو بن عبيد لم يوثقه أحد

ولعل ذكره سقط من نسخة أنساب الأشراف فإن نسخته المطبوعة رديئة

ثم قال البلاذري وحدثني عبد الله بن صالح حدثني يحيى بن آدم عن شريك عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن عمرو قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع، فطلع معاوية

قلت عبد الله بن صالح كاتب الليث فيه غفلةٌ شديدة فقد كان له جارٌ وضاع يضع في كتابه وهو يحدث بها بسلامة صدر

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عنه ، فقال : كان أول أمره متماسكًا ثم فسد بأخرة ، وليس هو بشيء . قال : وسمعت أبي ذكره يومًا فذمَّه وكرهه ، وقال : إنه روى عن الليث عن ابن أبي ذئب كتابا أو أحاديث وأنكر أن يكون الليث سمع من ابن أبي ذئب شيئًَا

قال صالح جزرة كان بن معين يوثقه كان يكذب في الحديث

قلت لم يكن من أهل الكذب ولكن كان من أهل الغفلة

قال أبو حفص بن شاهين: في كتاب جدي عن ابن رشدين - يعني أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد - قال : سمعت أحمد بن صالح يقول في عبد الله بن صالح : متهم ليس بشيء . وقال فيه قولًا شديدًا


وقال البردعي قلت لأبي زرعة رأيت بمصر أحاديث لعثمان بن صالح عن بن لهيعة يعني منكرة فقال لم يكن عثمان عندي ممن يكذب ولكن كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به وبلي به

قال أحمد بن يحيى التستري عن أبي زرعة في حديث الفضائل وزاد وكان خالد يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم

قلت في هذا كفاية لطالب الحق والليث ضعيف

وهذا الحديث مع شدة ضعفه وسقوطه من طريقيه

فقد وردت له علة

قال أحمد في مسنده 6361 حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ ذَهَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَلْبَسُ ثِيَابَهُ لِيَلْحَقَنِي ، فَقَالَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ : " لَيَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ لَعِينٌ " فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ وَجِلًا ، أَتَشَوَّفُ دَاخِلًا وَخَارِجًا ، حَتَّى دَخَلَ فُلَانٌ ، يَعْنِي الْحَكَمَ

قلت وإسناده قوي

وهذا الحديث هو الوجه المحفوظ لذاك الحديث المنكر

فإن مخرج الحديثين واحد

وقد ورد في الروايتين ما يدل على انهما رواية واحدة

وهو تخوف عبد الله بن عمرو

من أن يكون هذا الرجل هو أبوه

والإختلافات في الروايتين إنما جاءت من الوضاعين

هذا والله الموفق

وأما بالنسبة للبلاذري فقد ورد في ترجمته ما يدل على أن في عدالته نظر

قال الصفدي في الوافي بالوفيات (( وكان مع ذلك كثير الهجاء بذيء اللسان آخذاً لأعراض الناس))

قال عنه في السير (( العلامة الأديب المصنف ))

وهذا لا يعني أنه عدلٌ ضابط

فقد وصف الذهبي هشام بن محمد بن السائب بأنه علامة نسابة ثم جرحه بعدها

وذكروا أنه كان نسابةً متقناً

وعلم الأنساب والرواية شيء آخر

فهذا هشام بن محمد كان نسابة ولكنه متروكٌ في الرواية

وقولهم عن كتبه جياد

لا يعني تعديله في الرواية

لأنهم قد يعنون بجودتها جودة ضبطه لأسماء والأنساب

وإلا لو أردنا تنزيل هذه الألفاظ على المادة الحديثية للزمنا تجويد الموضوعات التي في كتبه

الشبهة الخامسة عشر

ومن حججهم ما رواه الطبراني في الكبير(3/ 72)  عن أبي مجلز قال: قال عمرو بن العاص ووالمغيرة  بن شعبة لمعاوية: إن الحسن بن علي رجل عَيِيٌّ وإن له كلاما ورأيا وإنا قد علمنا كلامه فنتكلم كلامه فلا يجد كلاما، قال: لا تفعلوا، فأبوا عليه، فصعد عمروبن العاص المنبر فذكر عليا ووقع فيه ثم صعد المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه ثم وقع في علي ثم قيل للحسن بن علي: اصعد، فقال: لا أصعد ولا أتكلم حتى تعطوني إن قلتُ حقا أن تصدقوني وإن قلتُ باطلا أن تكذبوني، فأعطوه، فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه فقال: أنشدك بالله يا عمرو بن العاص ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لعن الله السائق والراكب) أحدهما فلان - أي معاوية - قالا: اللهم بلى، قال أنشدك بالله يا معاوية ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لعن عمرا - ابن العاص - بكل قافية قالها لعنة)، قالا: اللهم بلى، قال: أنشدك بالله يا عمرو بن العالص ويا معاوية بن أبي سفيان أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لعن قوم هذا) - أي المغيرة ابن شعبة - قالا: بلى، قال الحسن: فإني أحمد الله الذي وقعتم فيمن تبرأ من هذا) قال يعني الهيثمي: وذكر الحديث، رواه الطبراني عن شيخه زكريا بن يحيى الساجي قال الذهبي أحد الأثبات ما علمت فيه جرحا أصلا وقال ابن القطان مختلف فيه في الحديث وثقه قوم وضعفه آخرون وبقية رجاله رجال الصحيح).

قلت الرواية ضعيفة لأنها من رواية أبي مجلز عن الحسن بن علي

وقد نص ابن معين على أن رواية أبي مجلز عن الحسن مرسلة _كما في ترجمة أبي مجلز في التهذيب _

وقال بن أبي خيثمة سئل بن معين عن حديث التيمي عن أبي مجلز أن بن عباس والحسن بن علي مرت بهما جنازة فقال مرسل

ولا يعزب عن ذهنك أن موت الحسن قد تقدم على موت ابن عباس


كما أن الهيثمي لم يصحح الحديث كما زعم البعض فقوله (( رجاله رجال الصحيح ))

لا يستلزم التصحيح لأن من رجال الصحيح من هو مدلس روى له أصحاب الصحيح صرح فيه بالتحديث كالوليد بن مسلم

ومنهم من هو ليس مدلس ولكنه مختلط وأصحاب الصحيح رووا له ما كان قبل الإختلاط كسعيد بن أبي عروبة

ومنهم من هو ضعيف في بعض شيوخه _ وإن كانوا هم من رواة الصحيح _ كمعمر بن راشد فروى له أصحاب الصحيح ما رواه عن شيوخه الذين أتقن حديثهم

ومنهم من روى عن شيوخ لم يسمعهم كيحيى بن أبي كثير فروى له أصحاب الصحاح ما رواه عن شيوخه الذين سمعهم وهذا هو حال أبي مجلز

الشبهة السادسة عشر
ومن حججهم على ثلب معاوية ما جاء في ( المسند للشاشي) الحديث رقم :1196 حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني نا محمد بن عباد نا يحيى بن سليم عن ابن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه أن عبادة بن الصامت : مرت عليه قطارة وهو بالشام تحمل الخمر فقال: ما هذه؟ أزيت؟ قيل: لا بل خمر تباع لفلان ـ قال الرافضي أي معاوية كما جاء مرصحا به في الروايات الأخرى ــــ فأخذ شفرة من السوق فقام إليها ولم يذر منها راوية إلا بقرها وأبو هريرة إذ ذاك بالشام فأرسل فلان ــ قال الرافضي أي معاوية ــ إلى أبي هريرة فقال: ألا تمسك عنا أخاك عبادة بن الصامت: إما بالغدوات فيغدو إلى السوق فيفسد على أهل الذمة متاجرهم وإما بالعشي فيقعد بالمسجد ليس له عمل إلا شتم أعراضنا وعيبنا فأمسك عنا أخاك فأقبل أبو هريرة يمشي حتى دخل على عبادة فقال: يا عبادة ما لك ولمعاوية؟ ذره وما حمل فإن الله يقول: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم) قال: يا أبا هريرة لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ بايعناه على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن نقول في الله لا تأخذنا في الله لومة لائم وعلى أن ننصره إذا قدم علينا يثرب فنمنعه ما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأهلنا ولنا الجنة ومن وفى وفى الله له الجنة بما بايع عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، فلا يكلمه أبو هريرة بشيء، فكتب فلان ـ أي معاوية ـ إلى عثمان بالمدينة أن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام وأهله فإما أن يكف عنا عبادة بن الصامت وإما أن أخلي بينه وبين الشام فكتب عثمان إلى فلان ـ أي معاوية ـ أدخله إلى داره من المدينة فبعث به فلان ـ أي معاوية ـ حتى قدم المدينة فدخل على عثمان الدار وليس فيها إلا رجل من السابقين بعينه ومن التابعين الذين أدركوا القوم متوافرين فلم يهم عثمان به إلا وهو قاعد في جانب الدار فالتفت إليه فقال: ما لنا ولك يا عبادة؟ فقام عبادة قائما وانتصب لهم في الدار فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبا القاسم يقول: (سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى الله فلا تضلوا بربكم) فوالذي نفس عبادة بيده إن فلانا لمن أولئك فما راجعه عثمان بحرف ))

قلت الرواية مرسلة فإن الحادثة حدثت في الشام وعبيد بن رفاعة تابعي مدني كما ذكر ذلك العجلي في ثقاته

فلا بد من واسطة

وخصوصاً أنه لا تعرف له رواية عن عبادة ولا عن أبي هريرة

والرواية فيها أن الذين كانوا يبيعون الخمر ويشترونه هم أهل الذمة

وهذا واضح من قول معاوية (( إما بالغدوات فيغدو إلى السوق فيفسد على أهل الذمة متاجرهم ))
مما احتج القوم لتدعيم رواية بيع معاوية للخمر ما جاء في (المستدرك على الصحيحين) للحاكم الحديث رقم: 5541 : عن عبد الرحمن بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر عن عبادة بن الصامت أنه دخل على عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( سيليكم أمراء بعدي يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله) .

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد رواه زهير بن معاوية ومسلم بن خالد الزنجي عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم بزيادات فيه: أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى العدل ثنا علي بن الحسين بن الجنيد ثنا المعافى بن سليمان الحراني ثنا زهير عن إسماعيل بن عبيد بنحوه

قلت فيه محمد بن كثير المصيصي وهو صدوق كثير الخطأ وقد خولف في السند والمتن فالرواية السابقة في مسند الشاشي _ وهي أصح _ فيها أن الحديث قاله عبادة وليس في هذه الرواية ذكر لمعاوية كما ترى


وجاء في (مصنف ابن أبي شيبة) الحديث رقم: 37054 عن أزهر بن عبد الله قال أقبل عبادة بن الصامت حاجا من الشام فقدم المدينة فأتى عثمان بن عفان فقال: يا عثمان ألا أخبرك شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى قلت: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ستكون عليكم أمراء يأمرونكم بما تعرفون ويعملون ما تنكرون فليس لأولئك عليكم طاعة).

في سنده أزهر بن عبدالله قال أبو حاتم لا أدري من هو وذكره ابن حبان في الثقات كما في اللسان للحافظ
ولا ندري أسمع من عبادة أم لم يسمع وفي سنده الأعشى بن عبد الرحمن انفرد ابن حبان بذكره في الثقات وقال الحافظ في التقريب (( مقبول )) أي حين يتابع وغلا فلين كما بين ذلك في مقدمته على التقريب

وهذه الرواية ليس فيها ذكر لمعاوية رضي الله عنه



الشبهة السابعة عشر

ومن حججهم على ثلب معاوية

ما رواه البلاذري في أنساب الأشراف حدثني خلف بن هشام البزاز حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "معاوية في تابوت مقفل عليه في جهنم".

قلت هذا مرسل سالم بن أبي الجعد تابعي وقد طعنوا في سماعه من جمع من الصحابة فضلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم

وقال الذهلي عن أحمد لم يسمع سالم من ثوبان ولم يلقه بينهما معدان بن أبي طلحة وليست هذه الأحاديث بصحاح

قلت فما بالك بما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال أبو زرعة سالم بن أبي الجعد عن عمر وعثمان وعلي مرسل قال علي لم يلق بن مسعود ولا عائشة وقال أبو حاتم أدرك أبا أمامة ولم يدرك عمرو بن عبسة ولا أبا الدرداء ولا ثوبان وقال البخاري لا يعرف لسالم من جابان سماع وقال البخاري في التاريخ الصغير لا أرى سالماً سمع زياداً يعني بن لبيد

انظر هذا كله في ترجمته في التهذيب


والبلاذري قد تقدم الكلام عليه وانفراده بمثل هذا عن أبي عوانة عن الأعمش

منكر

الشبهة الثامنة عشر
ومن حججهم ما رواه في (معرفة الصحابة) لأبي نعيم الحديث رقم: 4810 : عن نصر بن عاصم، عن أبيه، قال: دخلتُ مسجد المدينة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: نعوذ بالله من غضب الله ورسوله، قال: قلتُ: مم ذاك؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب آنفا، فقام رجلٌ فأخذ بيد أبيه، ثم خرجا، - هو معاوية وأبوه: أبو سفيان - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله القائد والمقود، ويل لهذه الأمة من فلان ذي الاستاه).

وجاء في(المعجم الكبير) للطبراني الحديث رقم: 114593: عن نصر بن عاصم الليثي، عن أبيه، قال: دخلتُ مسجد المدينة فإذا الناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله قال: قلت: ماذا قالوا؟ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على منبره فقام رجل فأخذ بيد ابنه فأخرجه من المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله القائد والمقود، ويل لهذه يوما لهذه الأمة من فلان ذي الاستاه).


وجاء في( الآحاد والمثاني) لابن أبي عاصم الحديث رقم: 858 : عن نصر بن عاصم الليثي، عن أبيه قال: دخلتُ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقولون: نعوذ بالله عز وجل من غضب الله ورسوله، قلت: ما شأنكم؟ قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله القائد والمقود به).

قلت هذا الخبر إسناده غريب فقد رواه سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الطَّاحِيُّ ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ

ولم أقف على رواية لسعيد عن نصر إلا في هذا الحديث

وهذا هو حديث عاصم الليثي الوحيد

وله علة قد تخفى على الكثير وهي الإنقطاع بين نصر وأبيه

فإن قال قائل كيف هذا ؟

قلنا كثيرٌ من الرواة لم يسمعوا من أبائهم لأنهم ماتوا عنهم وهم صغار

ولا نعرف تاريخ ولادة نصر ولا تاريخ وفاة أبيه فهذا الإحتمال وارد

والرواية لا تقتضي السماع كما لا يخفى على صغار الطلبة

ثم إن هذه الرواية ليس فيها التصريح بكون المقصود هو معاوية

إنما جاء ذلك في رواية ابن سعد في الطبقات

قال ابن سعد أخبرت عن أبي مالك كثير بن يحيى البصري قال حدثنا غسان بن مضر قال حدثنا سعيد بن يزيد عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله قلت ما هذا قالوا معاوية مر قبيل أخذ بيد أبيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخرجان من المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما قولا

إبهام الواسطة بين ابن سعد و كثير بن يحيى واضح

فلا يصح الإعتماد على هذه الرواية لتبيين المبهم

واعتمدوا على رواية أخرى في تعيين المبهم

قال الروياني في مسنده 333 نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، نا سَلَمَةُ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَرَّ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعَاوِيَةُ خَلْفَهُ وَرَسُولُ اللَّهِ فِي قُبَّةٍ ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا مُسْتَهًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِصَاحِبِ الْأُسْتَهِ "

فقالوا هذا صريحٌ بتسمية معاوية

والجواب أن هذه الرواية معلولة بعنعنة ابن إسحاق إذ أنه مدلس

ثم إن هذه الرواية تختلف في المتن تماماً عن الرواية السابقة

فالرواية السابقة فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب

على خلاف هذه الرواية

في تلك يقول (( ويل لهذه الأمة من فلان ذي الاستاه ))

وفي هذه يقول (( اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِصَاحِبِ الْأُسْتَهِ ))

والعجيب أن منهم من عضد هذه الروايات الساقطة برواية الحسن السابقة التي ينقل فيها الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله (( لعن الله السائق والراكب )) يعني معاوية وأبيه

والمتن غير المتن كما ترى

هذا مع التنبه لضعف رواية الحسن

فهذه بضاعة القوم كما ترى روايات ضعيفة مضطربة

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن دعا لمعاوية بأن يقيه الله من العذاب

فهذا مما يؤكد نكارة هذه الروايات

واحتجوا لتعضيد رواية الروياني السابقة بما جاء في المعجم الأوسط للطبراني ج: 4 ص: 208

3994 حدثنا علي بن سعيد الرازي قال نا عبد الرحمن بن سلم الرازي قال نا سلمة بن الفضل عن محمد بن اسحاق عن سلمة بن كهيل عن إبراهيم بن البراء عن البراء بن عازب قال: مر أبو سفيان ومعاوية خلفه وكان رجلا مستها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( اللهم عليك بصاحب الأستاه).

قلت وإسناد الروياني كان عن محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن البراء عن البراء

أما هذا فعن محمد بن إسحاق عن سلمة بن كهيل عن إبراهيم بن البراء عن البراء

فكان ماذا ؟

العلة ما زالت قائمة وهي عنعنة ابن إسحاق ولا يقبل منه إلا ما صرح به بالتحديث

قال أحمد بن حنبل : كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قال : حدثني ، وإذا لم يكن قال : قال . وقال أبو عبد الله : قدم محمد بن إسحاق إلى بغداد فكان لا يبالي عن من يحكي عن الكلبي وغيره

ونقل الذهبي في الميزان عن أحمد أنه قال: هو كثير التدليس جدا

وقال ابن المديني أن حديث بن إسحاق ليتبين فيه الصدق يروي مرة حدثني أبو الزناد ومره ذكر أبو الزناد وهو من أروى الناس عن سالم أبي النضر وروى عن رجل عنه وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب وروى عن رجل عن أيوب عنه

الشبهة التاسعة عشر
واحتجوا بما أخرج محمد بن يعقـوب البسـوي في (المعرفة والتاريخ)3/318 وابن أبي شيبة في (المصنف)6/ 187 وابن سعد في (الطبقات الكبرى) القسم الضائع الطبقة الرابعة من الصحابة1/117-118، وابن عساكر في (تاريخ دمشق)16/719،: عن سعيد بن سويد قـال: صلَّى بنا معـاوية الجمعـة بالنخيلة في الضحى ثم خطبنا فقال: (ما قـاتَلتُكُم لتصلُّوا ولا لتصُومُوا ولا لتحُجُّوا ولا لتُزَكُّوا وقـد عرفتُ أنَّكم تفعلُون ذلك، ولكن إنما قـاتلتُكُم لأتأمَّـر عليكم وقـد أعطاني الله ذلـك وأنتم لـه كَـارِهُـون)

قلت سويد بن سعيد هو الكلبي هذا قال عنه البخاري لا يتابع في حديثه وانفرد بتوثيقه ابن حبان فهو مجهول الحال


ولا يحتمل منه التفرد بمثل هذا

واعلم ان العزو للمصادر السابقة من المعترض

الشبهة العشرون
ومما احتجوا به على ثلب معاوية ما جاء في (المعرفة والتاريخ) للبسـوي3/353 وغيره : (عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (خلافة النبوة ثلاثون عاماً ثم يؤتي الله ملكه من يشاء) فقال معاوية : رضينا بالملك)(!!!).

وقال ابن عبد البر في (جـامع بيان العلم وفضلـه)2/1174: أخبرنا عبد بن أحمد إجازة حدثنا أحمد بن عبدان ثنا عبد الله بن سليمان ثنا إبراهيم بن الحسن المقسمي ثنا حجاج بن محمد حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: (وفدتُ مع أبي على معاوية، أوفَدنا إليه زياد، فدخلنا على معـاوية فقال: حدِّثنا يا أبا بكرة، فقـال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم يقـول: (الخلافة ثلاثون ثم يكون الملك) قال: فأمَـرَ بنا فَـوُجِئَ في أقفـائنا حتى أُخرِجنا)(!!!).

وجاء في (مسند أحمد)5/50: (عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: وفدنا مع زياد إلى معاوية بن أبي سفيان وفينا أبو بكرة فلما قدمنا عليه لم يعجب بوفد ما أعجب بنا فقـال يا أبا بكرة حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا الحسنة ويسأل عنها، فقال ذات يوم: (أيكم رأى رؤيا)؟ فقال رجل: أنا رأيتُ كأن ميزاناً دلّى من السماء فوزنتَ أنت وأبو بكر فرجحتَ بأبي بكر، ثم وزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر بعمر، ثم وزن عمر بعثمان فرجح عمر بعثمان، ثم رفع الميزان. فاستاء لها ـ وقد قال حماد أيضاً: فساءه ذاك ـ ثم قال: (خلافـة نبوَّة ثم يـؤتي الله تبارك وتعالى الملك من يشاء) قال: فزخَّ في قفائنا(!!!) فأخرجنا(!!!)، فقال زياد: لا أبـا لك(!!!)، أما وجَدتَ غير ذا؟(!!!) حدِّثه بغير ذا.(!!!) قال: لا والله، لا أحدِّثه إلا بذا حتى أفـارقه(!!!) فتركنا. ثم دعا بنا فقال: يا أبا بكرة حدِّثنا بشيء سمعته من رسـول الله صلى الله عليه وسلم قـال: فبكعه به(!!!) فزخَّ في قفـائنـا(!!!) فأخرجنا(!!!) فقال زياد: لا أبا لك أما تجد غير ذا (!!!) ؟ حدِّثه بغير ذا ؟!! فقال: لا والله، لا أحدِّثه إلا به حتى أفارقه(!!!)، قال: ثم تركنا أياماً، ثم دعا بنا، فقال: يا أبا بكرة حدِّثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبكعه بـه!!! فقال معـاوية: أتقول المُلك؟ فقد رضينا بالمُلك )؟!!!

وجاء في (مسند الطيالسي)1/116 و(مصنف ابن أبي شيبة)6/352: (عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قـال: وفدنا إلى معاوية مع زياد ومعنا أبو بكرة فدخلنا عليه فقال لـه معـاوية: حدِّثنا حديثـاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى الله أن ينفعنا به، قال: نعم كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا الصالحة ويسأل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يـوم: (أيكم رأى رؤيا)؟ فقال رجل: أنا يا رسول الله إني رأيتُ رؤيا، رأيتُ كأن ميزاناً دُلِّيَ من السماء فوزنتَ أنت وأبو بكر فرجحتَ بأبي بكر، ثم وزن أبو بكر بعمر فرجح أبو بكر بعمر، ثم وزن عمر بعثمان فرجح عمر بعثمان، ثم رُفِعَ الميزان، فاستـاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قـال: (خلافـة نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشـاء) فغَضبَ معـاوية(!!!) فزخَّ في قفائنا(!!!) وأخرجنا(!!!) فقال زياد لأبي بكـرة: أما وجَـدتَ من حـديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً غير هذا؟!! قال: والله لا أحدِّثه إلا به حتى أفارقه(!!!) قال: فلم يزل زياد يطلب الإذن حتى أذن لنا، فأُدخِلنا فقال معاوية: يا أبا بكرة حدِّثنا بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن ينفعنا به، قال: فحدَّثه أيضاً بمثل حديثه الأوَّل، فقال لـه معاوية: لا أبا لك(!!!) تخبرنا أنا ملـوك(!!!) فقد رضينا أن نكون مُلوكاً)(!!!).

قال في (لسان العرب)3/20: (زَخَّ في قفـاه يَزُخُّ زَخّاً دفـع... ومنه حديث أبي بكـرة ودخولهم على معاوية قال: فزَخَّ في أقفائنـا أي: دُفِعنا وأُخرِجنا)

وفي (غريب الحديث) لابن قتيبة2/140، و(النهـاية في غريب الحديث)2/298: (زُخَّ في قفـا فلان حتى أخـرج من الباب... ومنه حديث أبى بكرة حين حدَّث معـاوية بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خلافة نبوة ثم يؤني الله الملك من يشاء) قال: فزخَّ في أقفائنا).

وفي (النهاية في غريب الحديث) (1/149 )بكعت الرجل بكعاً إذا استقبلته بما يكره، وهو نحو التقريع، ومنه حديث أبي بكرة ومعـاوية رضي الله عنهما فبكعه به فزخَّ في أقفائنا.

وفي (لسان العرب)8/19 )و بَكَّعَه و بَكَعَه بَكْعاً: استقبله بما يكره وبكَّته وفي حديث أبي موسى قـال لـه رجل: ما قلت هـذه الكلمة ولقد خشيتُ أن تبكعني بها، البكع والتبكيت: أن تستقبل الرجل بما يكره، ومنه حديث أبي بكرة ومعاوية)



قلت التعجب من المعترض _ وهو غير السقاف _ وهذه طريقته في سرد الأدلة وهي طريقة فيها تطويل لا داعي له والإنتقاد هنا على معاوية أخلاقي أيضاً إذ كيف يفعل هذا بأبي بكرة

والواقع أن الحديث ضعيف لا حجة فيه

فقد تفرد به علي بن زيد بن جدعان

قال ابن سعد ولد وهو أعمى وكان كثير الحديث وفيه ضعف ولا يحتج به

وقال عبد الله بن أحمد سئل أبي سمع الحسن من سراقة فقال لا هذا علي بن زيد يعني يرويه كأنه لم يقنع به وقال أحمد ليس بشيء

وقال بن أبي خيثمة عن يحيى ضعيف في كل شيء

وفي رواية الدوري ليس بحجة وقال مرة ليس بشيء

الله وقال العجلي كان يتشيع لا بأس به وقال مرة يكتب حديثه وليس بالقوي

قلت معنى يكتب حديثه يعني للإعتبار

هو وقال الجوزجاني واهي الحديث ضعيف وفيه ميل عن القصد لا يحتج بحديثه

وقال أبو زرعة ليس بقوي وقال أبو حاتم ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به وهو أحب إلي من يزيد بن زياد وكان ضريراً وكان يتشيع

وقال بن خزيمة لا أحتج به لسوء حفظه

قلت كلمات الأئمة تكاد تكون مطبقة على عدم الإحتجاج به مما يدل أنهم يقصدومن بقولهم عنه ضعيف أي لا يحتج به

ولم يفرق الأئمة بين مروياته بل إن ابن معين ضعفه في كل أحواله

وسيأتي أن أنكر أحاديثه كان من رواية حماد بن سلمة عنه

فالتشبث بعد ذلك بقول الترمذي (( صدوق إلا أنه ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره ))

لا معنى له

وقال البزار (( صدوق ))

فقال بعضهم أن البزار بصري وعلي بن زيد بصري فهو أعلم به

وهذا فيه نظر شديد

فإن أعيان تلاميذ علي بن زيد قد جرحوه

وقال معاذ بن معاذ عن شعبة حدثنا علي بن زيد قبل أن يختلط وقال أبو الوليد وغيره عن شعبة ثنا علي بن زيد وكان رفاعاً

وهذا الإختلاط أنكره يحيى بن معين وشعبة أعلم بشيخه

وقال سليمان بن حرب عن حماد بن زيد ثنا علي بن زيد وكان يقلب الأحاديث وفي رواية كان يحدثنا اليوم بالحديث ثم يحدثنا غدا فكأنه ليس ذلك

وقال أبو معمر القطيعي عن بن عيينة كتبت عن علي بن زيد كتاباً كثيراً فتركته زهداً فيه

ثم إن البزار لم يعاصر علي

فسبيله في الحكم عليه سبر المرويات كغيره من الأئمة

وقال بن حبان يهم ويخطئ فكثر ذلك منه فاستحق الترك وقال غيره أنكر ما روى ما حدث به حماد بن سلمة عنه عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد فاقتلوه

قلت كما أنه كان متشيعاً بل اتهمه يزيد بن زريع بالرفض

وليعلم أن هذا الحديث فيه حجةٌ على الغلاة الذين يتهمون معاوية بالنفاق

إذ كيف يعده النبي صلى الله عليه وسلم من ملوك المسلمين وهو منافق ؟!

الشبهة الثانية والعشرون

جاء في (معرفة الصحابة) لأبي نعيم:
4111 حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا إسماعيل بن موسى السدي ثنا أبو تميلة يحيى بن واضح عن محمد بن إسحاق عن بردة بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي قال: غزا عبد الرحمن بن سهل الأنصاري في زمان عثمان ومعاوية أمير على الشام فمرَت به روايا خمر تُحمَل لمعاوية فقام إليها عبد الرحمن برمحه فنقر كل راوية منها فناوشه غلمانه حتى بلغ مثأنة (شأنه: صح) معاوية فقال: دعوه فإنه شيخ قد ذهب عقله فقال: كذب والله ما ذهب عقلي ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندخل بطوننا وأسقيتنا ـ خمرا ـ وأحلف بالله لئن أنا بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبقرن بطنه ولأموتن دونه)

وهذه الرواية يحتجون بها على بيع معاوية للخمر

وفي السند محمد بن كعب القرظي لم يدرك الحادثة لأنه ولد في آخر خلافة علي كما نص على ذلك يعقوب بن شيبة ونقله عنه الحافظ في التهذيب

وأما قول قتيبة بأنه ولد في عصر النبي صلى الله عليه وسلم


فقال الحافظ (( وما تقدم نقله عن قتيبة من أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا حقيقة له وإنما الذي ولد في عهده هو أبوه فقد ذكروا أنه كان من سبي قريظة ممن لم يحتلم ولم ينبت فخلوا سبيله حكى ذلك البخاري في ترجمة محمد ))

قلت وقتيبة لم يجزم بشيء بل قال (( بلغني ))

وعنعنة ابن إسحاق علةٌ أخرى

ثم إن في السند بردة بن سفيان لم أقف على ترجمة له ولم أجد له حديثاً غير هذا

الشبهة الثالثة والعشرون
وجـاء في (مسند أبي يعلى)12/139-140: حدثنا إسماعيل بن موسى بن بنت السدي حدثنا سعيد بن خثيم الهلالي عن الوليد بن يسار الهمداني عن علي بن أبي طلحة مولى بني أمية قال:حجَّ معاوية بن أبي سفيان وحجَّ معه معاوية بن حُدَيج وكان مِن أَسَب النَّـاس لِعَلِي!!! قـال: فمرَّ في المدينـة وحَسَن بن علي ونفَرٌ مِن أصحابه جالسٌ، فقيل له: هذا معاوية بن حُدَيج السَّاب لعَلِي، قال: عَلَيَّ بالرَّجل، قال: فأتاه رسولٌ فقال: أجِبهُ، قال: مَن؟ قال: الحسَن بن علي يدعُوك إليه، فقال له الحسَن: أنتَ معاوية بن حُدَيج؟ قال: نعم، قـال: فردَّ ذلك عليه، قال: فأنتَ السَّـاب لِعَلـِيٍّ؟!! قال: فكأنه استحيا فقال له الحسَن: أما والله لئن وردتَ عليه الحوض ومـا أراك ترِده لتَجِدَنَّـه مشمراً الإزار على سـاق يذود عنه رايـات المنـافقين ذَود غريبة الإبل، قـول الصَّادِق المصدُوق، وقد خاب مَن افترى).

وقال الحاكم في (المستدرك على الصحيحين)3/148: أخبرني علي بن عبد الرحمن بن عيسى السبيعي بالكوفة ثنا الحسين بن الحكم الجيزي ثنا الحسين بن الحسن الأشقر ثنا سعيد بن خثيم الهلالي عن الوليد بن يسار الهمداني عن علي بن أبي طلحة قال: حججنا فمرَرنا على الحسَن بن علي بالمدينة ومعنا معاوية بن حُدَيج فقيل للحسَن: إنَّ هذا معاوية بن حُدَيج السَّاب لعَلِيٍّ!!! فقال: عَلَيَّ به، فأُتِيَ به، فقال: أنتَ السَّاب لِعَلِيٍّ؟ فقال: ما فعلتُ!!! فقال: والله إن لقيتَه وما أحسبُك تلقاه يوم القيامة لتجِدنَّه قائماً على حوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذود عنه رايات المنافقين بيده عصا من عوسج، حدَّثَنِيه الصَّادق المصدُوق صلى الله عليه وآله وسلم، وقد خـاب مَن افترى) قـال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).

وقـال الطـبراني في (المعجم الكبير)3/91: حدثنـا علي بن إسحاق الوزير الأصبهاني ثنا إسماعيل بن موسى السدوسي ثنا سعيد بن خثيم الهلالي عن الوليد بن يسار الهمداني عن علي بن أبي طلحة مولى بني أمية قال:حجَّ معاوية بن أبي سفيان وحجَّ معه معاوية بن حديج وكان مِن أَسَب النَّاس لِعَلِيٍّ!!! فمرَّ في المدينة في مسجد الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحسَن بن علي جالِس في نفَر مِن أصحابه فقيل له: هذا معاوية بن حُدَيج السَّاب لِعَلِيٍّ رضي الله عنه، فقال: عَلَيَّ بالرَّجل، فأتاه الرسول فقال: أجِب، قال: مَن؟ قال: الحسَن بن علي يدعُوك إليه، فقال لـه الحسَن بن علي رضي الله عنه: أنتَ معاوية بن حُدَيج؟ قال: نعم، فرَّد عليه ثلاثاً، فقال له الحسَن: السَّاب لِعَلِيٍّ؟!! فكأنه استَحيىَ، فقال لـه الحسنَ رضي الله عنه: أمَّا والله لئِن وردتَ عليه الحوض وما أراك أن ترِدَه لتجدَنَّه مشمِّراً الإزار على سـاق يذُود المنـافقين ذَود غريبة الإبل، قول الصَّادق المصدُوق صلى الله عليه وآله وسلم، وقد خاب مَن افترَى).


احتجوا بهذه القصة على أن معاوية كان يحرض الناس على سب علي ويصحب من يسب علياً ويقدمه

والرواية لا تصح
فالوليد بن يسار الهمذاني لم أقف له على ترجمة

إنما وجدت ترجمة لسمي له خزاعي


ولم أرى فيه جرحاً ولا تعديلاً

وعلي بن أبي طلحة مولى بني امية لم يعرفه الهيثمي ولم أقف له على ترجمة

ولا يعرف هل أدرك هذه الحادثة أم لم يدركها

ورواية الحاكم التي فيها التصريح بأنه كان معهم

فيها شيخ الحاكم علي بن عبد الرحمن بن عيسى السبيعي

لم أقف له على ترجمة

والحسين بن الحكم ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً

الشبهة الرابعة والعشرون

وقـال الطبراني في (المعجم الكبير)3/81: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ح وحدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي قالا: ثنا عباد بن يعقوب الأسدي ثنا علي بن عابس عن بدر بن الخليل أبي الخليل عن أبي كبير قال: (كُنتُ جالساً عند الحسَن بن علي رضي الله عنه فجاءه رجُلٌ فقال: لقد سُبَّ عند معاوية علياً رضي الله عنه سباً قبيحاً رجل يقال له معاوية يعني بن حُدَيج!!! قال: تعرفه؟ قال: نعم، قال: إذا رأيتَه فائتِني به، قال: فرآه عند دار عمرو بن حريث فأراه إيَّاه، قال: أنتَ معاوية بن حُدَيج؟ فسكَتَ فلم يُجِبه ثلاثاً، ثم قال: أنتَ السَّاب علياً عند ابن آكلة الأكباد؟ - معاوية - أما لئِن ورَدتَ عليه الحوض وما أراك ترِده لتجِدنَّه مُشَمِّراً حاسِراً ذراعيه يذُودُ الكفَّار والمنافِقين عن حوض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما تُذَاد غريبة الإبل عن صاحبها، قـول الصَّادِق المصدُوق أبي القاسم صلى الله عليه وآله وسلم ).
قلت هذه الرواية ساقطة فعباد بن يعقوب
قال أبو أحمد بن عدي : سمعت عبدان يذكر عن أبي بكر بن أبي شيبة أو هناد بن السري ، أنهما أو أحدهما فسقه ونسبه إلى أنه يشتم السلف . قال ابن عدي : معروف في أهل الكوفة ، فيه غلو في التشيع ، وروى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت ، وفي مثالب غيرهم ( انظر ميزان الإعتدال )

علي بن عابس ضعيف ضعفه ابن معين وابن حبان وابن عدي

وبدر بن الخليل لا أدري أسمع من أبي كبير أم لم يسمع

وأبو كبير هذا لم أعرفه

قلت وهذه الرواية مع سقوطها وشدة ضعفها منقطعة

واحتمال كون الساقط في هذه الرواية هو الساقط في الرواية وارد لكون السقط في نفس الطبقة تقريباً وهي طبقة الراوي عمن شاهد الحادثة

فيرجع الأمر إلى كونهما رواية واحدة
الشبهة الخامسة والعشرون
جـاء في (مصنف ابن أبي شيبة)6/366: حدثنا أبو معاوية عن موسى بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد قال: قدم معاوية في بعض حجَّاته فأتاه سعد فذكَروا علياً فنـال منه معاوية فغضب سعد فقـال: تقول هذا لرجل سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إليَّ من الدنيا وما فيها، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه)، وسمعتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (أنت مني بمنـزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)، وسمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لأعطينَّ الرَّاية رجلاً يحب الله ورسوله).

جاء في (سنن ابن ماجه)1/45: حدثنا علي بن محمد ثنا أبو معاوية ثنا موسى بن مسلم عن ابن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص قال: قدِم معاوية في بعض حاجَّاته فدخل عليه سعد فذكرُوا علياً فنال منه ـ معاوية ، كما في رواية ابن أبي شيبة في المصنف ـ !!! فغضب سعد وقال: تقول هذا لرجل سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (مَن كنت مـولاه فعليٌّ مولاه)، وسمعته يقـول: (أنت مني بمنـزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)، وسمعته يقول: (لأعطينَّ الرَّاية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله).

قلت هذا أصرح ما عند القوم في سب معاوية لعلي

وعبد الرحمن بن سابط لم يسمع من سعد بن أبي وقاص

قال الحافظ في التهذيب قيل ليحيى بن معين سمع عبد الرحمن بن سعد بن أبي وقاص قال لا قيل من أبي أمامة قال لا قيل من جابر قال لا هو مرسل

قلت فالرواية منقطعة لا حجة فيها كعامة بضاعة القوم

وقد حصل بين الصحابة الكرام ما هو أشد من السباب وهو القتال

ولم ينفِ النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عن الطائفتين بل أثبته

وجاء في مسند زيد بن علي - حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أنه أتاه رجلٌ فقال: ((يا أمير المؤمنين أكفر أهل الجمل وصفين وأهل النهروان؟ قال: لا، هم إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم حتى يفيئوا إلى أمر الله عز وجل)).
بحار الأنوار المجلسي ج 23 ص 324 عن ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه عليه السلام :" كان يقول لأهل حربه انا لم نقاتلهم على التكفير لهم و لم نقاتلهم على التكفير لنا و لكنا رأينا انا على حق و رأوا أنهم على حق " .

ففي هذه الرواية عدم تكفير علي حتى لمن كفره من الخوارج الذين قاتلوه في النهروان

وقد رأيت جواباً لمحمود سعيد ممدوح _ وهو من مشايخ القوم _ يصحح فيه نسبة مسند زيد بن علي لمصنفه !!!!!




- و في سائل الشيعة ج 15 ص 83 عن جعفر ابن محمد عن ابيه عن علي عليه السلام انه قال:" القتل قتلان قتل كفارة و قتل درجة و القتال قتالان قتال الفئة الباغية حتى يفيؤا و قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا " .




- وجاء في " جواهر الكلام الشيخ الجواهري " ج12 ص 338 عن جعفر عن ابيه عليه السلام:" أن عليا عليه السلام لم يكن ينسب أحدا من أهل البغي إلى الشرك و لا إلى النفاق و لكن كان يقول إخواننا بغوا علينا "

: ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه أن عليا ( عليه السلام ) كان يقول لاهل حربه : إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم ولم نقاتلهم على التكفير لنا ولكنا رأينا أنا على حق ورأوا أنهم على حق .
رواه الحميري رحمه الله في الحديث : " 297 و 302 " من كتاب قرب الاسناد ، ص 45 ط 1
بحار الانوار: 32
الباب الثامن : حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه
(330) (321)

علي رضي الله عنه قال : (( وكان بدء أمرنا أن إلتقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحـد ونبينا واحـد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء ))
نهج البلاغة جـ3 ص (648)

 ـ عبدالله بن جعفر الحميري (20032) في ( قرب الإسناد ) عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد ، عن جعفر ، عن أبيه ان عليا ( عليه السلام ) لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق ، ولكنه كان يقول : هم إخواننا بغوا علينا .
قرب الإسناد : 45 .
كتاب وسائل الشيعة ج 15 ص69 ـ ص87

الإمام علي رضي الله عنه : ( لم وددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم أخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم يا أهل الكوفة منيت منكم بثلاث واثنين صم ذوو أسماع ، وبكم ذوو كل عمي ذوو أبصار لا أحرار صدق عند اللقاء ولا إخوان ثقة عند البلاء ، تربت أيديم يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها ، كلما جمعت من جانب تفرقت من جانب آخر000) نهج البلاغة 1/188

الشبهة السادسة والعشرون

جاء في (المستدرك على الصحيحين)3/520: (عن مقسم : أن أبا أيوب أتى معاوية فذكر له حاجة، قال: ألستَ صاحب عثمان قال؟ أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أنه سيصيبنا بعده أثرة، قال: وما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر حتى نرد عليه الحوض، قال: فـاصبِرُوا(!!!) قـال: فغضب أبو أيوب وأقسم أن لا يكلِّمه أبداً(!!!) ثم إن أبا أيوب أتى عبد الله بن عباس فذكر له، فخرج له عن بيته كما خرج أبو أيوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيته، وقال: أيش تريد؟ قال: أربعة غلمة يكونون في محلي، قال: لك عندي عشرون غلاماً) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

احتجوا بهذه الرواية على سوء علاقة معاوية مع الأنصار

ولا تصح

ففي سند الحديث الحكم يروي عن مقسم


قال الحافظ في التهذيب قال أحمد لم يسمع الحكم من مقسم إلا أربعة أحاديث وأما غير ذلك فأخذها من كتاب

وقال الحافظ: قال أحمد وغيره لم يسمع الحكم حديث مقسم كتاب إلا خمسة أحاديث وعدها يحيى القطان حديث الوتر والقنوت وعزمة الطلاق وجزاء الصيد والرجل يأتي امرأته وهي حائض رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه عن علي بن المديني عن يحيى

ومما يدل أن العلماء يضعفون رواية الحكم عن مقسم في غير ما سمعه منه

أن البخاري ذكر مقسم في الضعفاء ولم يذكر فيه قدحاً بل ساق حديث شعبة عن الحكم عن مقسم في الحجامة وقال إن الحكم لم يسمعه منه

ذكر ذلك الحافظ في التهذيب

ما أن في السند الأعمش وهو مدلس وقد عنعن وفي قبول عنعنته خلاف ليس هذا محل بسطه


وقد انفرد بزيادة إقسام أبي أيوب على ترك الكلام مع معاوية عن الرواية التالية

جاء في (المستدرك على الصحيحين)3/522: (عن ابن عباس: (أن أبا أيوب خالد بن زيد الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل في داره غزا أرض الروم فمرَّ على معاوية فجفاه معاوية(!!!) ثم رجع من غزوته فجفاه ولم يرفع به رأسـاً قال أبو أيوب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنبأنا أنا سنرى بعده أثرة، قال معاوية: فبما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر، قال: فاصبروا إذاً(!!!) فأتى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بالبصرة وقد أمَّره علي رضوان الله عليه عليها فقال: يا أبا أيوب إني أريد أن أخرج لك من مسكني كما خرجتَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر أهله فخرجوا، وأعطـاه كل شيء كان في الدار، فلما كان وقت انطلاقه قال: حـاجتك؟ قال: حـاجتي: عطائي، وثمانية أعبد يعملون في أرضي، وكان عطاؤه أربعة ألف فأضعفهـا لـه خمس مراراً وأعطاه عشرين ألفاً وأربعين عبداً). قد تقدم هذا الحديث بإسناد متصل صحيح وأعدته للزيادات فيه بهذا الإسناد.

في سنده مسعود بن سليمان ( واسمه في الرواية مسعود بن سليم وهو خطأ صححته من ترجمته في الميزان ) مجهول العين انفرد عنه فردوس الأشعري ولم أرَ فيه توثيقاً

ونص على جهالته الذهبي في الميزان وأقره الحافظ في اللسان

والراوي عنه فردوس الأشعري لم أتمكن من الوقوف على جرحٍ أو تعديلٍ فيه

ولعل هذا من قصور بحثي


وهذه الرواية تختلف عن السابقة في المتن فهذه فيها أن ابن عباس أعطى أبا أيوب أربعين عبداً

والسابقة فيها أنه أعطاه عشرين عبداً

وسؤال أبي أيوب في الرواية الأولى يختلف عن سؤاله في الرواية الثانية

فهذا اضطراب يمنع من الإعتضاد

هذا مع سقوط الرواية الثانية

وعن أنس قال: قدم معاوية فأبطأت الأنصار عن تلقِّيه فلم يصنع بهم شيئاً فقال أبو أيوب صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: (ستصيبكم بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني)، قال معاوية: فـاصبِروا إذاً قـال أبو أيـوب: نصبر كما أُمِرنا والله لا يضلكها(. قال الهيثمي: (رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وهو ضعيف وقد وُثِّقَ)

قلت في سنده احمد بن عمرو بم مسلم الخلال شيخ الطبراني ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً فهو مجهول الحال

وهذه الرواية لا تشهد للروايات السابقة لأنه في الروايات السابقة غضب أبي أيوب من معاوية حين قال له فاصبروا وإقسامه على هجره

وأما هذه الرواية ففيها أنه قال (( نصبر كما أمرنا ))

فهذا إختلاف يمنع من الإعتضاد

وسبب ورود الحديث ايضاً مختلف ففي رواية ابن عباس انه قال ذلك حين جاء يطلب من معاوية

وأما في هذه الرواية ففيها أنه قال الحديث عندما لم يفعل معاوية شيئاً عندما عنه الأنصار

الشبهة السابعة والعشرون
جـاء في (مجمع الزوائد)10/38: (عن عبادة بن الصامت أن معاوية قـال لهم : يا معشر الأنصار ما لكم لم تلقوني مع إخوانكم من قريش؟ قال عبادة : الحاجة(!!!) قال: فهلاَّ على النواضح؟ قال: أنضينا يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أجابه، فقـال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنها ستكون عليكم أثرة بعدي) قال معاوية: فمـا أمـركم؟ قـال: أمرنـا أن نصبر حتى نلقـاه، قال: فاصبروا إذاً حتى تلقـوه(!!!) قال الحافظ الهيثمي: (رواه الطبراني وفيـه راو لم يُسمَّ وعطاء بن السائب اختلط)
قلت احتجوا بهذه الرواية على سوء علاقة معاوية مع الأنصار وعدم إكرامه لهم
ولاتصح
فقد وقفت على هذه هذه الرواية وقفت في مسند الشاشي حديث رقم 1121
وفيها عطاء يروي عنه سليمان بن طرخان لم أرى له ذكراً فيمن روى عن عطاء قبل الإختلاط
فالأظهر أنه روى عنه بعده
وعطاء يروي هم ابن لعبادة بن الصامت ولم يسمه
ووجدتها عند الحاكم أيضاً 5531 ومخرجه متفق مع مخرج الشاشي

الشبهة الثامنة والعشرون
وجاء في (مسند أبي يعلى)2/509-510: (قال أبو سعيد الخدري: قال رجل من الأنصار لأصحابه : أما والله لقد كنت أحدثكم أنه لو قد استقامت له الأمور قد آثر عليكم غيركم، قـال: فردُّوا عليه رداً عنيفاً، قال: فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجاءهم فقال لهم أشياء لا أحفظها، قالوا: بلى يا رسـول الله، قال: كنتم لا تركبون الخيل؟ قال: كلما قال لهم شيئاً قالوا: بلى يا رسول الله، فلما رآهم لا يردون عليه شيئاً قال: أفلا تقولون: قاتلك قومك فنصرناك، وأخرجك قومك فآويناك؟ قالوا: نحن لا نقول ذلك يا رسول الله أنت تقوله، قال: فقال: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وأنتم تذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يا معشر الأنصار ألا ترضون أن الناس لو سلكوا وادياً وسلكتم وادياً لسلكتُ وادي الأنصار؟ قالوا: بلى يا رسـول الله، قال: لولا الهجرة لكنتُ امـرأ من الأنصار، الأنصار كرشي وأهـل بيتي عيبتي التي آوي إليها اعفوا عن مسيئهم واقبـلوا من محسنهم. قال أبو سعيد: فمـا علم ذلك بن مرجـانة عدو الله، قال أبو سعيد: قلتُ لمعاوية أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدَّثنا أنا سنرى بعده إثرة، قال معاوية: فما أمركم؟ قال: قلتُ: أمرنا أن نصبر، قال: فاصبروا إذاً)

وحجتهم في هذا الحديث كحجتهم في سابقه وهو في مسند أحمد

وفي سنده عطية بن سعد العوفي وهو ضعيف

قال البخاري قال لي علي عن يحيى عطية وأبو هارون وبشر بن حرب عندي سوي وكان هشيم يتكلم فيه

وقال مسلم بن الحجاج قال أحمد وذكر عطية العوفي فقال هو ضعيف الحديث ثم قال بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي ويسأله عن التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول قال أبو سعيد وكان هشيم يضعف حديث عطية

قلت جرح الإمام أحمد متكون من شقين شقٌ متعلقٌ بضعف عطية وشقٌ متعلقٌ بتدليسه

ولا يلزم من التدليس الضعف أو من الضعف التدليس فتأمل


وقال أبو زرعة لين

وقال أبو حاتم ضعيف يكتب حديثه وأبو نضرة أحب إلي منه

احتج بعض المبتدعة بالشق الثاني من كلام ابي حاتم على تعديل عطية بحجة أنه حبيب إليه

وهذا تخليط إذ أن المعترض لو أبصر الشق الأول من كلامه وهو صريحٌ بتضعيف عطية

لعرف أن صيغة التفضيل لا تقتضي انطباق الصفة على المفضول

وقال النسائي ضعيف

وقال بن عدي قد روى عن جماعة من الثقات ولعطية عن أبي سعيد أحاديث عدة وعن غير أبي سعيد وهو مع ضعفه يكتب حديثه

وقال الدوري عن بن معين صالح ووثقه في روايةٍ أخرى
قلت وقد ضعفه ابن معين في سؤالات ابن الجنيد وهذا يسقط التعديل أو يجعلنا نحمل التعديل على العدالة دون الضبط

ومثل هذا يقال في ابن شاهين الذي ذكر عطية في ثقاته وذكره في ضعفائه

ووثقه ابن سعد

وقال الساجي ليس بحجة وكان يقدم علياً على الكل


وعن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، قال: كان سفيان الثوري يضعف حديث عطية، وسمعت أبي وذكر حديث عطية العوفي، قال: هو ضعيف الحديث

ونقل أبو عبيد الآجري عن أبي داود قوله:
" ليس بالذي يعتمد عليه "

ذكره المنذري – رحمه الله – في الرواة المختلف فيهم في آخر كتابه: "الترغيب والترهيب " (4/575)، وقال:
" وأخرج حديثه ابن خزيمة في "صحيحه"، وقال: في القلب من عطية شيء؟.

وقال الدارقطني:"العلل" (4/6): "مضطرب الحديث".
وقال في "السنن" (4/39): "ضعيف"


قال البيهقي في "السنن الكبرى" (2/126 و6/30 و7/66 و 8/126):
" لا يُحتج به".

وضعفه ابن جزم في المحلى وقال عنه (( هالك ))

وقال عبد الحق الإشبيلي فيما نقله عنه الحافظ الزيلعي في "نصب الراية" (4/51)، وعزاه إلى "الأحكام"، قال:
" عطية العوفي لا يُحتج به، وإن كان الجلة قد رووا عنه".

وضعفه الجوزقاني في الأباطيل والمناكير

فعطية كما ترى الأئمة مطبقون على تضعيفه عدا ابن سعد

والراوي عنه فضيل بن مرزوق

قال ابن حبان في الضعفاء كان يخطئ على الثقات ويروي عن عطية الموضوعات

قلت هذا يقتضي ضعف روايته عن عطية خاصة

قال أحمد بن صالح فيما نقله ابن شاهين في الضعفاء حديث فضيل عن عطية عن أبي سعيد حديث الله الذي خلقكم من ضعف ليس له عندي أصل ولا هو بصحيح وقال ابن رشدين لا أدري من أراد أحمد بن صالح بالتضعيف أعطية أم فضيل بن مرزوق

الشبهة التاسعة والعشرون
جـاء في( مسند أحمد)5/304، و(مجمع الزوائد)10/31-32: (عن عبد الله بن محمد يعني ابن عقيل قال: قدم معاوية المدينة فتلقَّـاه أبو قتادة فقال: أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أما إنكم ستلقون بعدي أثرة، قال: فبما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر، قال: اصبروا إذاً(!!!) قال الحـافظ الهيثمي: (رواه أحمد وعبد الله بن محمد بن عقيل حسن الحديث وبقية رجاله رجال الصحيح).

وفي (الجـامع) لمعمر بن راشد11/59، و(شعب الإيمان)6/57،  عن معمر عن عبد الله بن محمد ابن عقيل بن أبي طـالب: (أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتـادة الأنصـاري: فقال: تلقَّاني الناس كلهم غيركم يـا معشر الأنصار فما منعكم أن تلقوني؟ قال: لم تكن لنا دواب(!!!) قال معاوية: فأين النواضح؟ قال أبو قتادة: عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر، قال: ثم قال أبو قتادة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: (إنا لنرى بعده أثرة) قال معاوية: فما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر حتى نلقـاه، قـال: فـاصبِروا حتى تلقـوه قـال: فقال عبد الرحمن بن حسان حين بلغه ذلك :

ألا أبلـغ معـاوية بن حـرب **** أمـير المؤمنين لنـا كـــــلام
فـإنـا صـابرون ومنظروكم **** إلى يوم التغـابن والخصـام ))


قلت عبد الله بن محمد بن عقيل مختلفٌ فيه وسيأتي الكلام عليه عند الكلام على صفة الصوت

ولكن العلة المحققة هي أنه لا يعرف له سماع من معاوية ولا من أبي قتادة الأنصاري

وقد توفي عبدالله عام 142

وذكر مسعود السجزي عن الحاكم أنه عمر

وتوفي أبو قتادة الأنصاري سنة 54

فهذه الفترة الطويلة بين وفاتيهما تؤكد دعوى الإرسال

ثم إن أبا قتادة مات بالكوفة وعبد الله مدني

وهذا أيضاً يؤكد أنه لم يدرك الحادثة

وقال الحاكم أبو أحمد عن أبي قتادة الأنصاري يقال كان بدريا ولا يصح

ذكر ذلك الحافظ في التهذيب

وهذا يؤكد نكارة المتن

الشبهة الثلاثون
قال البلاذري: حدَّثني عبد الله بن صالح العِجلي عن ابن عوانة عن أبيه قال: دعا معاوية عبد الرحمن بن الأسـود بن عبد يغـوث الزهري فقال: اِذْهَب فاقتُل حُجراً وأصحـابه فقال: أمَا وجَدتَ رجُلاً أجهَل بالله وأعمَـى عن أمـره منِّيفدَعا هُدبَة بن الفيَّاض الأعوَر فأعطاه سيفاً، وسرَّحَ معه عِدَّة، وأمَـرَه أن يعرضهم على البـراءة مِن عليٍّ فإن فعـلوا وإلاَّ قتَلَهم، وبعث معه بأكفانٍ وأمَرَ أن يُقبَروا، فعرضَ عليهم ما أمَـرَ به معـاوية، فلم يُجيبُوا، فقُتِـلُوا وذُبِحَ حُجر ذَبحاً وبلغَ ذلك أمَّه فشهقت وماتت.

قلت ابن عوانة لم أتمكن من تعيينه

وعوانة يبدو أنه عوانة بن الحكم اليشكري وقد قيل أنه كان يضع الحديث لبني أمية

كما ذكر الحافظ اللسان

وهو يروي عن التابعين

فهو لم يدرك القصة قطعاً

ولا يعرف له سماع من عبد الرحمن أيضاً

الشبهة الحادية والثلاثون
وقال أبو نعيم في (حلية الأولياء)5/322: حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا عمرو بن عثمان ثنا خالد بن يزيد عن جعونة قال: كان لا يقُوم أحَدٌ مِن بني أميَّة إلا سَبَّ علياً، فلم يسُبَّه عمر بن عبد العزيز، فقال كثير عزة:
وليـتَ فلم تشتُـم عليـاً ولم تخـف *** بريئــاً ولم تتبــع سجيَّـة مجرم
وقلت فصدقت الذي قلت بالذي *** فعلت فأضحي راضياً كل مسلم

قلت الحسين بن محمد بن حماد لم أقف له على ترجمة

وخالد بن يزيد لم أتمكن من تعيينه

وجعونة ترجم له البخاري في التاريخ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً

ولم يدرك كل بني أمية قطعاً فالخبر فيه انقطاع

وقد تقدم ذكر شاهدٍ ساقطٍ لهذه الرواية

الشبهة الثانية والثلاثون

وقال ياقوت الحموي في (معجم البلدان)4/346: (فإن عَقِب أسَد بن كَرز كانوا شَّر عَقِب، وإنه جَـد خالد بن عبد الله القسري ولم يكُن أضَر على الإسلام منه فإنه قاتل علياً رضي الله عنه في صفِّين ولَعَنَه على المنَـابِر عِدَّة سنين).
قلت وجه الحجة أن أسد بن كرز كان ممن يوالي معاوية فهو من عماله

ولا يصح سبه لعلي

فبين ياقوت ووقعة صفين مفاوز فالخبر معضل ولا يعتمد عليه واتهام صحابي بهذا الإتهام الخطير يحتاج لسندٍ قوي _ فأسد بن كرز صحابي وخالد لم يدرك علياً حتى يقاتله _

بل إن ياقوت لم يدرك خالداً القسري ولكنه ثبت أنه ناصبي

ولكن هل كان ممن يسب علياً على المنابر ؟

لم أقف على رواية ثابتة في ذلك

الشبهة الثالثة والثلاثون

وقال ياقوت في (معجم البلدان)3/191 متحدثاً عن سجستان: قال الرهني: (وأجَلُّ من هذا كله: أنه لُعِن علي بن أبي طـالب رضي الله عنه على منَـابِر الشَّرق والغرب ولم يُلعَـن على مِنبَرها إلاَّ مرَّة، وامتنعَُوا على بني أميَّة حتى زادوا في عهدهم أن لا يُلعَن على مِنبَرهم أحَدٌ... وأيُّ شَرف أعظَم مَِن امتناعهم مِن لَعن أخي رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم على مِنْبرهم وهـو يُلعَن على منَـابِر الحرمَيْن مكَّة والمدينَة)

الرهني هذا ذكر الباباني في هدية العارفين أنه شيعي

ولا نعرف تاريخ ميلاده أو وفاته حتى نحدد هل سمع منه ياقوت أم لم يسمع والذي يظهر أنه لم يسمع منه


وقد ترجم له ياقوت في معجم البلدان وجاء في ترجمته قول ياقوت ((قال شيخنا رشيد الدين: كان لقناً حافظاً يذاكر بثمانية آلاف حديث غير أنه كثر حفظه، وتتبع الغرائب فعمر، ومن طلب غرائب الحديث كذب ))

قال ابن النحاس في كتابه قال بعض أصحابنا: إنه كان في مذهبه ارتفاع وحديثه قريب من السلامة، ولا أدري من أين قيل
وهل أدرك تلك الحقبة الزمنية _ يعني حكم بني أمية _ أم لم يدركها ؟

والذي يظهر أنه لم يدركها فقد ذكر ياقوت أنه يروي في كتابه النحل: أخبرني ابن المحتسب ببغداد في درب عبدة بالحربية قال: أخبرنا أحمد بن الحارث الخزاز قال: أخبرني المدائني علي بن محمد بن أبي سيف عن سلمة بن سليمان المغني فذكر خبراً

قلت فالذي يروي عن أبي الحسن المدائني بواسطتين

لم يدرك حكم بني أمية بلا شك

ولم يدرك معاوية جزماً

فالخبر حتى إن ثبت _ وأنى ذلك _ فهو فيمن جاء بعد معاوية

الشبهة الرابعة والثلاثون

وقـال ابن الأثير في (الكامل)3/278: (سنة اثنتين وأربعين، ذِكر استعمـال المغيرة بن شعبة على الكُوفـة... ولمَّا وَلِيَ المغيرة الكُوفة استعمَل كثير بن شهـاب على الرِّي وكان يُكثِر سَب علي على مِنبَـر الرِّي، وبقيَ عليها إلى أن وَلِيَ زياد الكُوفة)

قلت هذا الخبر يحتاج إلى إسناد

فقد يكون من أكاذيب لوط بن يحيى أو هشام الكلبي أو غيرهما

الشبهة الخامسة والثلاثون

جاء في (سير أعلام النبلاء) للذهبي3/100: (قـال حميد بن هلال: سأل عقيل علياً وشكى حاجته، قال: اصبر حتى يخرج عطائي فألحَّ عليه فقال: انطلق فخُذ ما في حوانيت الناس، قال: تريد أن تتخذني سارقاً؟ قال: وأنتَ تريد أن تتخذني سارقاً؟ وأُعطيك أموال الناس؟ فقال: لآتينَّ معاوية، قال: أنت وذاك، فسار إلى معاوية فأعطاه مئة ألف، وقال: اصعَد على المنبر فاذكُـر ما أَوْلاَك علي وما أوليتُـك، فصعد وقـال: يا أيهـا الناس إني أردتُ علياً على دينه فاختار دينه عليَّ، وأردتُ معاوية على دينه فاختارني على دينه فقال معاوية: هذا الذي تزعم قريش أنه أحمق؟!! وقيـل: أن معاوية قال لهم : هذا عقيل وعمُّه أبو لهب فقـال: هذا معـاويـة وعمَّته حمَّـالة الحطَب)

قلت هذه الرواية منقطعة فمعاوية كان في الشام وحميد بن هلال بصري

كما أن حميد بن هلال مطعونٌ بسماعه من جمع من الصحابة

ولا يعرف له سماع من عقيل و معاوية

وهو لم يسمع علياً قطعاً إذ انه يروي عن بعض من لم يسمع علي كأبي صالح السمان

وقد طعنوا في سماعه من أبي رفاعة العدوي وهشام بن عامر وأبي ذر

ونص ابن سيرين على أنه يأخذ عن كل أحد

انظر هذا في ترجمته في التهذيب

الشبهة السادسة والثلاثون

قال الرافعي في (التدوين في أخبار قزوين)3/47- 48: (وحدَّث أبو سليمان الخطابي في (أعلام الحديث) ثنا بحر بن نصر الخولاني ثنا ابن وهب أخبرني سفيان بن عيينة عن عمر بن سعيد أخي سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه عن عباية قال: ذُكِرَ قَتل كعب بن الأشرف عند معاوية، فقال ابن يامين: كان قتله غدراً فقال محمد بن مسلمة: يا معاوية أيُغَدَّر عندك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثم لا تُنكِر واللّه لا يُظِلُّني وإيَّاك سقف بيتٍ، ولا يخلُو لي دَم هـذا إلاَّ قتلتُه).

قال الإمام أبو سليمان الخطابي: أبعَد اللّه ابن يـامين، كان كعب يهجو رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ونقض العهد، وأعلن بمعاداة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، واستحقَّ القتل لـ(غدره) و(نقضه العهد) مع (الكفر) انتهى.

قلت لا حجة في هذه الرواية لإنقطاعها فعباية بن رفاعة لا يعرف له سماع من معاوية

وهو مدني ومعاوية كان يحكم في الشام فحتى لو ثبتت المعاصرة فاللقيا متعذرة

ومحمد بن مسلمة مات في الشام فالإنقطاع متحقق

الشبهة السابعة والثلاثون
وقـال ابن تغـري بردي في (النُّجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة)1/222-223: (السنة الثـانية من ولاية قرَّة بن شريك على مصر وهي سنة إحدى وتسعين... وكان محمد هذا عامِل صنعَاء وكان يسُبُّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه على المنَـابِـر، ولهذا كان يقول عمر بن عبد العزيز: الحجَّاج بالعراق، وأخوه محمد باليمَن، وعثمان بن حيَّـان بالحجاز، والوليد بالشَّـام، وقرَّة بن شريك بمصر: امتلأت بلاد الله جوراً).

هذا ما نقله المعترض

ولا علاقة لمعاوية بكل هذا

فهذا حصل في عصر الوليد بن عبد الملك

وقد قال تعالى (( ولا تزر وازرة وزر أخرى ))


الرواية عن عمر بن عبد العزيز تحتاج لسند

وقد ذكرها الذهبي في تاريخ الإسلام من رواية ابن شوذب عنه

وابن شوذب يبدو أنه عبد الله بن عمر بن شوذب وهو لم يدرك عمر

وكون محمد بن يوسف الثقفي كان يسب علياً يحتاج إلى إثباتٍ بسندٍ صحيح

فالإتهام بمثل هذا الإتهام الخطير لا يكتفى فيه بقول مؤرخ جماع لم يدركه

وقد عرف المؤرخون بقلة انتقائهم لما يروون

والرواية التي فيها أنه أمر حجراً المدري بسب علي

ذكرها الذهبي في تاريخ الإسلام

في سندها عبد الملك بن خشك لم أعرفه

ولا نعرف أسمع من حجر أم لم يسمع


وفي سندها همام بن نافع والد عبد الرزاق

انفرد ابن حبان بذكره في الثقات

وقال العقيلي حديثه غير محفوظ

ذكر ذلك الحافظ في التهذيب

فمثله لا يحتج به على جلالة ابنه

الشبهة الثامنة والثلاثون
ونقل المعترض قول القلقشندي في (مآثر الإنـافة في معالم الخلافة)1/143: ((وكان قبله خلفاء بني أميَّة يسبُّون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه على المنَابِر من حين خَلَعَ الحسَن نفسه في سنة إحـدى وأربعين إلى أن وَلِيَ عمر بن عبد العـزيز فأبطل ذلك وكتب إلى نوَّابـه بإبطاله وجعل بدلَه الآية، فاستمرَّ قوله تعالى: إلى الآن، ومدحهإن الله يأمُر بالعدل والإحسان...الخُطبَاء على ذلك كثير الشَّاعر بقوله:
وليـتَ فلم تشتُـم عليـاً ولم تخـف *** بريئــاً ولم تتبــع سجيَّـة مجرم
وقلت فصدقت الذي قلت بالذي *** فعلت فأضحي راضياً كل مسلم ))

قلت هذه الرواية معضلة وقد تقدم نقد أسانيدها وبيان سقوطها

ويبدو أن القلقشندي قد اعتمد على تلك الروايات التي تقدم نقدها

الشبهة التاسعة والثلاثون
قال ابن العديم في (بغيـة الطلب في تاريخ حلب)5/2321 ) :أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البناء إجازة إن لم يكن سماعاً قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلِّص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وكان عبد الملك بن مروان قد غضب غضبة لـه فكتب إلى هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة وهو عامله على المدينة وكانت بنت هشام بن إسماعيل زوجة عبد الملك وأم ابنه هشام فكتب إليه أن أقِم آل علي يشتُمون علي بن أبي طالب، وأقِم آل عبد الله بن الزبير يشتُمون عبد الله بن الزبير، فقدِم كتـابه على هشام فأبى آل علي وآل عبد الله بن الزبير وكتبوا وصاياهم فركبَت أخت لهشام إليه وكانت جزلة عاقلة فقالت: يا هشام أتراك الذي يهلك عشيرته على يده، راجِعْ أمير المؤمنين، قال: ما أنا بفاعل، قالت: فان كان لا بدَّ من أمرٍ: فمُرْ آل علي يشتُمون آل الزبير، ومُرْ آل الزبير يشتُمون آل علي، قال: هذه أفعلها، فاستبشَر النَّاس بذلك وكانت أهوَن عليهم، فكان أوَّل مَن أُقِيم إلى جانب المرمَر: الحسَن بن الحسَن وكان رجلاً رقيق البشرة عليه يومئذ قميص كتان آل الزبي،ر فقال: إن لآل الزبير رَحِماًرقيقة فقال له هشام: تكلَّم بسَب يـا قـوم مـالي أدعُـوكم إلىأبلهـا ببلالها وأربها بربابـها فقال هشام لِحَرَسِيٍّ عندَه: النجاة وتدعُـونني إلى النَّـار اضرب فضربه سَوطاً واحِداً مِن فوق قميصه فخلص إلى جلده فشرَخَه حتى سالَ دمه تحت قدمَيه في المرمَر، فقام أبو هاشم عبيد الله بن محمد بن علي فقال: أنا دونه أكفيك أيها الأمير، فقال في آل الزبير وشتَمهم، ولم يحضر علي بن الحسَين كـان مريضاً أو تمـارَض ولم يحضر عامر بن عبد الله بن الزبير فهمَّ هشام أن يُرسِل إليه فقيل له: إنه لا يفعَل أفتقتله؟ فأمسَك عنه، وحضر مِن آل الزبير مَن كفاه، وكان عـامر يقـول: إن الله لم يرفَع شيئاً فاستطاع النَّاس خفضه انظروا إلى ما يصنَع بنو أميَّة يخفضون ويُغرُون بشَتمه وما يزيده الله بذلك إلاَّ رِفعَـة)اهـ.

قلت لا علاقة لمعاوية بهذا

فإن هذا حدث بعده

والزبير بن بكار لم يدرك هذا فهو من تلاميذ أبي الحسن المدائني وشيوخ ابن ماجة

فهو لم يدرك حقبة حكم بني أمية بأكملها فشيخه يروي أخبار بني أمية بوسائط

والبناء لم أتمكن من الوقوف على ترجمته

الشبهة الأربعون

قال المسعودي رحمه الله تعالى في (مروج الذهب)3/53، ـ والبلاذري في (أنسـاب الأشراف)5/27 مع اختلاف في اللَّفظ والإسناد ـ: حدَّث أبو الهيثم قال: حدثني أبو البشير محمد بن بشر الفزاري عن إبراهيم بن عقيل البصري قال: قال معـاوية يوماً ـ وعنده صعصعة بن صوحان وكان قدم عليه بكتاب من علي عليه السلام وعنده وجُوه الناس الأرض لله وأنا خليفة الله فما أخذت من مـال الله فهو لي(!!!) وما تركته كان جائزاً لي) ، فقال له صعصعة:

تمنيك نفسك ما لا يكو **** ن جهلاً معاوي لا تأثم

قلت إبراهيم بن عقيل البصري لم أقف له على ترجمة

ولا أدري إن كان عاصر معاوية أو لم يعاصره

وحتى إن عاصره فقد نسب بصرياً

فهل سافر إلى الشام حيث كان يحكم معاوية أم لم يسافر ؟

محمد بن بشر الفزاري لم أتمكن من معرفته

وهذا هو سند المسعودي

وأما سند البلاذري ففيه الواقدي المتهم

يروي عن يزيد بن عياض وهو متروك متهم بالكذب

فانظر الله رحمني وإياك كيف أن المعترضين الذين امتلأت صدورهم حقداً على أصحاب رسول الله لم يستحوا من الإحتجاج بمثل هذه الرواية الساقطة على ثلب معاوية

الشبهة الحادية والأربعون

جـاء في (أنساب الأشراف) للبلاذري5/260-267: (وجَـدَّ زياد في أمر أصحـاب حُجر وطلبهم أشَـدَّ الطَّلَب فأُتِيَ برِبعِي بن حراش العبسي بأمـانٍ فقـال: والله لأجعَلَنَّ لك شُغلاً بنفسك عن تلقيح الفتَن ودَعَـاه إلى الوقيـعة في علـي فأبَـى، فحبسه ثُمَّ كُلِّم فيه فأخرجه.

هذه الرواية من مرويات الكلبي المتهم ولم يذكر الكلبي إسناده لهذه القصة

الشبهة الثانية والأربعون

قال المعترض _ وهو غير السقاف _ ((ونقل ابن عبد البر والمسعودي في (مروج الذهب)3/6 وغيرهمـا: أن امرأة الحسن جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي سقته السم، وقد كان معاوية دسَّ إليها: (إنك إن احتلتِ في قتل الحسَـن وجَّهتُ إليك بمائة ألف درهم وزوَّجتك يزيد) فكان ذلك الذي بعثها على سمه، فلما مات وفَّى لها معاوية بالمال وأرسل إليها: (إنا نحب حياة يزيد ولولا ذلك لوفَّينا لك بتزويجه ) ))

هذه الفرية الشنيعة ذكرها المسعودي بلا إسناد

وأما ابن عبد البر فقد قال في كتابه الإستيعاب (( وقال قتادة وأبو بكر بن حفص سم الحسن بن علي سمته امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي
وقالت طائفة كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها من ذلك وكان لها ضرائر والله أعلم ))

كذا قال والرواية بلا إسناد ورواية ابن عبد البر تختلف عن رواية المسعودي وقد كذب المعترض على ابن عبد البر حين جعل روايته كرواية المسعودي

والخلاصة أنها رواية معضلة

فهل يصح الإعتماد على مثل هذه الرواية المعضلة

في اتهام معاوية بهذه الجريمة النكراء

نعوذ بالله من قلة الورع

الشبهة الثالثة والأربعون

قال المعترض ((فهذا زياد بن سمية عليه اللَّعنة يلعَن ويسب سيدنا علياً بن أبي طالب عليه السلام على المنبر!!! فيقبض حُجر بن عدي رضي الله عنه على الحصباء ثم يرسلها، ويحصب مَن حولَه زياداً، فكتب زياد إلى معاوية يقول: إن حِجراً حصبني وأنا على المنبر، فكتب إليه معاوية: أن يحمل إليه حِجراً، فلما قرب من دمشق بعث من يتلقـاهم فالتقى معهم بعـذراء فقتلهم (المعرفة والتاريخ) ليعقـوب بن سفيـان البسوي3/415-416، (دلائل النبوة) للبيهقي 6/456، (البداية والنهاية) لابن كثير6/225-226.

قلت هذه الرواية معضلة فقد قال يعقوب بن سفيان قال أبو نعيم فذكر القصة

وأبو نعيم يبدو أنه الفضل بن دكين _ وهو كوفي منسوب للتشيع _ وكبار شيوخه هم صغار التابعين

فهو لم يدرك معاوية قطعاً

الشبهة الثالثة والأربعون
وقال المعترض (( وجاء رجل من بني شيبان إلى زياد فقال له: إن امرءاً منا يقال له صَيْفيّ بن فشيل من رؤساء أصحاب حُجر بن عدي وهو أشد الناس عليك، فبعث إليه فأُتِيَ به فقال: يا عَـدُو الله ما تقول في أبي تراب؟ قال: ومَن أبو تراب؟ قال: ما أَعرَفَك به، أما تعرِف علي بن أبي طـالب؟ قال: الذي كنتَ عامِـلَه؟!! ذاك أبـو الحسَن والحسَين، فقـال لـه صاحِب شُرَطه:يقول لك الأمير أبو تراب وتقول: لا؟ قال: أكذِبُ إن كذبَ الأمير وأشهدُ بالباطل كما شهد؟ فقال زياد: مـا قولُك في عليٍّ؟ فقال: أحسَنُ قولٍ أقولُه في أحَدٍ من عباد الله، أقولُ مثلً قولكَ فيه قبل الضَّلال، قال: اضرُبـوا عاتقَـه بالعصا حتى يلصق بالأرض فضُـرِبَ حتى لصق بالأرض ثمَّ قالوا: أقلِعوا عنه، مـا قولك في علي؟ قال: لو شرَّحتني بالمَواسي والمُدَى ما زُلتُ عما سمِعتَـه منِّي، قال: لَتَلْعَنَـنَّه أو لأضرِبَنَّ عُنُقَك قال: إذاً تَضربها قبلَ ذلك، فألقـوه في السِّجن ))

هذه الرواية مأخوذة من أنساب الأشراف وهي كسابقتها من أكاذيب هشام بن محمد بن السائب الكلبي فقد نقلها البلاذري عنه وهو ذكرها بلا إسناد

الشبهة الرابعة والأربعون

وقال المعترض (( واجتمع في سجن زياد من الشيعة أربعـة عشر رجلاً(!!!) وهم: حجر بن عدي الأدبر ـ الصحـابي الذي قتله معـاوية ـ ، الأرقم بن عبد الله الكندي، شريك بن شدَّاد الحضرمي، صيفي بن فشيل الشيباني، قبيصة بن ضُبَيْعة بن حرملة العَبسي، كريم بن عفيف الخثعمي، عـاصم بن عـوف البَجَلي، وقاء بن سُمّي البَجَلي، كدام بن حيَّان العَنَزي، وأخوه عبد الرحمن بن حيَّـان من بني هُمَيْم ومُحرِز بن شهـاب المِنقَري، وعبد الله بن حَويَّة الأعرجي، وعُتبـة بن الأخنَس من بني سـعد بن بكر، وسعيد بن ننمران الناعطي من هَمْدان...




*** ـ وبعدَ أن أُخِذَ السالف أسماءهم إلى معـاوية لنَستَمِع إلى ما حصل لهم، والكلام لا زال للبـلاذري ـ وبعث معـاوية إلى مَـن بقيَ منهم بأكفانٍ وحَنوطٍ مع رجل من أهـل الشام ليُرعِبَهم بذلك، وأمَرَه أن يدعوهم إلى البراءة من عليٍّ(!!!) وإظهار لعنه(!!!) ويَعِدُ مَن فعل ذلك أن يترُكَه(!!!) فإن لم يفعَل قُتِلَ(!!!)... وعرَضوا على الباقين البراءة من عليٍّ رضي الله تعـالى عنه(!!!) فقال كَريم بن عفيف وعبد الرحمن بن حيَّان: انطلقوا بنا إلى معاوية فنحنُ نقول بقوله، فعزلوهما وأبى الآخَرون...


*** وجِيءَ بكَريم بن عَفيف الخَثعَمي وعبد الرحمن بن حيَّان إلى معـاوية، فأما الخَثعَمي فقال له: ما تقول في عليٍّ؟ قال: مقالَتك، أنا أبرَأُ مِن دين عليّ الذي يدينُ به(!!!) فحَبَسَه شهراً ليستبرِئَ أمرَه(!!!!!!!) فكلَّمَه فيه شمِر بن عبد الله الخَثعَمي فخَلَّى سبيله على أن لا يدخُل الكوفة(!!!) فأتى الموصل فأقام بها ومات قبل معاوية بشهرٍ



*** وأما ابن حيَّان فقال له : ما تقول في عليٍّ؟ قال: كان من الذَّاكرين كثيراً، والآمرين بالحقِّ سِرّاً وجهراً، فلا تسألني عن غير هذا فهو خيرٌ لك، فبَعَث به إلى زياد وقـال له: اقتُله شر قتلة(!!!) فبُعِثَ إلى قُسّ النَّاطف ـ موضع قريب من الكوفـة على شاطئ الفرات الشرقي ـ فـدُفِـنَ حياً ))

قلت هذه الروايات ذكرها البلاذري في أنساب الأشراف  بلا سند فكلها معضلة لا حجة فيها

الشبهة الخامسة والأربعون

ومن حجج القوم حديث الدبيلة

وهو ما رواه مسلم 2779  حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أسود بن عامر. حدثنا شعبة بن الحجاج عن قتادة، عن أبي نضرة، عن قيس قال:
قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي، أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة. ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "في أصحابي اثنا عشر منافقا. فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة وأربعة" لم أحفظ ما قال شعبة فيهم

قلت لا حجة في هذا الخبر على ثلب معاوية وذلك أن عمار بن ياسر ذكر الحديث جواباً على سؤال من سأله عن اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم لهم بشيء

وينسف استدلالهم من أصله أن معاوية لم يمت بمرض الدبيلة ولا أحد من شيعته مات بهذا المرض

وقد قدمنا الأدلة على صحة خلافة معاوية وكلها تدل على إسلامه

ومن الأدلة التي فاتنا ذكرها

ما روى البخاري في صحيحه ( 6536)

"‏حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة..."

قال ابن حجر في فتح الباري (13/85):

"‏وأما قوله " حتى تقتتل فئتان " الحديث تقدم في كتاب الرقاق أن المراد بالفئتين علي ومن معه ومعاوية ومن معه , ويؤخذ من تسميتهم مسلمين من قوله دعوتهما واحدة الرد على الخوارج ومن تبعهم في تكفيرهم كلا من الطائفتين"

ويؤكد ذلك أيضا ما جاء في مسلم بشرح النووي (7/168):

"‏و حدثني ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن أبي عدي ‏ ‏عن ‏ ‏سليمان ‏ ‏عن ‏ ‏أبي نضرة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد ‏
‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذكر قوما يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس ‏ ‏سيماهم ‏ ‏التحالق قال ‏ ‏هم شر الخلق ‏ ‏أو من أشر الخلق ‏ ‏يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق قال فضرب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لهم مثلا ‏ ‏أو قال قولا ‏ ‏الرجل يرمي ‏ ‏الرمية ‏ ‏أو قال الغرض ‏ ‏فينظر في ‏ ‏النصل ‏ ‏فلا يرى بصيرة وينظر في النضي فلا يرى بصيرة وينظر في ‏ ‏الفوق ‏ ‏فلا يرى بصيرة ‏
‏قال ‏ ‏قال ‏ ‏أبو سعيد ‏ ‏وأنتم قتلتموهم يا أهل ‏ ‏العراق"

قال النووي

"‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق ) ‏‏, وفي رواية : ( أولى الطائفتين بالحق ) , وفي رواية : ( تكون أمتي فرقتين فتخرج من بينهما مارقة تلي قتلهم أولاهما بالحق ) . هذه الروايات صريحة في أن عليا رضي الله عنه كان هو المصيب المحق , والطائفة الأخرى أصحاب معاوية رضي الله عنه كانوا بغاة متأولين , وفيه التصريح بأن الطائفتين مؤمنون لا يخرجون بالقتال عن الإيمان ولا يفسقون , وهذا مذهبنا ومذهب موافقينا ."

فهذا هو التأويل الصحيح لـ((يدعوهم الى الجنة...))

وحديث (( لا يزال الإسلام إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش ))

وحديث (( إن ابني هذا سيد عسى الله أن يصلح به بين طائفتين من المؤمنين عظيمتين ))

ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية أن يقيه الله من العذاب

ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بأن يقيه الله من العذاب

وشهادة ابن عباس له بالصحبة

كل ذلك وغيره مما تقدم ذكره يؤكد براءة معاوية من النفاق

الشبهة السادسة والأربعون

جاء في مصنف ابن أبي شيبة ج: 3 ص: 195
13384 حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن علية عن أيوب قال لا أدري سمعته من سعيد بن جبير أو حدث عنه قال أتيت على ابن عباس في عرفة وهو يأكل رمانا فقال أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة وسقته أم الفضل لبنا فشربه وقال لعن الله فلانا عمدوا إلى أيام الحج فمحو زينته وقال زينة الحج التلبية
هذا الأثر معلول بتردد أيوب فهو لا يدري أسمع هذا الأثر من سعيد أو أنه حدث عنه

الشبهة السابعة والأربعون

وفي سنن البيهقي الكبرى ج: 5 ص: 113
9230 أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا علي بن سعيد النسوي ثنا خالد بن مخلد ثنا علي بن صالح عن ميسرة بن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال: كنا عند بن عباس بعرفة فقال يا سعيد مالي لا أسمع الناس يلبون فقلتُ يخافون معاوية فخرج بن عباس من فسطاطه فقال: لبيك اللهم لبيك وإن رغم أنف معاوية اللهم العنهم فقد تركوا السنة من بغض علي رضي الله عنه

وفي صحيح ابن خزيمة ج: 4 ص: 260
2830 ثنا علي بن مسلم ثنا خالد بن مخلد ثنا علي بن صالح عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال كنا مع بن عباس بعرفة فقال لي يا سعيد ما لي لا أسمع الناس يلبون فقلت يخافون من معاوية قال فخرج بن عباس من فسطاطه فقال لبيك اللهم لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي).

وفي المستدرك على الصحيحين ج: 1 ص: 636
1706أخبرنا إسحاق بن محمد بن خالد الهاشمي بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي عزرة الغفاري ثنا خالد بن مخلد القطواني وأخبرني أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد المؤذن ثنا محمد بن إسحاق الامام ثنا علي بن مسلم ثنا خالد بن مخلد ثنا علي بن مسهر عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال كنا مع بن عباس بعرفة فقال لي يا سعيد ما لي لا أسمع الناس يلبون فقلت يخافون من معاوية قال فخرج بن عباس من فسطاطه فقال لبيك اللهم لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي رضي الله عنه) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وفي السنن الكبرى للنسائي ج: 2 ص: 419 ، و سنن النسائي (المجتبى) ج: 5 ص: 253 ، وفي الأحاديث المختارة ج: 10 ص: 378

3993 أنبأ أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي الأودي عن خالد بن مخلد قال حدثنا علي بن صالح عن ميسرة عن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال كنا مع بن عباس بعرفات فقال مالي لا أسمع الناس يلبون فقلت يخافون من معاوية فخرج بن عباس من فسطاطه فقال لبيك اللهم لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي


قلت في سنده خالد بن مخلد القطواني وهو مختلفٌ فيه

وقد ذكر الحافظ في التهذيب عن الإمام أحمد قوله (( له أحاديث مناكير ))

وأرى أن القول الفصل فيه

ما ذكره ابن رجب الحنبلي في شرح العلل ( 2/775) ((ذكر الغلابي في تاريخ
القطواني يؤخذ عنه مشيخه المدينة ، وابن بلال فقط يريد سليمان بن بلال
ويعني بهذا أنه لا يؤخذ عنه إلا حديثه عن أهل المدينة ، وسليمان ابن بلال منهم ، لكنه أفرده بالذكر ))

قلت مفهوم هذا أن روايته عن أهل الكوفة فيها نظر والحديث المذكور من روايته عن أهل الكوفة

وقد اضطرب في زيادة اللعن فتارة يذكرها وأخرى لا يفعل

وقد ثبت عن ابن عباس ثناؤه على معاوية بالفقه والصحبة كما قدمنا

الشبهة الثامنة والأربعون

ومن احتجاجاتهم الواهية احتجاجهم  بما رواه مسلم 2404 من طريق عامر بن سعد، عن أبيه قال: أمر معاوية سعداً فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ قال: أما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وخلف علياً في بعض مغازيه، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أتخلفني مع النساء والصبيان1 قال: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي".

وجه بعض أهل العلم  هذا الخبر أنه للإستفهام وليس للأمر بالسب

ويمكننا أن نقول أن معاوية انتفع بموعظة سعد فلم يسب علياً بعدها

وحتى لو ثبت فقد حصل بين الصحابة ما هو أشد من السباب وهو القتال

ولم ينفِ النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عن الطائفة التي قاتلت علياً

بل أثبته لها

وبهذا يكون انتهى الكلام عن مناقب معاوية ومثالبه

والخلاصة أنه قد تعاضدت الأدلة على إسلامه وإيمانه ولم يثبت شيء في كفره ونفاقه

وأثبت ابن عباس له الصحبة

فهو داخلٌ في أحاديث النهي عن سب الصحابة

وأهل السنة مجمعون على فضله وأنه لا يجوز سبه ومن خالف في ذلك فهو من أهل البدع

وأما يروى في مثالبه فعامته لا يثبت

والخلل عند الطاعنين جاء من جانبين

الأول الهوى والإنتقائية فهم لا يرون في الكتب إلا مثالب معاوية ويغضون الطرف عن مناقبه وقد ذكروا له مثالباً اسانيدها واهية لمعاوية مناقب أصح منها _ سواءً كانت صحيحة أو ضعيفة _

فلو انصفوا لذكروها ولكنهم أهل أهواءٍ بحق

وهم انتقائيون حتى في منهج النقد فلو اتيتهم بحديثٍ في فضائل معاوية أو الصفات لجهدوا في إعلاله مما يدل أنهم لا يجهلون قواعد النقد

بينما نجدهم يحتجون بالغث والسمين في ثلب معاوية

الثاني ضعف التأصيل العلمي فالإحتجاج برواية واهية لإثبات أن فلاناً قتل فلاناً يخالف ابجديات أصول البحث العلمي النزيه

بل وأبجديات الورع

والإحتجاج ببعض الروايات في الباب وغض الطرف عن الروايات الأخرى في نفس الباب أمرٌ قبيحٌ عند الأصوليين بل وعند كل أهل البحث الجاد

أما هؤلاء فيلعبون

وقد وقفت على بحثٍ لحسن السقاف اسمه (( أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في معاوية ))

اصل مادته لا يخرج عما تقدم نقده

وقد وقعت منه أخطاء علمية فادحة_ وقد اعتدنا على ذلك منه _ عسى الله عز جل أن يقيض من يرد عليه من أهل السنة

 


 

0 comments:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية