أخبار الثورة السورية المباركة - اخوانكم في ليبيا معكم يا رجال ويا حرائر سوريا



فلم - كشف اللثام عن المنافق المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام
فلم - كشف اللثام عن المجرم الصوفي البوطي عدو أهل الشام



دعم الثورة الجزائرية ضد النظام الجزائري الدموي العميل لاسرائيل

Asharis .. The Other Face

أشاعرة يدنسون ويدوسون على المصاحف ويكتبون الاسماء الحسنى بالغائط ! استماع ۞ الامام الاشعري وشيخه وتلاميذه مجسمة ۞ شيخ أشعري كذاب رماه الله تعالى بالخبث في العضو فمات !! ماذا فعل ؟ ۞ دفاع القرطبي عن ابن عبدالبر من اعتداء جهلة الأشعرية ودليل تجسيم الامام الاشعري !!! ۞ د. عبد الرحمن دمشقية: الامام الاشعري يثبت الحد!
السواد الاعظم... ... أم الكذب الأعظم؟
أشاعرة اليوم (الشعبوريون) أشر قولا من اليهود والنصارى !
روى أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري (صاحب صحيح البخاري) في كتابه خلق أفعال العباد ج1ص30 باب ذكر أهل العلم للمعطلة وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ "

فرقة الأحباش .. الوجه الآخر

الاحباش المرتزقة .. الوجه الآخر
وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب
ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون : آل عمران - 75

الصوفية .. الوجه الآخر - وكذبة الصوفية الحقة

واجهة التصوف إدّعاء الإحسان .. والوجه الآخر عبادة الأموات !
موقع الصوفية - صوفية حضرموت - الحوار مع الصوفية - شرار الخلق - التصوف العالم المجهول
۞ الاحسان الصوفي ۞ روى الشعراني : إذا صحبت فاصحب الصوفية فإن للقبيح عندهم وجوهاً من المعاذير وليس للحُسن عندهم كبير موقع يعظمونك به ۞ يقول الصوفي المغربي أبو لبابة حسين عن الصوفية : "فهم لا يترددون بالاستشهاد حتى بالموضوع من الحديث إذا كان ذلك يخدم قضيتهم" ا.هـ موقف متصوفة افريقيا وزهادها من الاحتلال العبيدي
Sufism .. The Other Face
The Outward is claiming Ihsan .. The inward is Graveworship (deadworship) !
Cleanse the houses of Allah .. from the corpses of Sufis

أسرار كتاب الغزالي إحياء علوم الدين - للشيخ نظام اليعقوبي استماع
رحلتي مع جماعة التبليغ - للصوفي السابق الشيخ :عباس الشرقاوي Angry face
ست محاضرات خطيرة! في كشف أسلحة الصوفية السرية في استغفال المسلمين علمائهم وعامتهم (اضغط على السهمين المتعاكسين للانتقال بين المحاضرات)
دينُ الصوفيةِ أصبحَ خَرِقاً - الدكتور الصوفي :فرحان المحيسن الصالح يطلقها مدوية !
خطبة مؤثرة جدا ! من يرد النجاة فليصدق ويستمع الى الخطبة

11 أكتوبر، 2010

غلو الأشاعرة في التكفير (1)

بسم الله الرحمن الرحيم
غلو الأشاعرة في التكفير (1)
أبو معاذ الحنبلي السلفي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: لا يفتأ الأشاعرة _ في مجالسهم الخاصة والعامة ومواقعهم ومنتدياتهم ومؤلفاتهم ومحاضراتهم _ من نبز أهل السنة والجماعة بالغلو في التكفير، والتسرع في رمي المخالفين لهم به، مستغلين جهل كثير من الناس بقواعد أهل السنة في التكفير وضوابطهم في ذلك وعدم تحريرهم الفرق بين الكفر المطلق والكفر المقيد مما دفعهم إلى نسبة الغلو إلى أهل السنة والجماعة في التكفير ، وجعلوا هذا فاكهة مجالسهم وسلاحهم في تنفير الناس عن المنهج السلفي الرباني ، وصوروه للناس على أنه منهج قائم على الغلو في التكفير و التشدد والتزمت وعدم قبول الرأي الآخر وأنه لا عذر عندهم _ لمن تلبس بالكفر _ لجاهلٍ أو متأول ٍ أو مكرهٍ أو غير قاصد للكفر .. ، فراجت بضاعتهم _ للأ سف _ على الصم البكم العمي الذين لا يعقلون ممن لم يُؤتوا حظا من البحث والتحقيق، فأخذوا يرددون صداهم ويتقيؤون أقوالهم بين العوام والطوام، فوغروا قلوب من لا علم عنده على هذا المنهج السمح الكريم _ زورا وبهتانا _ و أظهروه على خلاف ما هو عليه في نفس الأمر ، فإلى الله المشتكى .. ولست _ في هذا البحث المختصر _ بصدد بيان زيف كلامهم وباطل ادعائهم فهذا له موضع آخر، غير أني أريد أن ألفت نظر إخواني إلى نقطة منهجية مهمة جدا وهي: أن فرقة الأشاعرة من أعظم فرق أهل الكلام _ إن لم تكن أعظمها على الإطلاق_ غلوا في التكفير وتعسفا في رمي المخالفين لهم به، وإن بدا لبعض الناس _ نتيجة لإرجاء القوم _ أنهم بعيدون عن هذا الوصم ، وهذه شهادة أسوقها _ للتدليل على كلامي_ من أحد أعظم أساطين هذا المذهب في هذا العصر وهو أستاذنا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، يشهد _ عن بُعد _ على غلو أصحابه في تكفير أئمة المسلمين وعلمائهم قائلا:
((ونحن نعجب عندما نجد غلاة يكفرون ابن تيمية رحمه الله ويقولون إنه كان مجسداً، ولقد بحثت طويلاً كي أجد الفكرة أو الكلمة التي كتبها أو قالها ابن تيمية والتي تدل على تجسيده فيما نقله السبكي أو غيره فلم أجد كلاماً في هذا قط، كل ما وجدته أنه في فتواه يقول: ((إن لله يد كما قال واستوى على العرش كما قال وله عين كما قال)) ثم أضاف البوطي : (ورجعت إلى آخر ما كتبه أبو الحسن الأشعري وهو كتاب (الإبانة) فرأيته يقول كما يقول ابن تيمية واقرؤوا كتاب الإمام أبي الحسن الأشعري (الإبانة) الذي يقول فيه نؤمن أن الله يداً كما قال وأنه استوى على العرش كما قال. إذن فلماذا نحاول أن نعظم وهماً لا وجود له؟ ولماذا نحاول أن ننفخ في نار شقاق؟ والله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على ذلك)) انتهى كلامه ، ندوة اتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر 264-265 مجموعة محاضرات ألقيت في البحرين عام 1985م )) أهـ .
قلت: ومن هؤلاء الغلاة الذين تنكر عليهم سوى أئمة وأقطاب الأشاعرة من أمثال: السبكي وابنه و الهيتمي والعلائي والكوثري وووووووووو ، وعلى كل حال فهذه كتب الأشاعرة في متناول الأيدي تشهد على غلوهم في تكفير أهل السنة والجماعة وأئمتهم وعلمائهم ، إلا أن الخطورة في منهج الأشاعرة في التكفير _ وهذا هو مرادي من هذا البحث_ تكمن في أنهم يكفرون المسلمين بقضايا هي من محض هذا الدين الحنيف ومن مقاصده العظيمة و أصوله العلمية و ضروراته القطعية وبشهادة كبرائهم وعلمائهم ، وهنا تكمن الخطورة ، وحتى لا نطيل الكلام و نُتهم بمجرد الإنشاء ، سأضع بين أيديكم نماذج من منهجهم التكفيري الذي أشرت إليه:
1_ علو الله على خلقه واستواؤه على عرشه: هذه الصفة العظيمة من أكثر الصفات ذكرا في القرآن والسنة وقد تضافرت الآي والأحاديث على إثباتها لله تعالى _وبشهادة أئمة الأشاعرة _ وأطبق على ذلك كل من يعتد بعقله وفطرته ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :(فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره وسنة رسوله _ صلى الله عليه وسلم _ من أولها إلى آخرها، ثم عامة كلام الصحابة والتابعين ثم كلام سائر الأئمة مملوءٌ بما هو إما نصٌ وإما ظاهرٌ في أنّ الله _ سبحانه وتعالى _ هو العلي الأعلى، وهو فوق كل شيء، وأنه فوق العرش، وأنه فوق السماء، مثل قوله تعالى:(إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) (فاطر: 10) (إني متوفيك ورافعك إلي) (آل عمران:55) _ ثم ذكر بعض الأدلة _ ثم قال: إلى أمثال ذلك مما لا يكاد يحصى إلا بكلفة، وفي الأحاديث الصحاح والحسان مالا يحصى إلا بكلفة، مثل قصة معراج الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ إلى ربه، ونزول الملائكة من عند الله وصعودها إليه ... وذكر جملة من الأحاديث، ثم قال: إلى أمثال ذلك مما لا يحصيه إلى الله، مما هو من أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية، التي تورث علما يقينا من أبلغ العلوم الضرورية أن الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ المبلغ عن الله ألقى إلى أمته المدعوين أن الله سبحانه على العرش، وأنه فوق السماء، كما فطر على ذلك جميع الأمم، عربهم وعجمهم في الجاهلية والإسلام إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته، ثم عن السلف في ذلك من الأقوال مالم لو جمع لبلغ مئين أو ألوفا...) اهـ (الحموية ضمن مجموع الفتاوى: 5/14_15، وانظر: التسعينية 3/954_ 958) .
ونقل _ رحمه الله _ عن بعض أكابر أصحاب الشافعي أنه قال:(في القرآن ألف دليل او يزيد على أن الله تعالى عالٍ على الخلق، وأنه فوق عباده) وقال غيره:(فيه ثلاثمائة دليل تدل على ذلك...) اهـ (مجموع الفتاوى: 5/121_ 126، وانظر: الصواعق المرسلة: 4/1279)
وقد ذكر ابن القيم _ رحمه الله _ في النونية واحدا وعشرين نوعا من أنواع الأدلة، وتحت كل نوع أكثر من دليل . وقال: يا قومِ والله العظيم لِقولنــا ألفٌ تدلُّ عليه بل ألفـان
عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الأولى وذوق حلاوة الإيمان
كلٌّ يدلُّ بأنه سبحانــــه فوق السماء مباينُ الأكوان (انظر: النونية 1/396_ 534، مع شرح ابن عيسى، توضيح المقاصد) ، ونقل _ رحمه الله _ اتفاق أهل الإسلام على إثبات علو الله تعالى على عرشه وفوقيته، ونقل حكاية الإجماع عن ستة من أكابر علماء المسلمين ، (مختصر الصواعق:2/416_ 418)
وهذا الذي ذكره أهل العلم في تقرير علو الله على خلقه واستوائه على عرشه يقرره ويثبته كبار علماء وأساطين الأشاعرة والماتريدية ، فهم يقرون استفاضة الأدلة على علو الله على خلقه ، ويقرون _ ثانيا _ إجماع السلف على ذلك ، ويقرون _ ثالثا _ صعوبة فهم مذهبهم الملفق من أن الله لا داخل العلم ولا خارجه ، ورغم ذلك نجد جمهورهم يكفرون من أثبت صفة العلو لله تعالى وهنا الطامة:
1_ قال التفتازاني: _ بعد تعطيله لصفة العلو بأصول وقواعد أسلافه الفلاسفة _: (فإن قيل: إذا كان الدين الحق نفي الحيز والجهة [يعني نفي علو الله على عرشه وفوقيته] فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع واحد تصريح بنفي ذلك؟
أجاب التفتازاني بأنه ( لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في الجهة: كان الأنسب في خطاباتهم والأقرب إلى إصلاحهم والأليق بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهراً في التشبيه، وكون الصانع في أشرف الجهات مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق عما هو من سمة الحدوث) اهـ ( شرح المقاصد 2/50 )
قلت: يالله للعجب من قول هذا الرجل وهذيانه، فهو يقرر أن الأدلة مستفيضة على علو الله لا تحصى ، وأنه لم يرد دليل _ ولو في موضع واحد قط _ خلاف ذلك ، وأن العقول تجزم بنفي ماليس في جهة، وأن جهة العلو من أشرف الجهات، ثم بعد ذلك يعطل هذه الصفة لله ، ولا يكتفي بذلك بل ويضلل ويكفر من أثبتها ، والأدهى من ذلك كله أنه ينسب للشارع المراوغة والتدليس في خطاباته وأنه خاطب الناس بما ظاهره التشبيه والتجسيم _ عياذا بالله تعالى _ ولم يوضح لهم التنزيه الحقيقي _ على قواعد المتكلمين _ لماذا؟ لأن عقول الناس تضيق عن تنزيه الله لأنهم مشبهة فاقتضت الحكمة أن يُخاطبوا بما ظاهره الكفر والضلال !!! نسأل الله العافية والسلامة . اللهم سلم سلم ، والشاهد من كلامه هو إقراره باستفاضة الأدلة على علو الله تعالى
2_ قال القرطبي _ رحمه الله _ بعدما ذكر مذهب المعطلة نفاة العلو لله تعالى: ( وقد كان السلف الأُول لا يقولون بنفي الجهة ، ولا ينطقون بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله ، كما نطق كتابه وأخبرت رسله ، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنّه استوى على عرشه حقيقة ... ، وإنما جهلوا كيفية الاستواء ) (الجامع لأحكام القرآن 7/219-220)
وقال كذلك _ رحمه الله وغفر له _ في كتابه ( الأسنى شرح أسماء الله الحسنى 2/132 ) بعدأن ذكر أقوال العلماء في استواء الله على عرشه :( وأظهر هذه الأقوال ـوإن كنت لا أقول به ولا أختارهـ ماتظاهرت عليه الآيوالأخبار أن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابهوعلى لسان نبيه بلا كيف، بائن من جميع خلقه هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسبماتقدم ) اهـ
قلت: غفر الله للإمام وعفا عنه فقد أقرّ أن إثبات العلو لله تعالى مما تضافرت عليه آي القرآن والأخبار، وأنه مذهب السلف من الصحابة والتابعين وأصحاب القرون المفضلة ، ثم عدل عن منهجهم وحاد عن سبيلهم وتنكب طريقهم ليختار مذهب أهل الكلام المذموم ويرضى لنفسه مخالفة ما تظاهر عليه آي والأخبار .. اللهم نعوذ بك من الهوى . والشاهد من كلامه إقراره باستفاضة الأدلة بعلو الله تعالى على خلقه وأنه مذهب السلف
3_ وقال الغزالي: (فإن قيل فلم لم يكشف الغطاء عن المراد بإطلاق لفظالإله، ولم يقل-أي الرسول- إنَّه موجود ليس بجسم، ولا جوهر، ولا عرض، ولا هو داخلالعالم، ولا خارجه، ولا متصل، ولا منفصل، ولا هو في مكان، ولا هو في جهة، بل الجهاتكلها خالية عنه، فهذا هو الحق عند قوم، والإفصاح عنه كذلك كما أفصح عنه المتكلمونممكن، ولم يكن في عبارته-صلى الله عليه وسلم- قصور، ولا في رغبته في كشفه الحقفتور، ولا في معرفته نقصا قلنا:
من رأى هذا حقيقة الحق اعتذر بأنَّه إذاذكره لَنَفَرَ الناسُ عن قبوله، ولبادروا بالإنكار، وقالوا: هذا عين المحال ووقعوافي التعطيل، ولا خير في المبالغة في تنزيهٍ يُنتج التعطيل في حق الكافة إلاالأقلين، وقد بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- داعيًا للحق، إلى سعادة الآخرة،رحمة للعالمين ، كيف [يـ]نطق بما فيه هلاك الأكثرين، بل أمر أنْ لا يُكلم الناس إلاعلى قدر عقولهم...وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه من المبالغة فيالتنزيه شديد جدًا بل لا يقبله واحد من الألف لاسيَّما الأمة الأمية العربية ا.هـ(إلجام العوام عن علم الكلام" ص41-41)
قلت: وكلام الغزالي أشبه بهذيان صاحبه الأول من أن فطر الناس مجبولة على التشبيه والتجسيم ولو خاطبهم الله بالتنزيه الذي _ لا تقبله عقولهم وفطرهم _ لنفروا عن الإسلام فكان الأنسب أن يخاطبهم بخلاف الحق وضد الهدى إلى أن يتعلموا قواعد التنزيه _ على يد المتكلمين _ ثم بعد ذلك يُخاطبون بالتنزيه الحقيقي .. اللهم نعوذ بك من الحور بعد الكور . والشاهد من كلامه إقراره بعدم مجيء النبي _ صلى الله عليه وسلم _ بالتعطيل وان النصوص طافحة بالإثبات الذي هو تشبيه وتجسيم عنده وعند أصحابه، ولم ينبه النبي _ صلى الله عليه وسلم _ على ذلك حتى لا ينفر الناس عن الإسلام على حد زعمه
وهذا القدر من كلام الأشاعرة كاف فيما أريد إثباته _ وأقوالهم في ذلك كثيرة يضيق بها المقام _ ، والآن _ وبعد أن أقرّ أئمة الأشاعرة أنفسهم _ بتضافر آي القرآن و الأخبار بعلوّ على خلقه ، ونقلهم إجماع السلف وأصحاب القرون المفضلة على ذلك ، فما هو حكم معتقد الجهة عندهم ؟ أو بعبارةٍ سلفية: ما هو حكم معتقد علو الله على خلقه واستوائه على عرشه عند الأشاعرة ؟ وهذا هو مرادي من هذا البحث، إليك أقوالهم:

1_ قال أبو القاسم القشيري الأشعري الصوفي (465هـ) في رسالته (الرسالة القشيرية ص5) ما نصه :(سمعتُالإمام أبا بكر ابن فورك رحمه الله تعالى يقول: سمعتُ أبا عثمان المغربي يقول: كنتُأعتقدُ شيئًا من حديث الجهة، فلما قدِمتُ بغداد زال ذلك عن قلبي فكتبتُ إلى أصحابنابمكة: إني أسلمتُ الآن إسلامًا جديدًا)اهـ.

2_ وقال أبو المعين النسفي الحنفي الماتريدي(508هـ) في (تبصرة الأدلة1/169) :("والله تعالى نفى المماثلة بين ذاته وبين غيره من الأشياء، فيكون القولبإثبات المكان له ردًّا لهذا النص المحكم ـ أي قوله تعالى :{ليس كمثله شىء} ـ الذيلا احتمال فيه لوَجْهٍ ما سوى ظاهره، ورادُّ النص كافر، عصمنا الله عن ذلك" اهـ.


3_ وقال ابن نُجَيْم الحنفي الماتريدي (970هـ) في (البحر الرائق: باب أحكام المرتدين5/129) :(ويكفربإثبات المكان لله تعالى، فإن قال: الله في السماء، فإن قصد حكايةما جاء في ظاهر الأخبار لا يكفر، وإن أراد المكانكفر".

4_ وقال ابن حجر الهيتمي الشافعي الأشعري (974هـ) في (المنهاج القويم ص:224) :"واعلم أن القَرَافي وغيره حكوا عن الشافعي ومالكوأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم القول بكفر القائلين بالجهة والتجسيم، وهم حقيقونبذلك) اهـ.
قلت: هذه كتب ورسائل الإمام احمد _ رضي الله عنه _ وأصحابه طافحة بالرد على نفاة العلووكلامهم في ذلك أشهر من أن نتكلف في نقله ، وكذلك أقوال الأئمة الثلاثة وأصحابهم _ممن لم يتلوث بعلم الكلام _ بإثبات العلو مستفيضة في الكتب التي عنيت بنقل أقوال السلف ومذاهبهم ككتاب: شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي وغيرها، وعليه فنقل القرافي وتقليد الهيتمي له عن الأئمة تكفيرهم من قال بالعلو كذبة باردة يهزئ منها كل من عرف منهج أولئك الأئمة ، وقد قيل: إذا كذبت فاكذب بما هو ممكن

5_ وقال ملاّعلي القاري الحنفي الماتريدي (1014هـ) في (مرقاة المفاتيح 3/300) :(بل قال جمع منهم ـ أي من السلف بزعمه ـ ومن الخلف إن معتقدالجهة كافر كما صرح به العراقي، وقال: إنه قول لأبي حنيفة ومالك والشافعي والأشعريوالباقلاني" اهـ.
قلت: وهذا الهذيان أشبه بالذي قبله ، فالمشهور عن أبي الحسن الأشعري في (الإبانة) الذي أثبته له كبار أصحابه قوله بإثبات العلو وكذلك الباقلاني هو ممن يثبت العلو

6_ وقالعبد الغني النابلسي الحنفي الماتريدي (1143هـ) في (الفتح الرباني والفيض الرحماني ص124) ما نصه :"وأما أقسام الكفر فهي بحسب الشرع ثلاثة أقسام ترجع جميع أنواع الكفر إليها، وهي: التشبيه، والتعطيل، والتكذيب... وأما التشبيه: فهو الاعتقاد بأن الله تعالى يشبهشيئًا من خلقه، كالذين يعتقدون أن الله تعالى جسمٌ فوق العرش، أو يعتقدون أن لهيدَين بمعنى الجارحتين، وأن له الصورة الفلانية أو على الكيفية الفلانية، أو أنهنور يتصوره العقل، أو أنه في السماء، أو في جهة من الجهات الست ...." اهـ
7_ وقالالكوثري جهمي العصر (1371 هـ) وكلامه في ذلك كثير جدا :(إن القولبإثبات الجهة له تعالى كفر عند الأئمة الأربعة هداة الأمة كما نقل عنهم العراقي علىما في"شرح المشكاة" لعلي القاري( اهـ
وهذا الهذيان كالذي قبله فلا حاجة للتعليق عليه

8_ وأخيراً أختم بقول صاحب أشهر كتاب عند الأشاعرة في هذا العصر والذي يُدّرس في المعاهد العلمية والكليات الشرعية وفي الحلقات والمساجد وهو شرح الباجوري على نظم اللقاني المعروف بجوهرة التوحيد: قال عند قول الناظم: مستحيل ضد ذي الصفات في حقه كالكونفي الجهات

قال: (اعلم أن معتقد الجهة لا يكفر كماقاله العز بن عبد السلام ، وقيده النووي بكونه من العامة ، وابن أبي جمرة بعسر فهمنفيها ، وفصل بعضهم فقال إن اعتقد جهة العلو لم يكفر لأن جهة العلو فيها شرف ورفعةفي الجملة ، وإن اعتقد جهة السفل كفر لأن جهة السفل فيها خسة ودناءة) اهـ
قلت: هذا كان أهونهم حيث نقل _ على الأقل _ خلافهم في تكفير معتقد الجهة وتفصيل بعضهم، فمنهم من لم يكفر ، ومنهم من قيد عدم التكفير بكونه من العامة فقط، ومنهم من لم يكفر لصعوبة القول بنفي الجهة عن الله، ومنهم من لم يكفر من اثبت العلو دون السفل لشرف جهة العلو ورفعته .. إلى آخر هذيانهم
وبعد ... فهذه النقول تأكد صحة ما قلته عن الأشاعرة من أنهم أكثر فرق القبلة غلوا وتعسفا في التكفير، وأنهم يكفرون الأمة بقضايا هي من محض هذا الدين الحنيف ومن مقاصده العظيمة و ضروراته القطعية وبشهادة كبراؤهم وعلماؤهم كما قررت ذلك في أول الكلام ، وهكذا يظهر لكل منصف عاقل مدى غلو الأشاعرة في التكفير وتعسفهم في إطلاقه على أئمة المسلمين وعامتهم وأنهم أحق بوصف الغلاة من السلفيين الذين هم أعلم الناس بأصول التكفير والتبديع والتفسيق وأضبطهم لقواعده وأورعهم في إطلاقه , هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . 


 

0 comments:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية